أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصة شاب يواجه الاكتئاب بـ"فيديو لايف"

03:01 م الأربعاء 23 يناير 2019

أحمد يوسف اكتشف إصابته بالاكتئاب منذ 4 أشهر

كتب – مصطفى عريشة:

ردود أفعال مبالغ فيها تجاه غالبية الأمور والمواقف الحياتية، ورغبة في الانعزال التام عن العالم المحيط، ومشهد ضبابي جعله يرى الحياة بنظارة سوداء، أسباب دفعت الشاب أحمد يوسف الذي اكتشف إصابته بالاكتئاب منذ 4 أشهر، لمواجهة المرض بشكل غير تقليدي، بالحديث عنه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتوعية المرضى بأهمية العلاج.

"مريض الاكتئاب هو آخر من يعلم أنه مصاب بهذا المرض، واللي كان بيحصل معايا مكنش طبيعي ونظرتي للحياة كانت سودوية".. بتلك الكلمات بدأ يوسف، حديثه عن إصابته بالاكتئاب الذي يعود إلى نحو 12 عاما قبل اكتشاف وبدء مواجهة المرض منذ ما يزيد عن 4 أشهر.

كانت شقيقة يوسف تحاول إقناعه حسبما يروى إلى "الكونسلتو" على مدار عام ونصف بزيارة الطبيب بعد شكوك راودتها حول تعرضه لاضطراب نفسي رجحت أن يكون الاكتئاب، لكنه لم يكن يستجيب.

يضيف: "قررت الوقوف مع نفسي وقفة شجاعة ومواجهة وصراحة وبدأت في البحث عن أعراض الاكتئاب وأسبابه على الانترنت علشان تكون خطواتي في الدنيا طبيعية واقدر استمتع بالحياة".

زيارة الطبيب لم تكن حاسمة لما يعاني منه يوسف، حتى بعد سؤاله عن الأعراض بما فيها النوم والشهية، حيث يقول: "الطبيب كتب لي أدوية ورفض الإفصاح عن التشخيص في اللقاء الأول مش عارف ليه ممكن مكنش عايز يصدمني وبعد شهرين قال إني مريض اكتئاب".

وعن تفاصيل ما قبل اكتشاف الإصابة بالاكتئاب، يشير يوسف إلى أنه كثيرا ما كان يحلق بعقله بعيدا عن من يجالسهم، وتصاحبه الأفكار التشاؤومية، ويكره الزيارات العائلية أو الجلوس مع والديه وأسرته، مستطردا: "اللي اتظلم في الموضوع ده أبويا وأمي لأنك بتشوف كل اللي حواليك بنظرة وحشة جدًا وهي دي أكتر حاجة بتحسسني بالذنب". 

"أحمد قبل العلاج وأحمد بعد العلاج شخصين مختلفين تمامًا"، بهذه العبارة وصف يوسف التغيرات التي طرأت عليه بعد البدء في العلاج من الاكتئاب، حيث بدأ الظهور بعد شهر واحد فقط من العلاج، باحثا عن فرص الأمل حوله، ونبع داخله شعورا بحب المحيطين والإيمان بآراءهم واختلاف نظرته للأمور

جهل المجتمع بخطورة المرض وأهمية العلاج والاستهتار والتنمر من مريض الاكتئاب دفع يوسف لخوض حملة توعية على "فيسبوك"، ونشر فيديوهات يتحدث فيها عن مرض الاكتئاب وعن تجربته الشخصية، ما لاقى تفاعلات وتشجيع من عديد من الناس، وفتح الباب أمام كثيرين للحديث عن إصابتهم بأعراض المرض ورغبتهم في العلاج.

يقول الدكتور سامح حجاج، نائب مدير مستشفى العباسية السابق، إن الضغوط النفسية تساعد على الإصابة بالاكتئاب لكنها ليست الأساس والإصابة بالاكتئاب تعتمد على وجود استعداد جيني وراثي للمريض.

ويضيف حجاج، أن حدوث اضطراب في النمو النفسي يجعل الشخص أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب في المستقبل، بالإضافة للظروف الأسرية السيئة وعدم تلقي الرعاية الأبوية أو انفصال الأبوين أو التعرض لاعتداءات جنسية في الطفولة.

وبحسب حجاج "حدوث أي اضطراب نفسي يجب أن يصاحبه خلل وظيفي أو اجتماعي"، فلا يتمكن المريض من الذهاب للعمل أو يذهب متأخرًا ولا يؤدي وظيفته وإذا كان طالبًا لا يذهب إلى المدرسة، أما الناحية الاجتماعية إذا كان المريض رب أسرة لا يمكن له القيام بدوره ورعاية أسرته، ونفس الأمر على الطفل إذا كان يلعب مع أصدقائه في النادي أو المدرسة يتوقف عن ذلك.

ويشير حجاج، إلى أن بعض أنواع الاكتئاب مزمنة وقد يظل المريض مصابًا لسنوات دون أن يدري، ووفقَا للبحث القومي للأمراض النفسية الذي نشرته الأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة بمشاركة عدد من الجامعات المصرية، فإن عدد المصابين بالاضطرابات النفسية بين المصريين نحو 25% أي شخص من بين كل 4 أشخاص، بينهم 47% يعانون من الاكتئاب أي 12% من المصريين بواقع 12 مليون مريض اكتئاب وهو رقم كبير يدعو للاهتمام بعلاج هذا الاضطراب والتوعية بأهمية علاجه، لأن مريض الاكتئاب لا يمكنه أن ينتج ومن حوله يتأثرون به وهو من الأمراض القاتلة القابلة للعلاج، بحسب نائب مدير مستشفى العباسية السابق.

 

 

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية