نظام غذائي طبيعي.. سر إنقاص الوزن وتقليل خطر السرطان

نظام صحي
كتب - محمد عماد
مع تزايد انتشار الأنظمة الغذائية الحديثة التي تعد بإنقاص الوزن وتحسين الصحة، تشير دراسة جديدة إلى أن الحل قد يكمن في العودة إلى الماضي.
فقد وجد الباحثون أن النظام الغذائي التقليدي لسكان بابوا غينيا الجديدة يمكن أن يكون المفتاح لتعزيز صحة الأمعاء، وتقليل الوزن، والحد من مخاطر الأمراض المزمنة، دون الحاجة إلى قيود صارمة على السعرات الحرارية، وفقًا لموقع "نيويورك بوست".
نمط غذائي خالٍ من الألبان واللحوم الحمراء
يكمن التحدي الرئيسي في هذا النظام الغذائي في ضرورة الاستغناء عن منتجات الألبان ولحوم البقر والقمح، وهي عناصر رئيسية في الأنظمة الغذائية الغربية، إلا أن الباحثين قدموا بديلاً عمليًا من خلال تطوير نظام غذائي يعتمد على العادات الغذائية لسكان بابوا غينيا الجديدة، حيث يعتمد على الأطعمة النباتية الغنية بالألياف والمنخفضة في السكر والسعرات الحرارية.
تتميز الأنظمة الغذائية الغربية بانخفاض محتواها من الألياف وكثرة الأطعمة المعالجة، والدهون المشبعة، والسكريات المضافة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات السمنة والسكري وأمراض القلب، إلى جانب تأثيرها السلبي على الميكروبيوم المعوي.
وعلى النقيض من ذلك، يعتمد السكان الأصليون في المناطق الريفية ببابوا غينيا الجديدة على الأطعمة الطبيعية غير المصنعة، مما يمنحهم ميكروبيومًا معويًا أكثر تنوعًا ومستويات أقل من الأمراض المزمنة.
نظام "NiMe"
استنادًا إلى هذه النتائج، طور فريق من الباحثين بقيادة البروفيسور جينز والتر نظامًا غذائيًا جديدًا يُعرف باسم "NiMe" (نظام استعادة الميكروبيوم غير الصناعي)، والذي يحاكي النظام الغذائي التقليدي لسكان بابوا غينيا الجديدة.
وأوضح والتر، أستاذ علم البيئة والغذاء والميكروبيوم بجامعة كورك، أن التصنيع أدى إلى تغييرات سلبية في ميكروبيوم الأمعاء، مما زاد من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة. وأضاف أن هذا النظام الغذائي يهدف إلى إعادة التوازن الصحي إلى الجهاز الهضمي.
لاختبار فعالية النظام الغذائي، قام الباحثون بتجنيد 30 كنديًا يتمتعون بصحة جيدة وطلبوا منهم اتباع النظام الغذائي لمدة ثلاثة أسابيع.
وشملت الوجبات اليومية أطباقًا مثل عصيدة الدخن في وجبة الإفطار، وسلطة تبولة الكينوا في الغداء، وسمك السلمون مع براعم بروكسل والبطاطا الحلوة في العشاء. كما تضمنت الوجبات الخفيفة اللوز والمشمش المجفف واليوسفي.
نتائج مذهلة خلال 3 أسابيع
بعد ثلاثة أسابيع فقط، لاحظ الباحثون تغييرات ملحوظة لدى المشاركين، حيث أظهرت التحاليل انخفاضًا بنسبة 17% في مستويات الكوليسترول الضار، وتحسنًا بنسبة 7% في نسبة السكر في الدم، إلى جانب انخفاض بنسبة 14% في مستويات بروتين "سي" التفاعلي، وهو مؤشر على الالتهاب وأمراض القلب، كما لوحظ فقدان وزن طفيف رغم عدم تقليل السعرات الحرارية.
أكدت الدراسة أن النظام الغذائي الجديد ساهم في استعادة بعض الجوانب المفقودة من ميكروبيوم الأمعاء، خاصة تلك المرتبطة بتقليل الالتهابات، وعلق والتر قائلاً: "يجب أن ندرك أننا نأكل لشخصين: أجسامنا ومجتمعها الميكروبي، وهذا قد يكون له تأثير عميق على صحتنا".
فرصة للوقاية من السرطان
إلى جانب فوائده للقلب والتمثيل الغذائي، أشار الباحثون إلى أن النظام الغذائي التقليدي لسكان بابوا غينيا الجديدة قد يساعد أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
وأوضحت أبحاث سابقة أن الأنظمة الغذائية الغربية يمكن أن تؤدي إلى التهابات مزمنة تساهم في شيخوخة الخلايا وتزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
مستقبل واعد لأنظمة غذائية صحية
يخطط الباحثون لإجراء المزيد من الدراسات لمعرفة ما إذا كان هذا النظام الغذائي يمكن أن يفيد الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض مزمنة مثل السكري.
وأكد الدكتور بول روس، مدير APC Microbiome Ireland، أن هذه النتائج قد تسهم في تطوير مبادئ غذائية مستقبلية، إلى جانب تحفيز إنتاج مكونات غذائية جديدة تدعم صحة الميكروبيوم المعوي.
تجربة ممتعة مع وصفات صحية
إذا كنت مهتمًا بتجربة هذا النظام الغذائي، فقد وفر فريق البحث وصفات مجانية عبر الإنترنت لمساعدة الأشخاص على تبني هذا النمط الغذائي الصحي، ومن بين الوصفات الموصى بها حساء البازلاء الصفراء، الذي يعد خيارًا مغذيًا وسهل التحضير.
مكونات حساء البازلاء الصفراء:
- 1 ¼ كوب من البازلاء الصفراء النيئة المنقسمة
- ملعقتان كبيرتان من زيت الزيتون
- ½ كوب جزر مفروم
- ⅓ كوب كرفس مفروم
- 3 ملاعق كبيرة بصل مفروم
- 1 ½ ملعقة صغيرة ثوم مفروم
- 1 ⅓ كوب فاصوليا بيضاء معلبة (مصفاة ومغسولة)
- ½ ملعقة صغيرة مرق خضار قليل الصوديوم
- ½ ملعقة صغيرة ملح
- ¼ ملعقة صغيرة فلفل أسود
- ⅛ ملعقة صغيرة فلفل حار
فيديو قد يعجبك: