الوجه الآخر للبكاء- لماذا نشعر بالراحة بعده؟
كتب - أحمد فوزي
البكاء، تلك اللحظات التي غالبًا ما نربطها بالحزن أو الانفعال العاطفي، قد يبدو للوهلة الأولى كعلامة ضعف أو هروب من الواقع، لكن العلم يؤكد أن الدموع هي أكثر من مجرد استجابة عاطفية، إنها عملية فسيولوجية ونفسية معقدة تمنحنا فرصة لإعادة التوازن الداخلي وتخفيف التوتر.
يستعرض "الكونسلتو"، في التقرير التالي، الوجه الآخر من تأثير البكاء على الصحة النفسية، وذلك وفقًا لموقع "Only my health".
أنواع الدموع
من الناحية العلمية، تصنف الدموع إلى ثلاثة أنواع، الدموع القاعدية التي ترطب العين باستمرار، والدموع الانعكاسية التي تحمي العين من المهيجات مثل الدخان والبصل، وأخيرًا الدموع العاطفية، التي تنطلق مع مشاعرنا وتعد الأهم في تحقيق الراحة النفسية.
وتحتوي الدموع العاطفية على مستويات عالية من هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، فعندما يبكي الشخص، يتم إفراز هذه الهرمونات من الجسم، مما يخفف من الشعور بالضغط النفسي ويعزز الشعور بالراحة.
اقرأ أيضًا: أسباب البكاء السريع.. هل تشير لمشكلة نفسية؟
كيمياء السعادة بعد البكاء
البكاء لا يقتصر فقط على تخليص الجسم من التوتر، بل يحفز إفراز الإندورفينات، وهي مسكنات الألم الطبيعية التي تمنح شعورًا بالراحة، إلى جانب الأوكسيتوسين المعروف بـ"هرمون الحب"، الذي يعزز شعورنا بالطمأنينة.
وفقًا لمدونة صحية نشرتها جامعة هارفارد، فإن هذه المواد الكيميائية تعزز الشعور بالسعادة والرضا بعد لحظات من البكاء، مما يجعله وسيلة طبيعية للتعافي من الضغوط اليومية.
فوائد البكاء
يُشبَّه البكاء بصمام الضغط الذي يمنع انفجار التوتر المتراكم، إذ إن حبس الدموع يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات جسدية، مثل الصداع أو توتر العضلات، لذلك فإن السماح لنفسك بالبكاء يعد خطوة نحو استعادة التوازن العاطفي والتعامل مع المشاعر بشكل أكثر فعالية.
كيف تتعامل مع البكاء؟
ينصح الخبراء باحتضان لحظات البكاء والاستفادة من خلال فعل الآتي:
- إنشاء مساحة آمنة، واخيار مكانًا هادئًا ومريحًا للبكاء دون خوف من الأحكام.
- التعاطف مع الذات، وتذكير النفس أن البكاء رد فعل طبيعي وصحي.
- كتابة المشاعر، وتدوينها يساعد على استكشاف أسباب الانفعال العاطفي.
- مشاركة المشاعر، من خلال التحدث مع شخص تثق به قد يزيد من الأثر المريح للبكاء.
قد يهمك: 8 فوائد لبكاء الطفل (فيديوجرافيك)
البكاء ليس ضعفًا
لا تخجل من ذرف الدموع، فهي ليست دليل ضعف بل إشارة إلى قوتك في مواجهة الضغوط، في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تبكي، تذكر أن ذلك جزء من عملية الشفاء، وأن الراحة التي تلي البكاء هي الطريقة الطبيعية لجسدك ليخبرك أنك أقرب إلى التوازن النفسي.
فيديو قد يعجبك: