هل يمكن أن يتسبب الأرق في الموت؟

كتبت- ندى سامي:

جميعنا نعاني من الأرق في مرحلة ما من حياتنا، وعادًة ما يختفي الأرق مع بعض التغيرات في عادة النوم، أو تناول دواء لعدة أسابيع على أقصى تقدير، ولكن هل فكرت يومًا بالإصابة بالأرق مدى الحياة؟ وهل يمكن أن يؤدي الأرق للموت؟

"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي ما هية الأرق المميت، وتأثيره على حياة المصابين، وفقًا لـ "Very well mind"، sleepfoundation.org".

الأرق قد يقتل صاحه، ولكن عندما يكون الأرق العائلي المميت، وهو أحد أنواع الأرق الغير شائعة، وهو مرض عصبي تنكسي معروف بتسببه في مشاكل النوم وأعراض أخرى تزداد سوءًا بشكل تدريجي حتى الموت.

يحدث الأرق القاتل، نتيجة شذوذ في نوع من البروتين موجود في جسم الإنسان يسمى بريون. ينقل هذا العيب إلى البريونات المحيطة، تتراكم هذه البريونات المعيبة في جزء من الدماغ يسمى المهاد، والذي يشارك في تنظيم النوم.

يتسبب تراكم البريونات والضرر الناتج عن الخلايا العصبية في ظهور أعراض مرتبطة بتلف الدماغ والجهاز العصبي فتدهور حالة الشخص حتى الموت.

أنواع الأرق المميت

هناك نوعان فقط من الأرق المميت:

الأرق العائلي القاتل

في الأرق العائلي المميت FFI تسبب طفرة جينية في جين بروتين البريون (PRNP) تشوهات في بروتينات البريون، يكون الاضطراب وراثيًا مما يعني أنه ينتشر في العائلات، الطفل الذي يحمل أحد الوالدين طفرة جينية لديه فرصة بنسبة 50٪ لوراثة الطفرة بأنفسهم

الأرق القاتل المتقطع

يحدث الأرق القاتل المتقطع عندما يعاني الشخص من شذوذ بروتين البريون المرتبط بالأرق العائلي القاتل، على الرغم من أنه يفتقر إلى الطفرة الجينية

وجدت في الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب يعتقد الخبراء أن بروتينات البريون الطبيعية تتطور بشكل عشوائي في الأشخاص الذين يعانون من الأرق القاتل المتقطع لأسباب غير معروفة حتى الآن

أعراض الأرق القاتل

تختلف أعراض الأرق القاتل إلى حد ما اعتمادًا على ما إذا كان الشخص يعاني من أرق عائلي مميت أو أرق قاتل متقطع، وحسب درجة تأثر الشخص ومدى الضرر الذي لحق بالجهاز العصبي، ومن أبرز الأعراض ما يلي:

-مشاكل النوم، مثل صعوبة الدخول في النوم، وكثرة القلق، عدم القدرة على النعاس.

- الأحلام الواضحة المتكررة، تعد أولى الأعراض التي يمكن ملاحظتها.

- ضربات قلب سريعة.

- تنفس سريع.

- التعرق المفرط.

- ضغط دم مرتفع.

- مشاكل في الذاكرة.

- مشاكل الانتباه.

- مشكلة في الحفاظ على التوازن.

- مشكلة في تنظيم درجة حرارة الجسم.

- تغيرات في المزاج.

- فقدان الوزن.

- رؤية مزدوجة.

- صعوبة في البلع.

- صعوبة الكلام.

- هلاوس سمعية وبصرية.

مراحل الأرق القاتل

عادًة ما يتطور الأرق العائلي القاتل عبر مراحل متعددة، تبدأ بأعراض الأرق التي تزداد سوءًا، كما يوحي الاسم نتهي الأرق القاتل بالموت تستغرق العملية بأكملها منذ ظهور الأعراض الأولى حتى الوفاة حوالي 18 شهرًا في المتوسط على الرغم من أنها قد تستمر في بعض الأشخاص لأكثر من ذلك.

وتتمثل مراحل الأرق العائلي القاتل في الآتي:

-المرحلة الأول، تستمر من 3 إلى 6 أشهر، يظهر الأرق ويزداد سوءًا بمرور الوقت، قد تحدث أحلام اليقظة أثناء النوم، قد تبدأ الأعراض النفسية، مثل نوبات الهلع والبارانويا.

- المرحلة الثانية، تدوم من 5 إلى 9 أشهر، تظهر تغيرات في الحالة المزاجية أو تزداد سوءًا، وقد يبدأ القلق أو الاكتئاب، يبدأ ضعف الجهاز العصبي ويتميز بزيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم ودرجة الحرارة والتعرق والتنفس وهرمونات التوتر، قد تحدث مشكلة في الحركة أو تغيرات في المشي.

- المرحلة الثالثة تستمر 3 أشهر، تتعطل دورة النوم بشدة.

- المرحلة الرابعة، تستمر حتى 6 أشهر تؤدي عدم القدرة على النوم إلى الهلاوس الشديدة تليها الغيبوبة ثم الوفاة.

خيارات علاج الأرق القاتل

لم يجد الخبراء حتى الآن علاجات يمكن أن تعالج الأرق القات، تُعتبر العلاجات حاليًا رعاية ملطفة مما يعني أنها تركز على توفير الراحة للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض وهم يعيشون في الأشهر الأخيرة من حياتهم.

يختلف نوع الرعاية الملطفة المقدمة للأشخاص الذين يعانون من الأرق المميت تبعًا لأعراض كل فرد، ولكنها قد تشمل ما يلي:

-مكملات الفيتامينات: ثبت أن تناول الفيتامينات B6 وB12 والحديد وحمض الفوليك يحسن العافية لدى الأشخاص الذين يعانون من الأرق القاتل المتقطع.

- نظام غذائي صحي: قد يوصي الأطباء بإعطاء الأولوية لتناول الأطعمة المغذية للحصول على الفيتامينات المفيدة، قد تساعد منتجات الألبان في تعزيز النوم.

- مكملات الميلاتونين: تنخفض مستويات الميلاتونين وهو هرمون النوم، في الأشخاص الذين يعانون من الأرق القاتل، قد يساعد تناول مكملات الميلاتونين في تعزيز النوم.

- إيقاف بعض الأدوية: بتوجيه من الطبيب قد يحتاج الأشخاص المصابون بالأرق المميت إلى الابتعاد عن استخدام أي أدوية قد تؤدي إلى زيادة فقدان الذاكرة أو الارتباك أو الأرق.

- استخدام مضادات الذهان: أفاد بعض الأشخاص الذين يعانون من الأرق القاتل المتقطع بأنهم قادرون على النوم بعد تناول الفينوثيازين، وهي فئة من الأدوية المضادة للذهان.

- العلاج اسلوكي، عن طريق جلسات فردية مع المعالج النفسي أو جماعية مع من يعاني من تلك المشكلة أو مشاكل مشابهة وتجربة العيش مع مرض مميت لا يوجد له علاج، قد يساعد ذلك الشخص على تقبل المرض والتعايش معه.