هل الشيح يقضي على الخلايا السرطانية؟
كتب - محمد عماد
لطالما ارتبط الطب البديل باستخدام النباتات في علاج الأمراض، ولكن أن تتوجه الأنظار إلى نبات الشيح كعلاج محتمل للسرطان، هو أمر يثير اهتمام العلماء حاليًا.
وأظهرت دراسات حديثة نتائج مشجعة حول قدرة مركب الأرتيميسينين، المستخرج من نبات الشيح، على قتل خلايا سرطان الثدي دون الإضرار بالخلايا السليمة، وفقًأ لموقع "Science".
كيف يعمل الأرتيميسينين؟
يشير الباحثون إلى أن الأرتيميسينين يمتلك خصائص مدمرة لخلايا السرطان بفضل ارتباطه بمعدلات الحديد العالية الموجودة فيها، وعلى الرغم من وجود الحديد في الخلايا الطبيعية، إلا أن خلايا السرطان تحتوي على مستويات أكبر منه، نظرًا لقدرتها العالية على امتصاص هذا المعدن لتعزيز انقسامها.
وتعتمد خلايا السرطان على مستقبلات الترانسفيرين، وهي نقاط استقبال تُستخدم لجذب الحديد إلى داخل الخلية، ما يجعلها أكثر عرضة لتأثير الأرتيميسينين القاتل.
اقرأ أيضًا.. تقوية المناعة أبرزها - 7 فوائد لعشبة الكاروندا
تجربة علمية واعدة
في دراسة حديثة أجراها المهندسان البيولوجيان هنري لاي وناريندرا سينغ من جامعة واشنطن، تم اختبار تأثير الأرتيميسينين على خلايا سرطان الثدي.
وقام الباحثان بإثراء خلايا الثدي الطبيعية والخلايا السرطانية المقاومة للإشعاع بمركب الهولوترانسفيرين، الذي ينقل الحديد إلى الخلايا، ثم حقناها بمادة الأرتيميسينين.
النتائج كانت مذهلة؛ فقد قتلت المادة جميع خلايا السرطان خلال 16 ساعة فقط، بينما تضررت نسبة قليلة من الخلايا الطبيعية، ويفسر الدكتور لاي ذلك بوجود عدد أكبر من مستقبلات الترانسفيرين في خلايا سرطان الثدي، مما يجعلها تمتص الحديد بسرعة أكبر وتتعرض لهجوم الأرتيميسينين بصورة أكثر فاعلية.
آراء علمية مشجعة
يقول الدكتور جاري بوزر، الكيميائي العضوي بجامعة جونز هوبكنز، إن النتائج "تبدو واعدة للغاية"، لكنه يشير إلى ضرورة تكرار هذه الدراسات من قبل باحثين آخرين للتأكد من فعاليتها، كما يدعو بوزر إلى اختبار تأثير الأرتيميسينين على مزيج من الخلايا السرطانية والطبيعية دون فصلها، للتحقق من فاعليته في ظروف أقرب للواقع.
قد يهمك.. الريحان، كنز مذهل للحفاظ على صحتك
أفق جديد لعلاج السرطان
يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يفتح الباب أمام استخدام الأرتيميسينين في علاج أنواع أخرى من السرطان، إلى جانب سرطان الثدي، ومع أن النتائج الأولية مشجعة، إلا أن العلماء يؤكدون على أهمية إجراء المزيد من الأبحاث السريرية للتأكد من فعالية وأمان هذا العلاج في المراحل المتقدمة.
فيديو قد يعجبك: