هل التهاب اللثة يسبب تلف للكلى؟

أمراض اللثة والكلى
كتب- محمد أمين
حذّرت دراسة دولية حديثة من أن أمراض اللثة، ولا سيما التهاب دواعم السن، لا تقتصر آثارها على صحة الفم فقط، بل قد يكون لها دور في تسريع تطوّر أمراض الكبد المزمنة، مثل تليّف الكبد.
ووفقًا للدراسة التي قادها باحثون من جامعة "جيلين" الصينية ونُشرت الأربعاء في دورية eGastroenterology، فإن العناية البسيطة بصحة الفم – مثل تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، والزيارات المنتظمة لطبيب الأسنان – قد تمثل وسائل فعّالة للوقاية من مضاعفات كبدية خطيرة، بما في ذلك تلف الكبد، بحسب "الشرق الأوسط اللندنية"
اقرأ أيضًا: لتعزيز صحة الكبد.. أستاذ جهاز هضمي يوصي بتناول هذه الأطعمة
ما هي أمراض اللثة؟
تُعد أمراض اللثة خصوصًا النوع المزمن المعروف بالتهاب دواعم السن، حالات التهابية تنجم عن عدوى بكتيرية تصيب الأنسجة الداعمة للأسنان.
وتُعد من أكثر الأمراض شيوعًا عالميًا، وتزداد شدة الإصابة بها مع التقدّم في العمر، والتدخين، وسوء العناية بصحة الفم.
وتحدث هذه الحالة عندما يستمر الالتهاب لفترة طويلة، ما يؤدي إلى تدمير تدريجي للأنسجة والعظام المحيطة بالأسنان، وقد ينتهي الأمر بانحسار اللثة أو فقدان الأسنان إذا لم تُعالج بالشكل المناسب.
وتُعزى هذه المشكلات غالبًا إلى تراكم البكتيريا في الفم بسبب ضعف نظافة الأسنان، وتتضمّن الأعراض الشائعة نزيف اللثة، ورائحة الفم الكريهة، وحساسية الأسنان، في حين أن الإهمال في علاجها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تتطلب تدخلاً طبيًا للحفاظ على الأسنان.
قد يهمك: أطعمة تجدد خلايا الكبد
العلاقة بين صحة الفم والكبد
تناولت الدراسة مفهوماً حديثاً يُعرف بـ "محور الفم والأمعاء والكبد"، والذي يشير إلى الترابط بين بكتيريا الفم، وميكروبيوم الأمعاء، ووظائف الكبد.
ووفقًا للباحثين، فإن البكتيريا الموجودة في الفم يمكن أن تنتقل إلى الجهاز الهضمي أو مجرى الدم أثناء الأنشطة اليومية مثل المضغ أو تنظيف الأسنان، ما قد يؤدي إلى اضطراب التوازن الميكروبي، وزيادة نفاذية الأمعاء، ومن ثم انتقال السموم إلى الكبد وتحفيز الالتهاب وتليّف الأنسجة.
كما كشفت نتائج الدراسة عن وجود آثار للبكتيريا الفموية في أنسجة الكبد، وبيّنت أن هذه البكتيريا قد تؤدي إلى تفاقم حالة التهاب الكبد الدهني المرتبط بالاضطرابات الأيضية.
وتلعب الالتهابات المزمنة في اللثة دورًا في تعزيز إنتاج السيتوكينات الالتهابية، مما يسهم بدوره في تطوّر أمراض الكبد.
أدلة سريرية داعمة
أكدت البيانات السريرية وجود ارتباط واضح بين صحة الفم وأمراض الكبد؛ حيث وُجد أن مرضى تليّف الكبد يعانون من مشاكل فموية أكثر حدة، مثل ارتفاع معدلات تآكل اللثة وفقدان العظام الداعمة للأسنان.
كما أظهرت الدراسات أن نحو 72% من المرضى المدرجين على قوائم انتظار زراعة الكبد يعانون من التهاب دواعم السن.
وفي دراسة سريرية أخرى، أظهر علاج اللثة تحسّنًا مؤقتًا في إنزيمات الكبد، ما يعزّز الفرضية القائلة بأن تحسين صحة الفم قد ينعكس إيجابيًا على وظائف الكبد.
دعوة إلى تكامل الرعاية الصحية
شدد الباحثون على أهمية تعزيز التكامل بين التخصصات الطبية المختلفة، خاصة بين أطباء الكبد وأطباء الأسنان، لتقديم رعاية شاملة للمرضى.
وإذا تأكدت هذه النتائج من خلال دراسات وتجارب سريرية أوسع، فقد يُصبح علاج التهاب اللثة عنصرًا أساسيًا في الخطط العلاجية الموجهة لأمراض الكبد المزمنة.
فيديو قد يعجبك: