أستاذ فيروسات ببريطانيا: نهاية كورونا بعد عامين والجرعة الثالثة تحمي نهائيًا من أوميكرون (حوار)

>>تطعيم 80% من الشعب البريطاني منع انتشار متحور أوميكرون

>>أعراض أوميكرون طفيفة ولا تزيد عن الحمى والصداع والسعال والجرعة الثالثة تحمي نهائيًا منه

>>إلغاء الدوري الإنجليزي أمر مُستبعد ورفض بعض اللاعبين تلقي اللقاح تسبب في انتشار كوروونا في الأندية

حوار- صابر نجاح

عامان على بداية ظهور فيروس كورونا المستجد في العالم، تغير بعدهما كل شئ، تمكن العلماء خلالهما من تطوير لقاحات قادرة على مكافحة عدوى كوفيد-19 والوقاية من مضاعفاتها الخطرة، ولكنها لم تكن كافية لوضع النهاية لهذه الجائحة، خاصة أن الوباء يفاجئ العالم من حينٍ لآخر بمتحورات جديدة، أحدثهم متحور أوميكرون.

"الكونسلتو" يحاور الدكتور ياسر الشربيني، أستاذ الفيروسات بجامعة نوتنجهام فورست ببريطانيا، الذي كشف توقعاته عن موعد نهاية الوباء في العالم، بالإضافة للحديث عن آخر مستجدات ظهور المتحور الجديد أوميكرون، وموقف الدوري الإنجليزي من الإلغاء خلال الفترة المقبلة، وإلى نص الحوار:

بداية.. ماهي آخر مستجدات الوضع الوبائي في بريطانيا بعد ظهور متحور أوميكرون؟

على الرغم من ظهور المتحور الجديد أوميكرون في العديد من الدول الأوروبية، إلا أن انتشاره في بريطانيا لا يزال محدودًا، فأغلب الحالات تعالج هنا في المنزل، دون الحاجة إلى الذهاب للمستشفى، وهو ما تُشير إليه الأرقام الموجودة في الوقت الحالي، والتي وصلت إلى ثُلث ما كانت عليه في يناير الماضي، وذلك بسبب تطعيم 80% من الشعب البريطاني، لذلك نستطيع القول إن اللقاحات منعت انتشاره.

هل ظهرت أي أعراض خطيرة للمتحور الجديد أوميكرون في بريطانيا خلال الفترة الحالية؟

ما زالت أعراض المتحور الجديد أوميكرون خفيفة، حيث ظهر الارتفاع التدريجي لدرجة الحرارة أو الصداع المصحوب بالسعال، لكنه لديه القدرة على الانتشار 5 أضعاف من المتحورات الأخرى، كما أن الأمر يختلف كثيرًا مع متحور دلتا، الذي لوحظ تعرض مصابيه لاضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي، بشكل يختلف من شخص لآخر، وفقًا لعاملي الصحة والعمر.

ماذا عن قدرة اللقاحات في مواجهة المتحور الجديد؟

هناك اعتقاد تام أن اللقاحات تحمي تمامًا من المضاعفات الشديدة الناجمة عن كورونا، ولكنها تمنع من الدخول حتى للمستشفيات، لذلك دخلت الحكومة في سباق مع الزمن لتطعيم أكبر عدد من المواطنين في جميع مقاطعات بريطانيا، حيث يتم تطعيم ما يقرب من مليون شخص في اليوم.

وفيما يتعلق بمتحور أوميكرون فإن تلقي جرعتين من اللقاحات تحمي من الإصابة بنسبة 75% إلى 80%، أما في حالة تلقي الجرعة الثالثة فقد تحمي تمامًا من المتحور الجديد.

هل سنحتاج إلى جرعة رابعة في المستقبل؟

إلى الآن لم تُطبق الجرعة الرابعة من اللقاحات في بريطانيا، خاصًة في ظل المناعة المكتسبة من الجرعة الثالثة، فقد يتم اللجوء إلى تلقي جرعة رابعة، بعد 6 أشهر من الآن.

ما موقف الدوري الإنجليزي من التأجيل في ظل تفشي فيروس كورونا في عدة أندية؟

نتيجة لتزايد أعدد الإصابات اليومية في بريطانيا بكورونا، اتجهت الحكومة إلى اتخاذ بعض التدابير الإضافية، والتي منها إغلاق الحانات والبارات، وتقليل فرص التجمعات بمختلف الطرق في العديد من المقاطعات، ولن يتم اتخاذ أي تدابير أخرى إلا بعد نهاية العام، أما قرار إلغاء بعض مباريات كرة القدم في الدوي الإنجليزي، جاءت من الأندية نفسها دون تدخل، لذلك أرى أن إيقاف الدوري الإنجليزي أمر مستبعد، وذلك بسبب الإعباء والتوابع الاقتصادية التي قد تضررت على إثرها جميع الأندية.

كيف ترى أسباب زيادة أعداد إصابات كورونا بين اللاعبين في بريطانيا؟

نسبة التطعيم بين اللاعبين الرياضيين قليلة للغاية مقارنة بتطعيمات المواطنين في الوقت الحالي، حيث وصلت إلى 65%، فهناك بعض اللاعبين في الدوري الإنجليزي، لايزالوا يرفضون تلقي اللقاح، نتيجة لخوفهم منه أو عدم اقتناعهم الديني أو النفسي به، الأمر الذي أدى إلى انتشار الوباء بين صفوف بعض الفرق الرياضية، وأسفر عن توقف بعض المباريات.

ماذا عن آليات تنفيذ تطعيم الأطفال من سن 5 أعوام و11 عامًا ضد كورونا في بريطانيا؟

لا يزال التطعيم ضد لقاح كورونا في بريطانيا اختياري لجميع الفئات، حيث يحصل الأطفال على جرعتين بحجم 10 ميكروجرام من لقاح فايزر، أي ثلث جرعة البالغين، مع فترة 8 أسابيع بين الجرعتين.

كيف تقيم الأدوية الثلاثة الموجودة لعلاج فيروس كورونا؟

أصبحت أدوية كورونا الثلاثة تمثل بارقة الأمل في التغلب على وباء الفيروس التاجى، خاصًة بعد أن وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

كيف ترى السيناريو الأقرب لنهاية وباء كورونا في العالم؟

لا نستطيع تحديد موعد نهاية الوباء في العالم، إلا بعد تطعيم أكبر قدر من المواطنين بلقاحات كورونا، لكني أرى أن السيناريو الأقرب للحدوث هو الأمر الذي حدث مع الجُدري، ومع ذلك استطيع القول إنه في الوقت الحالي لن ينتهي الوباء إلا بعد عامين من الآن، خاصًة في حالة ظهور سلالات أضعف من الفيروس التاجي.