الكوليسترول «الجيد».. خطر خفي يهدد بصرك
![](https://media.gemini.media/img/wide/2024/5/16/2024_5_16_17_47_0_808.webp)
الكوليسترول
كتب - الكونسلتو
لطالما اعتبر الكوليسترول عالي الكثافة (HDL) المعروف باسم "الكوليسترول الجيد" عنصرًا ضروريًا لصحة القلب والأوعية الدموية، لكن دراسة حديثة كشفت مفاجأة غير متوقعة، حيث تبين أنه قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالجلوكوما، وهو مرض يصيب العين ويمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر.
دراسة حديثة تربط بين HDL والجلوكوما
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، قام باحثون من جامعة "Sun Yat-sen" في جنوب الصين بتتبع بيانات 7,000 شخص في بريطانيا، ووجدوا أن الذين لديهم مستويات مرتفعة من الكوليسترول عالي الكثافة كانوا أكثر عرضة بنسبة 10% للإصابة بالجلوكوما مقارنة بمن لديهم مستويات أقل منه.
وعلى العكس، كشفت الدراسة أن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL)، المعروف باسم "الكوليسترول الضار"، كانوا أقل عرضة للإصابة بالجلوكوما بنسبة 8%.
اقرأ أيضًا.. 8 طرق سحرية تخفض الكوليسترول والدهون الثلاثية
العمر عامل حاسم في تأثير HDL على العين
أوضح الباحثون أن التأثير السلبي للكوليسترول "الجيد" على صحة العين ظهر فقط لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، مما يشير إلى أن التغيرات المرتبطة بالتقدم في العمر قد تلعب دورًا رئيسيًا في هذه العلاقة.
نتائج الدراسة تدعو لإعادة تقييم استراتيجيات إدارة الدهون
نُشرت نتائج الدراسة في المجلة البريطانية لطب العيون، حيث شدد العلماء على ضرورة إعادة النظر في استراتيجيات إدارة الدهون، خاصة لدى المرضى المعرضين لخطر الجلوكوما.
وأكد الباحثون أن هذه النتائج لا تعني بالضرورة أن الكوليسترول "الجيد" مضر بشكل عام، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم الآليات الكامنة وراء هذا التأثير.
ما هو الكوليسترول؟ وكيف يؤثر على الصحة؟
الكوليسترول هو مادة دهنية شمعية تلعب دورًا أساسيًا في العديد من وظائف الجسم، مثل إنتاج الهرمونات وفيتامين (د) والمساعدة في عملية الهضم، فإن اختلال مستويات الكوليسترول، سواء بالزيادة أو النقصان، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة.
الكوليسترول الضار (LDL): ارتفاعه يؤدي إلى تراكم الدهون في الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
الكوليسترول الجيد (HDL): يساعد في إزالة الكوليسترول الزائد من الدم ونقله إلى الكبد للتخلص منه، لكن هذه الدراسة تشير إلى أنه قد يكون له تأثيرات غير متوقعة على صحة العين.
كيف تم التوصل إلى هذه النتائج؟
أجريت الدراسة على أكثر من 400,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا، حيث تم قياس مستويات الدهون لديهم ومتابعتهم على مدار 14 عامًا، وخلال هذه الفترة، تم تشخيص 6,868 شخصًا بالجلوكوما، وهو ما يمثل نحو 2% من المشاركين.
وكشفت النتائج أن المصابين بالجلوكوما كانوا أكثر عرضة؛ لأن يكونوا من المدخنين السابقين، أو يتناولون أدوية خفض الكوليسترول (الستاتينات)، أو يعانون من أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
كيف يسبب الجلوكوما فقدان البصر؟
الجلوكوما هو مرض يصيب العصب البصري بسبب ارتفاع الضغط داخل العين، ما يؤدي إلى تضرره تدريجيًا، ومع الوقت قد يسبب فقدان الرؤية بشكل دائم وغالبًا ما لا تظهر أعراضه إلا في مراحل متقدمة، مما يجعله واحدًا من أكثر أمراض العيون خطورة.
إحصائيات مقلقة عن الجلوكوما
يؤثر المرض على نحو 700,000 شخص في المملكة المتحدة، وأكثر من مليوني شخص في الولايات المتحدة.
يُعرف الجلوكوما باسم "السارق الصامت للبصر"، حيث إنه يتطور ببطء دون أعراض واضحة في البداية.
أعراض الجلوكوما وعلاجه
رغم أن الجلوكوما قد لا يظهر بأعراض واضحة في البداية، إلا أن هناك بعض العلامات التي يجب الانتباه لها، مثل:
ألم في العين
تشوش الرؤية
القيء والغثيان
زيادة إفراز الدموع
قد يهمك.. ارتفاع الكوليسترول.. 7 بدائل طبيعية قد تحمي قلبك
وفي حال عدم علاجه، قد يؤدي الجلوكوما إلى فقدان دائم للبصر، لذلك يعتمد العلاج على تقليل الضغط داخل العين من خلال:
قطرات العين التي تساعد في تقليل إنتاج السوائل داخل العين.
الأدوية الفموية التي تعمل على خفض الضغط.
العلاج بالليزر للمساعدة في تصريف السوائل الزائدة.
الجراحة في الحالات المتقدمة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى.
فيديو قد يعجبك: