التحليل النفسي لحادث مقتل طالبة المنصورة.. أطباء يكشفون دوافع الجريمة
كتبت- ياسمين الصاوي:
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن هناك بعض الجرائم التي يتم ارتكابها بدافع الحب، أي كما يُقال "من الحب ما قتل".
وأضاف هندي،خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "90 دقيقة"، أن الأسباب النفسية التي دفعت الطالب الجامعي لارتكاب هذه الجريمة هي الشعور بالإهانة والرفض الشديد، خاصة أن الفتاة قامت بحجب متابعته لها على منصات السوشيال ميديا، كما تقدم لخطبتها أكثر من مرة دون أي جدوى.
وتابع استشاري الصحة النفسية، أن الاكتئاب الحاد أيضًا قد يدفع المريض إلى إيذاء النفس والآخرين، مشيرًا إلى أن 40% من الفتيات اللاتي يتم قتلهن بالعالم يكون ذلك على أيدي أحبائهن.
وأفاد هندي، أن مرضى الفصام أيضًا يمكنهم إيذاء الآخرين، ثم البدء في إيذاء أنفسهم في النهاية، مؤكدًا على وجود بعض المؤشرات التي تعني أن الشخص ربما سيرتكب جريمة في يوم ما، ولا بد من الأسرة الانتباه لذلك في أبنائهم، مثل:
-اللجوء للعنف (وهو ما كان يمارسه المتهم ضد إخوته).
-قطف النباتات وتعذيب الحيوانات.
-عدم وجود حلول ابتكارية واللجوء دائمًا لحل المشكلات بالقوة.
وأكد هندي، أن هذا الطالب الجامعي إن لم يقتل "نيرة" حاليًا، فربما سيقتل رئيسه في العمل أو زميله أو جاره في يوم ما، لأنه مشبع بالعنف.
وأشار استشاري الصحة النفسية، إلى أن السبب الواقعي الذي نراه ليس هو دائمًا السبب الحقيقي وراء الجريمة، بمعنى أن هذا الشاب لم تدفعه مشاعر الحب الجميل للقتل، بل بنائه النفسي المشبع بالعنف وسلوك الانتقام وعدم قدرته على التعامل مع الآخر بمنطقية وعدم وجود حلول ابتكارية للمشكلة وفقدان القدرة على استيعاب الآخرين.
وأفاد هندي، أن وفاة والد الطالب يمكن أن تكون قد ساهمت في بناء شخصية سيكوباتية لديها فكر مضاد للمجتمع.وحول شخصيته الهادئة الانطوائية التي يعرفها الجميع عنه، وصف استشاري الصحة النفسية الأمر بجبل جليد وراءه شيء ما عكس ما يظهره.
وأكد هندي، أن الشاب كان مدركًا تمامًا لما قام به، لأن هناك دوافع انتقامية وعنف لديه، ومعاناته من أي مشكلة نفسية كانت تستلزم حلها لا يخفف عنه العقوبة أو يسقط عنه التهمة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد طه، أستاذ الطب النفسي، أن حادث المنصورة لو صحت روايته هو مثال صارخ على الشعور العارم لدي الكثير من الذكور بالاستحقاق وعدم القابلية للرفض على حد تعبيره.
وقال في منشور كتبه عبر صفحته على "فيس بوك"، إن بعض الأغاني ومشاهد الأفلام روجت للعنف وعدم القابلية للرفض، مشيرًا إلى ضرورة عمل حملات ومجموعات توعية نفسية في الشوارع والمدارس والجامعات والمقاهي والمولات.
ومن جهة أخرى، قالت إيمان عبد الله، دكتورة علم النفس والعلاج الأسري، إن السبب وراء انتشار العديد من جرائم القتل في الفترة الأخيرة يرجع إلى أسباب عديدة، من بينها: الحب المرضي وإدمان المخدرات والفقر وغياب الوازع الديني وقيم التسامح.
وأضافت عبد الله، أن السبب وراء تلك الجريمة الحالية يكمن في غياب الاستراتيجيات البديلة لمواجهة المشكلات، بمعنى أنه عند رفض الفتاة للشخص يتعامل الشاب بنغمة "أنا ومن بعدي الطوفان" ولا يتقبل الرفض بسبب التربية الخاطئة أو التدليل الزائد وعدم قبول الآخر.
وتابعت دكتورة علم النفس، أن هناك عوامل أخرى لانتشار القتل، على سبيل المثال أسباب نفسية واقتصادية، إضافة إلى تأثير مشاهدة فيديوهات القتل وانتشارها على نطاق واسع.
وأكدت عبد الله، على تشجيع السوشيال ميديا والمسلسلات الدرامية الأشخاص على القتل وحمل السلاح، بدلاً من التفكير بالعقل واحترام الدين والقوانين وغياب ثقافة الحوار وغياب حل المشكلات، فلا يستخدم الشخص إلا العنف في حل مشكلاته، فضلاً عن غياب الروابط الأسرية والتربية السليمة
فيديو قد يعجبك: