أكثر الكلمات انتشاراً

إعلان

قد يقتل.. واحدة من كل 3 نساء يتعرضن للعنف فهل يمكن تجنبه؟

04:32 م الأحد 25 نوفمبر 2018

العنف-ضد-المرأة

كتبت- آلاء نبيل

تتعرض شيماء كمال (اسم مستعار)، ربة منزل في العقد الخامس من العمر إلى عنف جسدي ولفظي من قبل زوجها، ما يضعها في ضغوط وتوترات نفسية أدت مؤخرا لإصابتها بجلطة، أرجعها الطبيب إلى حالتها النفسية.

تعرّف منظمة الأمم المتحدة العنف الممارس ضد المرأة أنّه "أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة".

يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن بعض الرجال يمارسون العنف ضد المرأة سواء كانت هذه المرأة زوجة/ شقيقة/ ابنة لإلغاء حقوقها الخاصة في الحياة وإثبات أن ليس لها أي دور فعال، ولتكون خاضعة لجميع ما تؤمر به من قبل الرجل.

ويمثّل العنف الممارس ضد المرأة، إحدى المشكلات الصحية العمومية الكبرى وأحد انتهاكات حقوق الإنسان؛ وتشير التقديرات العالمية التي نشرت من قبل منظمة الصحة العالمية أن واحدة من كل 3 نساء (35%) من النساء يتعرضن للعنف البدني أو الجنسي، وفي الغالب يكون ذلك من قبل الشريك الحميم.

وبينما تعتبر منظمة الصحة العالمية تدني مستويات التعليم من عوامل الخطر التي تؤدي الرجل لممارسة العنف ضد المرأة، يرى الدكتور محمد هاني، أنه ليس هناك علاقة بين التعلم والعنف ضد المرأة، حيث يقول إن هناك حالات عديدة لأشخاص ذوي تعليم عالي كالأطباء يمارسون العنف ضد النساء، مؤكدا أن هذا الفعل مرتبط بالثبات الانفاعلي لدى الرجل.

ويضيف استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن ممارس العنف ضد المرأة شخص سيكوباتي أو نرجسي وأناني يرغب أن يفرض سيطرته على جميع من حوله ويرى أنه لا بد على جميع الأشخاص الخضوع له، فيلجأ لممارسة العنف ضد المرأة لتحقيق ذلك".

ويتابع هاني: "أن التعرض لمشاكل نفسية وسلوكية في الطفولة قد تؤدي إلى خلق رجل يمارس العنف ضد المرأة، وسيدة خاضعة لما يحدث بها نتيجة لضعف شخصيتها".

أسباب مرتبطة بالعنف

هناك أسباب متعددة وراء ممارسة الرجل العنف ضد المرأة ترتبط بكلا الطرفين، وفقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية:

- تدني مستويات التعليم (مقترفو العنف وضحاياه)

- التعرّض لإيذاء في مرحلة الطفولة (مقترفو العنف وضحاياه)

- مشاهدة حالات من العنف بين الأبوين (مقترفو العنف وضحاياه)

- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (مقترفو العنف)

- تعاطي الكحول على نحو ضار (مقترفو العنف وضحاياه)

- تعدّد العلاقات أو الاشتباه في الخيانة (مقترفو العنف)

- السلوكيات التي تميل إلى تقبّل العنف وعدم المساواة بين الجنسين (مقترفو العنف وضحاياه)

منظمة-الصحة-العالمية

العنف الممارس من قبل الشريك من أكثر أنواع العنف ضد المرأة شيوعا، وفيما يلي بعض من عوامل الخطر فيما يخص العنف الممارس من قبل الشريك:

- خلفية اقتراف العنف أو خلفية الوقوع ضحية له

- الخلافات التي تحدث بين الزوجين وعدم رضا أحدها عن الآخر

- صعوبة التواصل بين الشركاء

وفيما يلي بعض من عوامل الخطر المؤدية إلى اقتراف العنف الجنسي:

- المعتقدات الخاصة بشرف الأسرة والعفاف

- المذاهب الداعية إلى تلبية استحقاقات الذكور الجنسية

- ضعف العقوبات المفروضة على مقترفي العنف الجنسي.

مشاكل نفسية/ جسدية/ جنسية بسبب العنف ضد المرأة

تعيش دعاء عمر (اسم مستعار) 22 عاما حالة من الانطواء، وتشكو من مشاكل نفسية متعددة. تقول دعاء إن هذا يرجع لتعرضها لعنف جسدي ولفظي يمارسه والدها ضدها.

تقول منظمة الصحة العالمية، إن العنف ضد المرأة قد يُسفر عن عواقب مميتة، كالقتل أو الانتحار، ويمكن أن تنجم عن العنف إصابات، إذ يوجد نسبة 42% من النساء اللواتي يتعرضن لعنف الشريك يبلّغن عن تعرضهن للإصابة من جراء هذا العنف.

أيضا قد يخلّف عنف الشريك والعنف الجنسي حالات حمل غير مرغوب فيها وحالات إجهاض محرّض عليها ومشاكل صحية نسائية والإصابة بعدوى أمراض منقولة جنسيا، ومنها عدوى فيروس الإيدز- العوز المناعي البشري.

ويؤدي العنف الممارس من قبل الشريك أثناء فترة الحمل إلى زيادة احتمال وقوع الإجهاض التلقائي والوضع قبل تمام فترة الحمل وانخفاض وزن الطفل عند الميلاد.

