دراسة: أصحاب البشرة السمراء أكثر شعورًا بالألم الجسدي مقارنة بالبيض
كشفت دراسة حديثة، أن الأمريكيين من أصل إفريقي، قد يعانون من الألم الجسدي بشكل أكبر، من نظائرهم البيض واللاتينيين، بسبب مستويات النشاط في الدماغ.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها توثيق هذا الاختلاف، لكن فريق البحث اشتبه بوجود سبب فسيولوجي لهذا، لذا نظروا إلى أدمغة المشاركين خلال هذه الدراسة الحديثة.
ووجد الفريق البحثي شيئين يمكنهما التنبؤ بكيفية استجابة السود للألم الشديد، وهما "النشاط في شبكة دماغية وتاريخ التمييز العنصري".
ولاختبار مستويات الألم بشكل دقيق، قام فريق البحث بتجنيد المشاركين في الدراسة، بما في ذلك 30 متطوعًا من البيض، و30 متطوعًا من اللاتينيين، و28 متطوعًا من السود، وكان نحو نصف كل مجموعة من الذكو، ثم وضع الباحثون أربعة thermodes، وهي أجهزة تسخين، على مدى ساعتين لكل مشارك، ثم زادت التقنية المعملية تدريجيًا الحرارة المنبعثة منها إلى نحو 118 درجة فهرنهايت (نحو 47 درجة مئوية).
وأثناء إجراء التجربة، راقب الباحثون أيضًا نشاط الدماغ لكل مشارك، باستخدام ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، كما طلبوا من المشاركين تقييم "ألمهم" و"كرههم" للإحساس على مقياس من واحد إلى 100.
وقبل بدء التجربة، طرح الباحثون أسئلة على المشاركين حول تاريخهم الشخصي، بما في ذلك تجربتهم مع التمييز.
وفي المتوسط، قام الأمريكيون من أصل إفريقي في المجموعة، بتقييم الألم بنحو خمس نقاط أعلى من نظائرهم من البيض أو اللاتينيين، كما أن المشاركين السود، كانوا أكثر "كرهًا" للحرارة في المتوسط، بنحو 9 نقاط أكثر من المشاركين الآخرين.
وسجل أولئك الذين ذكروا أنهم تعرضوا لمزيد من التمييز العنصري، مستويات أعلى من الألم وعدم السعادة لديهم، مقارنة بأولئك الذين عاشوا دون تعرض نسبي للعنصرية وغيرها من أشكال التحامل.
اقرأ أيضًا: أصحاب البشرة السمراء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض
ومن المعروف جيدًا أن الألم يحتوي على مكونات موضوعية وذاتية، ولهذا السبب يصعب قياسه، ما يؤدي إلى حدوث العديد من المشكلات في وصف الجرعات الصحيحة من مسكنات الألم، لعلاج الأوجاع بشكل مناسب دون التسبب في النشوة والإدمان.
وأظهر المشاركون السود نشاطًا أكبر في هذه المناطق من أدمغتهم، وخاصة في النواة المتكئة (المسؤولة عن المكافآت بالدماغ البشري)، وقشرة الفص الجبهي البطني (vmPFC)، والتي تشارك في وظائف الدماغ العليا التنفيذية، خاصة إذا عانوا من التمييز في جميع فترات حياتهم.
ولاخظ الباحثون أن المشاركين البيض كان لديهم نشاطًا ثابتًا في أجزاء الدماغ المعروفة باسم "مصفوفة الألم"، التي تتألف من القشرة الحزامية الأمامية والمهاد والعزل. ويعتقد أن هذه الأجزاء تشارك في تجربة "موضوعية" من الألم.
ومن جانبه، قال مؤلفو الدراسة في مجلة Nature Human Behavior: "تتوافق نتائجنا مع الاختلافات العصبية المتعلقة بالعوامل الاجتماعية والثقافية مع الأدب المتزايد في علم الأعصاب الثقافي".
وتابعوا: "أظهر هذا الأدب اختلافات في وظيفة الدماغ الكامنة وراء الاختلاف الثقافي في مجموعة متنوعة من المجالات الاجتماعية والمعرفية بما في ذلك معالجة العاطفة، وتصور الذات والآخرين، والإدراك الحسي والاهتمام".
وأضافوا أنهم يأملون في أن تساعد أبحاثهم في فضح الافتراضات العنصرية والخطيرة التي طال أمدها حول الكيفية التي يعاني بها السود من الألم.
فيديو قد يعجبك: