أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

رئيس «وحدة النوم»: الساعة البيولوجية تتأثر باتجاه السفر.. (حوار)

06:18 م الأربعاء 10 يناير 2018

حوار- الكونسلتو

«الساعة البيولوجية» هي المايسترو الذي يضبط إيقاع حياة الإنسان، فهي تتحكم في الشعور بالنعاس، وتوقيت الاستيقاظ، والجوع، والتحكم فى درجة حرارة الجسم، إلا أن رحلة واحدة طويلة بالطائرة يمكنها أن تقلب هذا النظام رأسا على عقب، وهنا تكمن أسرار التعامل مع الساعة البيولوجية، وكيفية تهيئتها مسبقا لتجنب آثار الفواصل الزمينة.. وهو ما يكشفه لنا الدكتور طارق أسعد، أستاذ الطب النفسي ورئيس وحدة النوم بكلية طب جامعة عين شمس، في هذا الحوار.

قال أسعد، إن العالم مقسم لـ٢٤ منطقة زمنية، والمسافة بينهم ساعة واحدة، فإذا سافر الشخص إلى مناطق زمنية أقل من خمس ساعات عادة لا تحدث مشكلة، بينما تبدأ المعاناة عندما يعبر أكثر من 5 مناطق زمنية، حيث يجد الجسم صعوبة فى التكيف مع التوقيت الزمني الجديد، ويحدث خلل في التكيف مع الإيقاع اليومي ما بين منطقة الوصول و منطقة السفر بسبب اختلاف توقيت الليل و النهار.

كيف تفسر الإصابة بأعراض أخرى غير اضطرابات النوم عند السفر لمسافات طويلة؟

هناك أعراض كثيرة تصاحب السفر لمسافات طويلة، ولا تقتصر على صعوبة النوم وإن كان أهم عرض حيوي، إلا أن اختلاف الساعة البيولوجية يؤثر على كل الوظائف الحيوية للجسم، وهذا يفسر الأعراض الأخرى كمشكلات عسر الهضم، والإمساك أو الإسهال، واضطراب الشهية، وانخفاض التركيز بشكل ملحوظ، والشعور بالإجهاد والإرهاق، والصداع، والألم بالجسم، وينصح في رحلات العمل التي تبعد مسافات طويلة ألا يتم إجراء مقابلات أو القيام بأعمال تحتاج لقرارات هامة في اليوم الأول للوصول.

متى تتحسن أعراض اضطراب الساعة البيولوجية؟

الأعراض لا تتحسن في نفس التوقيت، فمثلا أعراض عسر الهضم، والإمساك، واضطرابات الشهية، كلها أعراض متعلقة بالجهاز الهضمي، ويمكن أن تزول بسرعة، ولكن اضطراب النوم قد يحتاج لوقت أكبر ليتحسن.

هل يرتبط زيادة زمن الرحلة بحدة الأعراض؟

شدة الأعراض مرتبطة بعدد المناطق الزمنية التي عبرها المسافر خلال رحلته، فكلما عبر توقيتات زمنية متعددة، كلما كان التكيف أصعب ويحتاج لفترة أكبر ليعود لطبيعته، كما أن شدة الأعراض تختلف من شخص لآخر، ويعتمد ذلك على اختلاف حساسية الجهاز العصبي من شخص لآخر.

هل يؤثر اتجاه رحلة الطائرة من الشرق إلى الغرب أو العكس على حدة الاضطرابات؟

نعم تكيف الجسم وتأقلم ساعته البيولوجية يتأثر بشدة باتجاه السفر، فهناك صعوبة أكبر فى التكيف عند السفر باتجاه الشرق عنها باتجاه الغرب، ويعود ذلك الى أن الساعة البيولوجية لديها مشكلة فى التأقلم مع قصر اليوم أكثر من التأقلم مع طول اليوم، لذلك فالسفر شرقا يحتاج عدد أيام أكثر ليعود الجسم وعملياته الحيوية إلى طبيعته، وهناك عملية حسابيه للمتجه شرقا حيث يتم ضرب عدد المناطق الزمنية التي مر بها المسافر في مرة ونصف، بينما السفر غربا يضرب في مرة واحدة لعدد هذه المناطق، و مثال ذلك من عبر ٥ مناطق زمنية فى اتجاه الشرق يحتاج سبع أيام و نصف تقريبا حتى تزول عنه أعراض السفر، بينما من يسافر فى اتجاه الغرب يحتاج ٥ أيام فقط لاستعادة طبيعته.

هل هناك وسائل لتخفيف حدة الأعراض؟

سلوكيات بعض المسافرين يمكنها أن تجعل الأعراض المترتبة على السفر صعبة جدا، فكثيرا ما يلجأ المسافرين لعدم النوم قبل السفر، أو مواصلة الليل بالنهار كي ينجز عمله، وهذا المجهود يشكل خلل مسبق للساعة البيولوجية ويزيد من احتمالية زيادة الاضطراب المترتب على الرحلة. 

ماذا عن طرق الوقاية من تلك الأعراض قبل السفر؟

قبل السفر يجب جعل النوم منتظم وعدم بذل مجهود بقدر المستطاع في الأيام التي تسبق يوم السفر، ومحاولة تعديل الساعة البيولوجية أو توقيت النوم بالتدريج ليقترب من وجهة الوصول قبل السفر بأسبوع على الأقل، حتى يصبح هناك توافق مع التوقيت الزمني لبلد الوصول، كما يجب التعرض للشمس في الأيام السابقة للسفر لأن ضوء الشمس يساعد على تحسن إفراز الميلاتونين مما يساعد على الإسراع فى ضبط الساعة البيولوجية، وترتيب شنطة السفر قبل السفر بيوم أو اثنين حتى لا يجهد المسافر نفسه قبل السفر بساعات فى تجهيزها.

هل هناك إجراءات تخفف الاضطرابات أثناء الرحلة؟

هناك إجراءات يمكن اتباعها داخل الطائرة لتخفيف اضطرابات الساعة البيولوجية، ومنها ضبط ساعة يد المسافر على توقيت جهة الوصول بمجرد تحرك الطائرة، وتناول كميات كبيرة من المياه والسوائل الدافئة التي لا تحتوي على الكافيين، كما يجب الاعتماد على الراحة أكثر من النوم داخل الطائرة، وضبط ساعات النوم في الطائرة على توقيت جهه الوصول، فإذا كانت ساعة الوصول ليلا يصبح من الأفضل تقليل ساعات النوم بالطائرة حتى يستطيع النوم بعد الوصول، وإذا كان الوصول صباحا فالأفضل النوم قدر المستطاع قبل الوصول، وتراعى شركات الطيران هذه الإجراءات حيث تخفض الأضواء و تقلل درجة الرطوبة والحرارة حتى تهيئ لجو الليل فيسطيع المسافرين النوم أثناء الرحلة، ومن لا يستطيع النوم عليه بالراحة و لا يجبر نفسه على النوم نهائيا.

ما رأيك في استخدام العقاقير المنومة للمساعدة على النوم في الطائرة؟

هذا السؤال شائع بين المسافرين، والإجابة هي أنه لا يجب الاعتماد على العقاقير المنومة داخل الطائرة لأنها تجعل حالة النوم غير طبيعية، وبالتالي لا يمنح الجسم فرصة للساعة البيولوجية الطبيعية لتتأقلم على الوضع الجديد، كما أن استخدام العقاقير المنومة يترتب عليه عدم تحرك المسافر داخل الطائرة إلى عدد كبير من الساعات مما يزيد من احتمالية الإصابة بجلطات الساق بشكل كبير، واستخدام تلك الأدوية عموما يحتاج لاستشارة طبيب حول نوعية العقار، لأن هناك أشخاص قد يصف لها الطبيب أدوية مهدئة ليس بغرض النوم ولكن لتجنب إصابتهم بنوبات هلع من الطائرة، خاصة أثناء عملية الإقلاع والهبوط.

هل هناك إجراءات تسرع ضبط الساعة البيولوجية بعد الوصول؟

يجب محاولة ضبط الروتين اليومي قدر المستطاع على توقيت بلد الوصول، فإذا وصل صباحا أو ظهرا لا ينام حتى الليل، وإذا وصل ليلا فلابد أن ينام ولا يقوم بأي نشاط، وهو ما يسرع من عملية التكيف مع التوقيت الزمني الجديد، ولابد من جعل اليوم الأول من الوصول خالي من الأعمال التي تحتاج لتركيز، فعادة أول يوم هو الأصعب، كما يجب التقليل من القيلولة قدر المستطاع في أول أيام السفر، و إن كان لابد فلا تزيد عن ٢٠ أو٣٠ دقيقة بين الساعة الثانية والرابعة عصرا.

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية