اختبار ثوري لسرطان البروستاتا بدقة 99% يثير آمالًا واسعة

سرطان البروستاتا
كتب - محمد عماد
في خطوة علمية واعدة، تم تطوير اختبار جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف عن سرطان البروستاتا بدقة تصل إلى 99%، ويُعرف هذا الفحص بـ"الاختبار الخارق"، حيث يمكنه تحليل أكثر من 100 علامة بيولوجية للمرض، مما يجعله الأداة الأكثر دقة حتى الآن في تشخيص هذا النوع من السرطان.
رحّب العديد من الخبراء والمرضى بهذه التقنية المتطورة، ومن بينهم بطل الدراجات الأولمبي السابق السير كريس هوي، الذي تم تشخيصه بسرطان البروستاتا في مراحله المتقدمة.
ويأمل العلماء أن يُحدث هذا الاختبار ثورة في طرق الكشف المبكر عن المرض، مما يساهم في إنقاذ آلاف الأرواح سنويًا.
كيف يعمل الاختبار؟
يستند الاختبار إلى تحليل عينات الدم والبول للكشف عن أكثر من 100 علامة بيولوجية مرتبطة بسرطان البروستاتا، بما في ذلك البروتينات والجينات، تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بمعالجة هذه البيانات للوصول إلى نتيجة دقيقة، مما يسمح بتحديد ما إذا كان المريض مصابًا بالمرض، بالإضافة إلى تقييم مدى خطورته—سواء كان بطيء النمو أو عدوانيًا.
يُعد سرطان البروستاتا من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال، حيث يُصاب به واحد من كل ثمانية رجال في مرحلة ما من حياته، ويتم تشخيص أكثر من 50 ألف حالة جديدة سنويًا في المملكة المتحدة وحدها، ولا يوجد حتى الآن فحص روتيني للرجال الأصحاء، بسبب عدم دقة اختبار PSA المستخدم حاليًا.
دقة عالية وتوقعات مبشرة
أظهرت الدراسات السابقة أن هذا الاختبار يتمتع بدقة تتراوح بين 96% و99%، وهو ما يفوق بكثير الوسائل التقليدية المتاحة حاليًا، وتم تطويره من قِبَل مجموعة EDX الطبية، التي تتخذ من كامبريدج مقرًا لها، ومن المتوقع أن يُطرح للاستخدام بعد الحصول على الموافقات التنظيمية، إما في أواخر هذا العام أو خلال عام 2026.
وصف السير كريس إيفانز، مؤسس ومدير قسم العلوم في الشركة المطورة، هذا الاكتشاف بأنه "اختبار سيغير قواعد اللعبة"، مضيفًا:
"إن دمج هذه المؤشرات الحيوية في الفحص الروتيني يمكن أن يُحدث ثورة في إدارة سرطان البروستاتا، من خلال تمكين الكشف المبكر والتنبؤ بالمخاطر بشكل أكثر دقة."
دعم واسع من المجتمع الطبي
لاقى الاختبار دعمًا واسعًا من الأطباء والباحثين، حيث أكد سيمون جريفسون، مساعد مدير الأبحاث في مؤسسة سرطان البروستاتا بالمملكة المتحدة، أهمية مثل هذه التطورات في إنقاذ الأرواح، قائلًا: "لقد شهدنا في السنوات الأخيرة العديد من الاختبارات الناشئة التي تُظهر وعودًا كبيرة في الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى اختبارات سريرية موسعة لضمان فعاليتها."
وأشار إلى أن التشخيص المبكر يمكن أن يقلل من الوفيات الناجمة عن سرطان البروستاتا بنسبة تصل إلى 40%، أي ما يعادل آلاف الأرواح سنويًا.
هل يصبح الفحص الروتيني حقيقة قريبًا؟
مع هذا التقدم العلمي، تدرس الحكومة البريطانية إمكانية إدراج فحص روتيني لسرطان البروستاتا، وفقًا لما صرّح به وزير الصحة أندرو جوين، ويُتوقع أن يُساهم هذا الفحص في تحسين فرص العلاج المبكر وتقليل معدلات الوفاة الناتجة عن المرض.
أمل جديد لمرضى سرطان البروستاتا
في ظل غياب علاج نهائي لسرطان البروستاتا حتى الآن، يُعد التشخيص المبكر السبيل الأكثر فعالية لمكافحة المرض، ومع وجود تقنية الذكاء الاصطناعي في الخطوط الأمامية لمجال الرعاية الصحية، يمكن أن يكون هذا الاختبار نقلة نوعية في إنقاذ الأرواح، مما يمنح المرضى فرصة أفضل لمواجهة المرض.
فيديو قد يعجبك: