أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تأثير انقطاع الطمث على الذاكرة وصحة الدماغ

06:41 م السبت 12 أبريل 2025

انقطاع الطمث

كتب- محمد أمين

يسبب انفطاع الطمث عند النساء، العديد من المشكلات النفسية والعقلية، بسبب التغيرات الهرمونية اللاتي يتعرضن لها، لذا يستعرض "الكونسلتو" في السطور التالية، هل انقطاع الطمث يؤثر على ذاكرة النساء؟

الحفاظ على سلامة الذاكرة لابد أن يكون بدءًا من منتصف العمر، مع الانتقال إلى سن اليأس، ليس فقط للنساء أنفسهن ، بل أيضًا لأسرهن ومجتمعهن، بحسب " health.harvard".

اقرأ أيضًا: دراسة: انقطاع الطمث قبل الأربعين يرتبط بخطر الإصابة بالخرف

تمر النساء بمرحلة الشيخوخة الإنجابية في منتصف العمر المبكر، وتُعرف هذه المرحلة بـ "انقطاع الطمث"، حيث يحدث انخفاض تدريجي في هرمونات المبيض، مثل الإستراديول، وهو الشكل الرئيسي لهرمون الإستروجين الذي يلعب دورًا مهمًا في وظائف الدماغ.

وقد أظهرت أبحاث أجراها فريق من جامعة "هارفارد" أن الإستراديول يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتغيرات في أداء الذاكرة، ويؤثر على إعادة تنظيم دوائر الدماغ المسؤولة عن هذه الوظيفة.

وبناءً على ذلك، تمر النساء والرجال بعمليات شيخوخة مختلفة، وتُعد الشيخوخة الإنجابية لدى النساء في منتصف العمر أكثر تأثيرًا من الشيخوخة الزمنية في هذه المرحلة.

ورغم ذلك، نادرًا ما يتم التعامل مع التدهور المعرفي كقضية صحية رئيسية لدى النساء، من الضروري الاعتراف بأن شيخوخة الدماغ قد تبدأ فعليًا في منتصف العمر المبكر، وأن فهم تأثير انقطاع الطمث على الدماغ قد يُسهم في تطوير استراتيجيات فعّالة للوقاية من فقدان الذاكرة.

تُظهر الدراسات أن النساء يتفوّقن على الرجال في اختبارات الذاكرة اللفظية ابتداءً من مرحلة ما بعد البلوغ، لكن هذه الأفضلية تتراجع مع بدء انقطاع الطمث.

وتُبلغ العديد من النساء عن أعراض مثل زيادة النسيان و"ضباب الدماغ" خلال هذه الفترة، وتجدر الإشارة إلى أن كل النساء يمررن بانقطاع الطمث، ولكن توقيت بدايته يختلف من امرأة لأخرى، حيث يتراوح من أواخر الأربعينات حتى أوائل الستينات، كما تختلف شدة الأعراض المصاحبة له.

قد يهمك: لماذا تحدث تقلصات الساق أثناء الدورة الشهرية؟

خلال الخمسة عشر عامًا الأخيرة، ازداد عدد الأبحاث التي تبحث في الآليات المعقدة لتأثير انقطاع الطمث على الدماغ، وكيفية الحفاظ على سلامة الذاكرة.

فقد تبيّن أن هذه المرحلة قد تؤثر على تكوّن خلايا الدماغ، وتواصلها، وحتى على موتها، وهو ما يؤثر على المناطق الحيوية المسؤولة عن الذاكرة.

كما يؤدي انخفاض الإستراديول إلى تقليل استخدام الدماغ للجلوكوز، وهو مصدر الطاقة الأساسي، مما يدفعه للاعتماد على مصادر بديلة، ويتكيّف بالتالي مع البيئة الهرمونية الجديدة للحفاظ على وظائفه.

عوامل الخطر والتداخل مع الأمراض المزمنة

النساء المصابات بأمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أكثر عرضة للإصابة بالتدهور المعرفي، وتُركّز الأبحاث في هذا المجال على أوجه التشابه بين العمليات التي يستخدمها الدماغ والجسم لإنتاج الطاقة (الأيض)، وكيفية تداخل وظائف الجهاز الوعائي مع صحة الدماغ.

هل يمكن للعلاج الهرموني التعويضي أن يساعد؟

تشير الأدلة إلى أن توقيت بدء العلاج الهرموني يلعب دورًا حاسمًا، فقد يكون للعلاج الهرموني الذي يبدأ في المرحلة السابقة لانقطاع الطمث أو مع بدايته (أي خلال أربع إلى ثماني سنوات قبل الانقطاع الفعلي) آثار إيجابية على وظائف الدماغ والذاكرة.

في المقابل، قد يؤدي بدء العلاج في مرحلة متأخرة من انقطاع الطمث إلى نتائج سلبية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر.

لذا، هناك حاجة ماسة لمزيد من الأبحاث لتحديد التوقيت الأمثل لبدء العلاج، ونوع الهرمونات المستخدمة، والجرعة، وطريقة الإعطاء (سواء عن طريق الفم أو اللصقات الجلدية)، وكذلك مدة الاستخدام.

حتى الآن، تركزت معظم الدراسات على النساء الأصحاء، ولا تزال تأثيرات العلاج على النساء المصابات بأمراض مزمنة غير واضحة، كما قد تختلف الاستجابة للعلاج لدى النساء المعرضات لخطر أكبر للإصابة باضطرابات دماغية مثل الزهايمر، واللواتي قد يكنّ أكثر استفادة من العلاج الهرموني.

ومن الأمثلة على ذلك النساء اللاتي خضعن لاستئصال المبيضين، خاصة في سن مبكرة، حيث ثبت أن العلاج الهرموني يعزز من وظائف الدماغ لديهن.

وفي بعض الحالات، قد لا يكون العلاج الهرموني خيارًا مناسبًا، وهنا تُعد استراتيجيات بديلة، مثل تعديل مستويات الجلوكوز أو دعم تنظيم الإستراديول في الدماغ، محاور واعدة للبحث والعلاج.

كيف تحافظ المرأة على صحة دماغها؟

تشير الأبحاث إلى وجود ثلاث ركائز أساسية لدعم الذاكرة وصحة الدماغ:

1. النشاط البدني

2. النشاط المعرفي

3. التواصل الاجتماعي

تُظهر الدراسات أن النشاطين البدني والمعرفي يؤثران بشكل مباشر وإيجابي على الدماغ حتى على المستوى الخلوي، كما يُعد التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة لتنشيط الدماغ من خلال التعرض لمحفزات وتجارب وأفكار جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب العادات الغذائية الصحية دورًا مهمًا، مثل اتباع النظام الغذائي المتوسطي وتناول أحماض أوميجا-3 الدهنية (مثل زيت السمك)، حيث ترتبط هذه الأنماط بتحسين وظائف الذاكرة.

ومن الجيد أن هذه العادات قابلة للتعديل، وتُعد أكثر أهمية بالنسبة للنساء المصابات بحالات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، واللواتي يواجهن مخاطر أعلى للتدهور المعرفي.

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة

صحتك النفسية والجنسية