سرطان عنق الرحم يهدد النساء في الثلاثينيات والأربعينيات.. فما السبب؟

سرطان عنق الرحم يهدد النساء في الثلاثينيات والأربع
كتب - محمد عماد
في ظل التقدم الطبي ووسائل الوقاية المتاحة، لا يزال سرطان عنق الرحم يمثل خطرًا متزايدًا على النساء، خاصة في العقدين الثالث والرابع من العمر.
ورغم كونه من أكثر أنواع السرطان القابلة للوقاية، إلا أن معدلات الإصابة به لا تزال في ارتفاع، نتيجة انخفاض معدلات الفحص والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وهو المسبب الرئيسي لهذا المرض.
تراجع معدلات الفحص يثير القلق
أظهرت دراسة حديثة انخفاض نسبة النساء اللاتي خضعن لفحص سرطان عنق الرحم من 47% في عام 2019 إلى 41% في عام 2023، ما يعكس تراجعًا واضحًا في معدلات الفحص الدوري، ويُرجع الخبراء هذا التراجع إلى قلة الوعي بأهمية الفحوصات الدورية، وتأجيل النساء لمواعيد الفحص، حيث تتأخر 29% منهن عن الموعد المحدد، وفقًا لموقع "نيويورك بوست".
الورم الحليمي البشري
يبدأ سرطان عنق الرحم في خلايا عنق الرحم، وهو بطيء النمو، حيث قد يستغرق أشهرًا أو حتى سنوات قبل أن يتطور إلى ورم خبيث. ويرتبط المرض بشكل مباشر بفيروس الورم الحليمي البشري، الذي يُعد العدوى الأكثر شيوعًا التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن أكثر من 42 مليون أمريكي مصابون بسلالة واحدة على الأقل من هذا الفيروس، مع تسجيل 13 مليون إصابة جديدة سنويًا.
وبالرغم من أن أكثر من 90% من أنواع السرطان المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري يمكن الوقاية منها بالتطعيم، إلا أن الوعي العام حول خطورة هذا الفيروس لا يزال منخفضًا.
أهمية التطعيم في الوقاية من المرض
تمت الموافقة على لقاح فيروس الورم الحليمي البشري عام 2006 للفتيات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 9 و26 عامًا، ثم تم توسيعه ليشمل الأولاد والرجال في عام 2009 للحماية من سرطانات الفم والشرج والقضيب.
كانت اللقاحات الأولى تحمي من سلالتين فقط من الفيروس المسؤولتين عن 70% من حالات سرطان عنق الرحم، لكن النسخ الحديثة من اللقاح تحمي الآن من تسع سلالات، مما يقلل من خطر الإصابة بالمرض بنسبة 90%.
عقبات أمام التطعيم
ورغم الفوائد المؤكدة للقاح، إلا أن نسبة التطعيم بين المراهقين في الولايات المتحدة لا تزال أقل من الهدف المطلوب، حيث تلقى 54.5% فقط من المراهقين جميع الجرعات الموصى بها، بينما تسعى السلطات الصحية إلى تحقيق معدل تطعيم يصل إلى 80% لمن تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عامًا.
ويرجع انخفاض معدلات التطعيم إلى مخاوف بعض الآباء من اللقاح، على الرغم من تأكيد الخبراء على أمانه وفعاليته.
ويوصي الأطباء بضرورة تلقي الأطفال اللقاح عند بلوغهم سن 11 أو 12 عامًا، مع جرعتين قبل سن 15 عامًا، أو ثلاث جرعات لمن يبدأون التطعيم في وقت متأخر.
أهمية الفحص الدوري في الكشف المبكر
توصي جمعية السرطان الأمريكية بإجراء فحص فيروس الورم الحليمي البشري كل خمس سنوات للنساء بين 25 و65 عامًا، إلا أن بعض الخبراء يؤكدون ضرورة الفحص كل ثلاث سنوات لمن تتراوح أعمارهن بين 25 و49 عامًا.
وتشير الإحصاءات إلى أن 20% من النساء اللاتي يخضعن للفحص لأول مرة في العشرينيات أو الثلاثينيات يكتشفن إصابتهن بسلالة عالية الخطورة من الفيروس.
ورغم عدم وجود علاج نهائي للفيروس، إلا أن الجهاز المناعي غالبًا ما يقضي عليه خلال عامين، لكن استمرار العدوى لفترة أطول قد يؤدي إلى تغيرات خلوية ترفع من خطر الإصابة بالسرطان.
ارتفاع معدل الإصابة في المناطق الريفية
كشفت دراسات حديثة أن النساء اللواتي يعشن في المناطق الريفية أكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 25%، كما أن معدلات الوفاة لديهن أعلى بنسبة 42% مقارنةً بالنساء في المناطق الحضرية، ويعود ذلك إلى قلة فرص الفحص والتطعيم في تلك المناطق.
وأظهرت دراسة أُجريت عام 2024 أن النساء غير البيض، وغير المؤمن عليهن صحيًا، أو اللاتي ينتمين إلى مجتمع LGBTQ+ أقل احتمالًا للخضوع لفحوصات سرطان عنق الرحم، مما يزيد من خطر الإصابة والوفاة.
انخفاض الوفيات رغم ارتفاع الحالات
كان سرطان عنق الرحم في الماضي أحد الأسباب الرئيسية لوفيات السرطان بين النساء الأمريكيات، لكنه شهد انخفاضًا بنسبة تزيد عن 50% منذ منتصف السبعينيات، بفضل برامج الفحص والتطعيم.
وتشير تقديرات الجمعية الأمريكية للسرطان إلى أنه بحلول عام 2025، سيتم تشخيص حوالي 13,360 حالة جديدة، وسيموت 4,320 امرأة بسبب المرض.
فيديو قد يعجبك: