أسباب متعددة للغيرة المرضية.. بينها أسلوب التربية

كتبت- حسناء الشيمي

الغيرة المرضية من أبرز المشاكل النفسية التي المصابين بها ومن حولهم، ما قد يسبب مشكلات كثيرة، فما أسبابها وهل يمكن التخلص منها؟

يقول الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الشعور بالغيرة بشكل زائد شكل من أشكال الشك والذي يعتبر حالة مرضية، وتتسبب لصاحبها في مشاكل متعددة، ويتشكك الشخص في مدى قوة العلاقة بينه وبين الطرف الآخر ويكون أكثر قلقًا لدخول شخص آخر في حياته، وينتج عن ذلك تصرفات غير منطقية تزعجه قبل أن تزعج من حوله.

أسباب الغيرة

يوضح "عبد العظيم" أن للغيرة أسباب متعددة، أبرزها:

ضعف الثقة في النفس

في الغالب تعاني الشخصيات الغيورة من فقدان الثقة بالنفس، وبالتالي يرون أنهم لا يتمتعون بالصفات التي تنال إعجاب الطرف الآخر، كالجاذبية أو الذكاء، وبالتالي يرون أن أي شخص يحمل أي من هذه الصفات يشكل خطرًا عليهم وبالتالي يوجهون كل طاقتهم لمهاجمته.

نمط الشخصية

تتصف الشخصية بالشك المرضي وبالتالي تتوهم بعض المواقف وتصدقها وتتهم الطرف الآخر بها، وتتشكك في كل التصرفات التي يقوم بها، وفي الغالب يتصف هذا النوع من الشخصيات بإلقاء كل عيوبه على الطرف الآخر.

دلائل

رغم أن الغيرة تعد من المشاعر الطبيعية فإن هناك بعض الوقائع والدلائل تتسبب في اشتعالها وتحويلها لمرضية، وهذه أشد الأسباب إيلامًا بصاحبها.

وجود تجارب سابقة

وجود تجارب خيانة سابقة من أبرز أسباب إصابة الشخص بالغيرة المرضية، وفقدانه للثقة فيمن حوله.

أسلوب التربية

أسلوب التربية الخالي من الحب والاحتواء والاهتمام يفقد الشخص لتلك المشاعر، وبالتالي عندما يجدها عند شخص آخر يخاف بشكل غير طبيعي من فقدانه.

يؤكد "عبد العظيم" أن الشخص في هذه الحالات يحتاج إلى علاج نفسي سلوكي لتعديل الأفكار، والسلوكيات التي يقوم بها الشخص، وقد يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي في بعض الحالات، خاصة مع الشخصيات الشكاكة.

يؤكد "عبد العظيم" أن إهمال علاج تلك الحالات قد يصل إلى قيام الشخص بإيذاء نفسه، أو من حوله لأنه قد يصل به الحال إلى العيش في عالم غير حقيقي، وهنا قد ينتهي به الأمر الى ارتكاب بعض الجرائم.