منها التنفس من فتحة أنف واحدة- حيل للتغلب على الرهاب
الرهاب، أو ما يعرف باسم الفوبيا، هو اضطراب نفسي يتميز بخوف شديد ومبالغ فيه من أشياء أو مواقف معينة، وهذا الخوف يكون غير عقلاني ولا يتناسب مع الخطر الحقيقي للموقف، ويسبب للشخص ضيق نفسي وقلق مستمر.
يقول خبير الصدمات وعلاج الرهاب كريستوفر جونز كان يخاف من الطيران ويخشى التحدث أمام الجمهور منذ ما يقرب من 20 عامًا مضت، ولكنه تغلب على مخاوفه بل وساعد مرضاها على التخلص من حالات رهاب متنوعة، وفقًا لـ "العربية".
شملت الحالات التي ساهم في علاجها الخوف المنهك وحالات الخوف بالغة الغرابة، مثل رهاب الزينة والبيض المخفوق ومناسبات الهالوين وأعياد الميلاد.
وضح جونز، المؤلف والمعالج النفسي المقيم في المملكة المتحدة، أن الناس يمكنهم التغلب على رهابهم من خلال أساليب مختلفة في المنزل مثل ممارسة تقنيات التنفس وكتابة المذكرات الشخصية اليومية.
تحمس جونز لتأليف كتابه "واجه مخاوفك" في أعقاب جائحة كوفيد 19، خاصة أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من رهاب اجتماعي بسيط قبل عام 2020، زادت حدة الرهاب لديهم.
ويشير إلى أنه يمكن للأشخاص الذين يعانون من القلق أن يعملوا على التغلب على مخاوفهم باستخدام تقنيات التنفس، وعلى الرغم من أنها لا تعالج الرهاب، إلا أنها ستعمل على استرخاء العقل والجسم قبل أن يحتاج الشخص إلى التركيز على مهام أخرى.
توصل جونز إلى أن إبطاء التنفس بنسبة 10% فقط يمكن أن يساعد في تقليل نوبات الهلع التي يصاب بها الأشخاص عندما يواجهون خوفهم، لأن تلك الطريقة تؤدي إلى تحفيز أجزاء الدماغ، بما يجعل الشخص أكثر وعيًا بما يسبب القلق ويجعل معدل ضربات القلب يتباطأ مما يساعد على تقليل القلق.
اقرأ أيضًا: جمال شعبان يحذر من الخوف: يصيب القلب بأمراض مميتة
إن أحد أنواع تقنيات التنفس، يسمى التنفس من الأنف، والذي يستخدمه ممارسو اليوغا عادةً، تتضمن تبديل فتحة الأنف التي يتنفس الشخص من خلالها باستخدام أصابعه لإغلاق فتحة أنف واحدة في كل مرة. تؤدي تلك التقنية إلى تنشيط ما يسمى العصب المبهم، الذي ينظم معدل ضربات القلب ويساعد في تقليل مقدار التوتر الذي يشعر به الشخص عندما يواجه الرهاب.
قدم جونز في كتابه "واجه مخاوفك" أسلوب آخر هو كتابة مجموعة من التساؤلات حول مخاوف الشخص على الورق، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يطرح الشخص أفكارًا مثل "ماذا لو لم أكن آمنًا؟" أو "أنا بخير الآن، ولكن ماذا لو شعرت بالسوء لاحقًا؟".
واقترح جونز أن يقوم الأشخاص بعد ذلك بترتيب "ماذا لو" على مقياس من 1 إلى 10، ومدى احتمالية حدوث السيناريو، ثم ترتيب المشاعر المصاحبة لكل عبارة وترتيبها من أقوى المشاعر إلى الأضعف.
قد يهمك: أيهما أفضل- نخفي خوفنا أمام أطفالنا أم نظهره؟
من هنا، يشرح جونز، يصبح الشخص بحاجة إلى قول العبارة بصوت عالٍ والتعرف على أي مشاعر أو عواطف تترافق معها، ثم يفكر في ما إذا كان ذلك سيجعله يبتسم بدلاً من ذلك، حتى لو كان من غير المحتمل حدوثها.
يضيف جونز أنه من خلال تغيير هذه العقلية، يمكن أن يلاحظ الشخص أن التساؤلات السلبية تصبح أضعف حتى تختفي تمامًا أو تصبح ضجيجًا في الخلفية عندما تواجه موقفًا مرهقًا.
فيديو قد يعجبك: