أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

دراسة تحذر: الأكل عالي السعرات يضعف حساسية الدماغ للأنسولين

12:01 م السبت 01 مارس 2025

الأكل عالي السعرات يضعف حساسية الدماغ للأنسولين

كتب - محمد عماد

كشف فريق بحثي من معهد أبحاث السكري والأمراض الاستقلابية في مركز هيلمهولتز بألمانيا، بالتعاون مع جامعة توبنغن والمركز الألماني لأبحاث السكري، عن تأثير خطير للإفراط في تناول الطعام عالي السعرات الحرارية حتى لفترة قصيرة.

وأظهرت الدراسة أن اتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية لمدة لا تتجاوز خمسة أيام يمكن أن يؤدي إلى ضعف استجابة الدماغ للأنسولين وزيادة الدهون في الكبد، مع تأثيرات تستمر حتى بعد التوقف عن هذا النظام الغذائي، وفقًا لموقع "medical xpress".

تأثير الأكل المفرط على حساسية الدماغ للأنسولين

أوضحت الدراسة التي نُشرت في مجلة *Nature Metabolism* أن مقاومة الأنسولين في الدماغ قد تؤدي إلى الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى التأثير على الوظائف الإدراكية.

فعادةً ما يعمل الأنسولين على تنظيم الشهية والتمثيل الغذائي عبر الدماغ، لكن عند حدوث مقاومة في هذا المسار، يمكن أن تتعطل هذه العمليات، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة باضطرابات الأيض.

تفاصيل الدراسة والتجربة السريرية

شملت الدراسة 29 مشاركًا من الذكور الأصحاء تتراوح أعمارهم بين 19 و27 عامًا، مع مؤشر كتلة جسم يتراوح بين 19 و25 كجم/م². تم تقسيمهم إلى مجموعتين:

- مجموعة تناولت نظامًا غذائيًا عالي السعرات (18 مشاركًا)، حيث تم زيادة السعرات الحرارية اليومية بمقدار 1500 سعرة حرارية من الوجبات الخفيفة فائقة المعالجة.

- مجموعة ضابطة (11 مشاركًا) حافظت على نظامها الغذائي المعتاد.

كما تم تقييد النشاط البدني لجميع المشاركين، بحيث لم يتجاوز عدد خطواتهم اليومية 4000 خطوة. وبعد خمسة أيام فقط، لوحظت زيادة في دهون الكبد لدى مجموعة النظام الغذائي عالي السعرات، حيث ارتفعت من 1.55% في البداية إلى 2.54% بعد التجربة، دون حدوث تغيير يُذكر في وزن الجسم أو حساسية الأنسولين الطرفية أو علامات الالتهاب.

تصوير الدماغ يكشف تأثيرات الأنسولين

استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لقياس استجابة الدماغ للأنسولين عبر إعطائه عن طريق الأنف. أُجري الفحص ثلاث مرات: في بداية الدراسة، بعد انتهاء الأيام الخمسة من النظام الغذائي، ثم بعد أسبوع من العودة إلى التغذية الطبيعية.

وأظهرت النتائج أن استجابة الدماغ للأنسولين انخفضت في مناطق الدماغ المسؤولة عن الإدراك وصنع القرار، مثل القشرة الجزرية والقشرة الرلندية والدماغ الأوسط. وبعد أسبوع من استئناف النظام الغذائي الطبيعي، استمرت بعض التغيرات السلبية، خاصةً في الحُصين والتلفيف المغزلي، وهي مناطق مهمة للذاكرة والتحكم في السلوك.

ارتباط مقاومة الأنسولين باضطرابات الأكل

أشارت الدراسة إلى أن ضعف استجابة الدماغ للأنسولين ارتبط بزيادة دهون الكبد وارتفاع استهلاك الدهون في النظام الغذائي. كما أظهر المشاركون انخفاضًا في استجابتهم للمكافآت وزيادة الحساسية للعقوبات، مما قد يؤثر على سلوكيات الأكل لديهم على المدى الطويل.

اختبار تعلم المكافأة وتأثيراته

لتقييم كيفية تأثير الإفراط في تناول الطعام على نظام المكافأة في الدماغ، خضع المشاركون لاختبار تعلم التعزيز "اذهب/لا تذهب"، وهو مصمم لقياس كيفية استجابة الدماغ للمكافآت والعقوبات. وكانت النتيجة أن المشاركين الذين تناولوا نظامًا غذائيًا غنيًا بالسعرات الحرارية أظهروا استجابة أضعف للمكافآت وزيادة في الحساسية للعقوبات، مما قد يشير إلى تغيرات طويلة الأمد في أنماط الأكل لديهم.

نتائج تثير القلق حول السمنة والإدمان على الطعام

رغم أن التغيرات في استجابة الدماغ للأنسولين كانت جزئية وقابلة للانعكاس بعد العودة إلى النظام الغذائي الطبيعي، إلا أن النتائج تدق ناقوس الخطر بشأن تأثير تناول الأطعمة عالية السعرات الحرارية والمعالجة لفترات قصيرة.

وأشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات تتشابه مع الأنماط التي لوحظت لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، ما يعني أن الإفراط المؤقت في تناول الطعام قد يفتح الباب لأنماط غير صحية تؤدي إلى السمنة وأمراض التمثيل الغذائي.

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة

صحتك النفسية والجنسية