يمكن أن تؤدي هذه الأشكال من العنف إلى الإصابة بالاكتئاب واضطرابات الإجهاد اللاحقة للرضوخ ومشاكل في النوم واضطرابات في الأكل ومحن عاطفية ومحاولات انتحار.

تقول دعاء، إنها بحثت عن الحب من خلال الدخول في علاقة عاطفية، إلا أنها فشلت في هذه العلاقة ما أدى إلى تدهور نفسيتها أكثر، وجعلها غير قادرة على الاستمتاع بالحياة.

يمكن أن تشمل الآثار الصحية الإصابة بالصداع وآلام في الظهر والبطن واضطرابات في الألياف العضلية والجهاز الهضمي ومحدودية الحركة واعتلال الصحة بشكل عام.

يقول الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن العنف النفسي يتسبب في إصابة السيدات بالاضطرابات، ويجعلهن يفقدن القدرة على الاستمتاع بالحياة.

وفي حالات العنف الجسدي قد يصل الأمر لإصابة المرأة وفق هاني بعاهة مستديمة بالإضافة إلى إصابتها ببعض الجروح والكدمات التي تترك أثر على جسدها.

أما العنف الجنسي فيتسبب في شعور المرأة بأنها أداة لمحرك جنسي، ما يجعلها تكره ممارسة العلاقة الجنسية مع الزوج، وقد يصل الأمر عند بعض السيدات إلى عدم القدرة على استكمال الحياة ما يدفعهن أحيانا إلى الانتحار، حسبما يؤكد استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية.

منظمة-الصحة-العالمية-2

تأثير العنف ضد المرأة على الأطفال

وفق هاني، ممارسة الرجل العنف ضد المرأة يؤثر على الأطفال، حيث يخلق طفل ذا شخصية ضعيفة يفقد الثقة في أفراد المجتمع، بالإضافة لعدم القدرة على التعامل والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين لأن شخصيته تصبح متخبطة نتيجة للظروف التي تعرض لها، بالإضافة إلى الشعور المستمر بالقلق، وقد ينتهي الأمر بالإصابة بالاكتئاب نتيجة التعرض لصدمات لم تستطع طاقته النفسية أن تتحملها.

من جانبها، تقول منظمة الصحة العالمية، إنه من المرجّح أن يواجه الأطفال الذين نشأوا في أسر ينتشر فيها العنف الممارس من قبل الشريك الحميم مجموعة من الاضطرابات السلوكية والعاطفية يمكن أن تؤدي إلى اقتراف العنف أو الوقوع ضحية له في مرحلة لاحقة من حياتهم، وأشارت إلى أنه تم الكشف عن وجود علاقة بين العنف الممارس من قبل الشريك وارتفاع معدلات وفيات الرضّع والأطفال ومعدلات إصابتهم بالأمراض (مثل أمراض الإسهال وحالات سوء التغذية).

هل يمكن الوقاية من العنف؟

بحسب منظمة الصحة العالمية، هناك عدد متزايد من الدراسات المعدّة جيدا لغرض النظر في مدى فعالية برامج الوقاية والاستجابة، ويلزم توفير مزيد من الموارد من أجل تعزيز جانبي الوقاية والاستجابة، بما فيهما الوقاية الأولية، فيما يخص العنف الممارس على يد الشريك والعنف الجنسي، والحيلولة دون حدوثهما قبل كل شيء.

فيما يتعلق بالوقاية الأولية، فإن معلومات واردة من بلدان مرتفعة الدخل تفيد بأن البرامج المدرسية لوقاية المراهقين من العنف الممارس في إطار علاقات المواعدة الغرامية قد أثبتت فعاليتها، غير أنّه ينبغي مع ذلك تقييم تلك البرامج لأغراض استخدامها في الأماكن شحيحة الموارد.

وهناك عدة استراتيجيات أخرى من استراتيجيات الوقاية الأولية التي أثبتت أنها واعدة ولكن يلزم مواصلة تقييمها، منها: الاستراتيجيات التي تجمع بين التمكين الاقتصادي للمرأة ودورات التدريب على المساواة بين الجنسين؛ وتلك التي تسعى إلى تعزيز المهارات في مجالي التواصل وصون العلاقات فيما بين الأزواج وداخل المجتمعات المحلية؛ وتلك التي تحدّ من فرص الحصول على الكحول ومن تعاطيه على نحو ضار؛ وتلك التي ترمي إلى تغيير القواعد الثقافية الخاصة بنوع الجنس.

ويمكن أن تسهم استجابة القطاع الصحي المناسبة إسهاما كبيرا في الوقاية من العنف. وعليه فإنّ توعية مقدمي الخدمات الصحية وغيرهم من مقدمي الخدمات وتثقيفهم من الاستراتيجيات الأخرى التي تكتسي أهمية في هذا الصدد، ولا بدّ، للتصدي بشكل كامل لآثار العنف وتلبية احتياجات الضحايا/الناجين، من استجابة متعدّدة القطاعات، وفق منظمة الصحة العالمية.

ويقول استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن تمكن المرأة من تفهم ظروف الرجل ممارس العنف، يساعد في اكتشاف طرق للتعامل معه تحمي وتقي من التعرض للإيذاء البدني والنفسي، لافتا في الوقت نفسه إلى أن هناك بعض الحالات لا يمكن التعامل معها لذلك يجب الابتعاد عنها وتجنبها قدر المستطاع.

ويشدد هاني، على ضرورة الذهاب إلى طبيب نفسي، موضحا أن ذلك يساعد بنسبة كبيرة على مواجهة هذه المشكلة.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية