هل الزواج يُسبب السمنة؟.. دراسة تُجيب

هل الزواج يُسبب السمنة؟.. دراسة تُجيب
كتب - محمد عماد
لطالما ارتبط الزواج بتغيرات في نمط الحياة والعادات اليومية، لكن هل يمكن أن يكون عاملاً في زيادة الوزن والسمنة؟، وكشفت دراسة جديدة أجراها المعهد الوطني لأمراض القلب في وارسو ببولندا عن علاقة وثيقة بين الزواج وزيادة الوزن، ولكن بشكل غير متساوٍ بين الرجال والنساء، وبينما تضاعف خطر السمنة بين الرجال المتزوجين، لم يكن التأثير ذاته واضحًا لدى النساء، وذلك وفقًا لوفقًا لموقع "نيويورك بوست".
الزواج وزيادة الوزن.. من الأكثر تأثرًا؟
توصل الباحثون في الدراسة إلى أن الزواج يزيد من احتمالات الإصابة بالسمنة بنسبة 62% لدى الرجال، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 39% فقط لدى النساء. المثير في الأمر أن الزواج لم يكن له تأثير ملحوظ على زيادة الوزن لدى النساء بقدر ما ظهر عند الرجال.
وفيما يتعلق بالسياق العالمي، تعد الولايات المتحدة واحدة من الدول الأعلى في معدلات السمنة بين البلدان ذات الدخل المرتفع، حيث يعاني 42% من الرجال و46% من النساء من السمنة، وفقًا لبيانات عام 2021.
وترتبط السمنة بمخاطر صحية كبيرة، مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، مما يجعل دراسات مثل هذه ذات أهمية خاصة في فهم العوامل التي تؤدي إلى زيادة الوزن.
شملت الدراسة تحليل بيانات 2405 أشخاص، توزعت نسبة الجنسين بينهم بالتساوي تقريبًا، بمتوسط أعمار بلغ 50 عامًا. ومن بين هؤلاء، كان 35.3% يتمتعون بوزن طبيعي، و38.3% يعانون من زيادة الوزن، بينما كان 26.4% مصابين بالسمنة.
وأظهرت النتائج أن الرجال المتزوجين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بمقدار 3.2 مرة مقارنة بالعزاب، مما يشير إلى وجود علاقة قوية بين الزواج وزيادة الوزن لدى الرجال.
على الجانب الآخر، لم يكن هناك فرق كبير بين معدلات السمنة لدى النساء المتزوجات وغير المتزوجات، وهو ما يعكس اختلاف العوامل المؤثرة على كل من الجنسين.
لماذا يكتسب الرجال المتزوجون الوزن أكثر من غيرهم؟
يعود هذا الارتفاع في معدلات السمنة بين الرجال المتزوجين إلى عدة عوامل، أبرزها تغير نمط الحياة بعد الزواج.
ووفقًا لنتائج الدراسة، فإن الرجال المتزوجين يميلون إلى تناول كميات أكبر من الطعام، بينما تقل ممارستهم للتمارين الرياضية مع مرور الوقت، كما أن الزواج يُقلل من دافع الرجال للحفاظ على مظهرهم البدني مقارنة بمرحلة العزوبية.
وأكدت دراسة سابقة نُشرت في مجلة "الاقتصاد والأحياء البشرية" أن الزواج كان له تأثير ملحوظ على مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى الرجال خلال السنوات الخمس الأولى بعد الزواج، حيث لوحظت زيادة واضحة في أوزانهم.
مفهوم "السمنة السعيدة"
تشير بعض الأبحاث السابقة إلى ظاهرة تُعرف باسم "السمنة السعيدة"، حيث يرتفع مؤشر كتلة الجسم لدى الأشخاص الذين يشعرون بالرضا في علاقتهم الزوجية، فكلما زادت السعادة الزوجية، زادت احتمالات زيادة الوزن.
ويُفسر ذلك بأن الأزواج السعداء يكونون أكثر ميلاً لتناول الطعام معًا بشكل متكرر، دون الشعور بالقلق حول مظهرهم كما كان الحال قبل الزواج.
تأثير العمر والموقع الجغرافي على الوزن
لم يقتصر تحليل الدراسة على الزواج فقط، بل كشف أيضًا أن التقدم في العمر يزيد من خطر زيادة الوزن والسمنة لدى الجنسين، فكل عام إضافي في العمر يرفع احتمالات الإصابة بالسمنة تدريجيًا.
أما من حيث الموقع الجغرافي، فقد وجدت الدراسة أن النساء اللواتي يعشن في مجتمعات يقل عدد سكانها عن 8000 نسمة يكنّ أكثر عرضة للإصابة بالسمنة بنسبة 46%، وزيادة الوزن بنسبة 42%، في المقابل، لم يكن لهذا العامل تأثير يُذكر على الرجال.
فيديو قد يعجبك: