بديل سحري لاستبدال الركبة.. دراسة تكشف أهمية أدوية إنقاص الوزن
كتب - الكونسلتو
في ضوء الأبحاث المتزايدة لإيجاد حلول غير جراحية لهشاشة العظام المؤلمة، تبرز أدوية إنقاص الوزن كخيار علاجي واعد يمكن أن يخفف من آلام الركبة، مما يمنح المرضى فرصة لتجنب جراحة استبدال الركبة.
وأشارت دراسة حديثة إلى أن عقار "سيماجلوتيد"، المستخدم في إنقاص الوزن، قد يقلل بشكل كبير من آلام الركبة الناتجة عن هشاشة العظام، مما يفتح الباب أمام إمكانية اعتماده كبديل فعّال للعلاج التقليدي.
أدوية السمنة كحلول جديدة لألم الركبة
نشرت مجلة "نيو إنجلاند" الطبية دراسة تضمنت بحثًا حول فعالية عقار "سيماجلوتيد" في تخفيف آلام الركبة لمرضى هشاشة العظام.
وأفادت الدراسة، التي تابعت 407 أشخاص يعانون من السمنة ومتوسط وزنهم حوالي 240 كيلوجرامًا، بأن المشاركين الذين تناولوا "سيماجلوتيد" أسبوعيًا لأكثر من عام شهدوا انخفاضًا في مستوى الألم بنسبة تقارب 50%، بالمقارنة مع المرضى الذين تناولوا حقنة وهمية.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "WebMD"، فقد انخفض اعتماد هؤلاء المرضى على الأدوية المضادة للالتهابات بشكل كبير.
وأشارت الدراسة إلى أن "سيماجلوتيد"، الذي يُستخدم أيضًا في علاج مرضى السكري تحت اسم "أوزيمبيك"، مُعتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للوقاية من الأمراض القلبية لدى مرضى السمنة، وتدعم هذه الدراسة الجديدة فكرة أن السمنة تُضاعف خطر الإصابة بهشاشة العظام، إذ ترتبط بفقدان الوزن كجزء أساسي في العلاج، لكن الالتزام به يظل تحديًا للكثير من المرضى.
تأثير فقدان الوزن على آلام المفاصل
توضح الدراسة أن فقدان الوزن يُعد السبب المرجح لتحسن آلام المفاصل لدى المرضى، وقد أظهرت دراسات سابقة أن فقدان ما بين 10% إلى 20% من وزن الجسم يمكن أن يؤدي إلى تحسن كبير في أعراض هشاشة العظام، كتقليل الالتهاب وزيادة القدرة على الحركة، ورغم أن "سيماجلوتيد" لم يُعتمد بعد كعلاج لهشاشة العظام، إلا أن النتائج تفتح الباب لمزيد من الأبحاث حول إمكانية استخدامه كخيار غير جراحي.
ورغم أن الدراسة لم تُظهر أي مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة، إلا أن الباحثين يؤكدون الحاجة لمزيد من التجارب لتحديد مدى فعالية هذه الأدوية في علاج التهاب المفاصل، مما قد يسهم في تحسين جودة حياة المرضى وتقليل اعتمادهم على الأدوية التقليدية والجراحات.
تعليق الأطباء حول فعالية العلاج
من جانبه، علق الدكتور أشرف النحال، رئيس قسم جراحة العظام بكلية طب قصر العيني، على نتائج الدراسة مؤكداً أن "النتائج العلمية شيء، والتطبيق العملي شيء آخر".
وأوضح النحال، في تصريح خاص لـ"الكونسلتو"، أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لم تعتمد حتى الآن أي دواء مخصص لإنقاص الوزن كعلاج لهشاشة العظام أو لتخفيف آلام الركبة، مشيرًا إلى أن موافقة الهيئة هي الخطوة الأساسية لتطبيق هذه الأدوية كحل آمن ومعتمد.
وأكد النحال على أن الدراسة لا تزال في مرحلة التجارب السريرية، وأن الوصول إلى اعتمادها كعلاج بديل قد يتطلب وقتًا طويلاً، حيث يجب أن تمر بمراحل متعددة من الاختبارات لضمان الفعالية والأمان، مضيفًا: "في حالة نجاح التجارب، سيكون أمامنا سنوات حتى تصبح هذه الأدوية متاحة كخيار علاجي معتمد."
آفاق جديدة للمرضى
بالرغم من أن الدراسة تُعد خطوة واعدة، إلا أن هناك حاجة ماسة لمزيد من الأبحاث والتجارب السريرية للتأكد من فعالية وأمان عقار "سيماجلوتيد" لعلاج هشاشة العظام ويبقى الأمل أن تساهم هذه الدراسات في فتح آفاق جديدة لمرضى هشاشة العظام، خاصةً أولئك الذين يسعون لخيارات غير جراحية لتخفيف الألم وتحسين جودة الحياة.
فيديو قد يعجبك: