في ذكرى وفاتها.. ما الذي دفع داليدا للانتحار؟ (تحليل نفسي)

كتب- مصطفى عريشة:

ترجمة - ياسمين الصاوي:

"سامحوني الحياة لم تعد تحتمل" رسالة تركتها الفنانة داليدا، قبل تناول جرعة زائدة من أقراص المهدئات، لتكون تلك آخر محاولاتها للانتحار دون أن تجد من ينقذها هذه المرة، وتحل اليوم ذكرى وفاة المطربة ذات الأصول الإيطالية.

اكتئاب شديد عانت منه داليدا لسنوات طويلة، ومشاعر مضطربة راودتها منذ الطفولة بسبب الظروف الحياتية الصعبة التي عاشتها، ما دفعها إلى الانتحار مرارًا، وتناول المهدئات والأدوية، هذا ما قاله أورلاندو شقيق الفنانة الراحلة للعديد من الوسائل الإعلامية.

المهدئات تزيد أعراض الاكتئاب سوءًا

عادة ما تعمل الأدوية المهدئة على علاج القلق ومشكلات النوم والنوبات، فتبطئ من نشاط المخ لينعم من يتناولها بالهدوء بعض الشيء، لكن سرعان ما تتحول آثارها الجانبية إلى شبح يصيب الشخص بالدوار والتشوش والارتباك ليسقطه أرضًا، بل ويصل إلى حد التأثير على الحركة والذاكرة والانتباه وبطئ ضربات القلب والتنفس.

لم تُهدئ تلك الأدوية من الحالة النفسية، بل يمكن أن تثير داخل متناوليها كثير من التقلبات المزاجية و تدفعهم إلى سلوكيات غير سوية، وتزيد أعراض الاكتئاب والقلق سوءًا، وربما يجدوها الملاذ الوحيد فيدمنون تناولها حتى يتدخل الطبيب المختص للعلاج، هذا ما ذكره موقع "every day health" في تقرير مفصل حول تلك الأدوية المهدئة.

الشخصية الانتحارية

سمات شخصية تدفع صاحبها لارتكاب أعمال عنف تجاه ذاته واختيار الانتحار كأسهل حل للتعامل مع الضغوط المحيطة والتخلص من المشكلات سريعًا، وعدم تحمل الأعباء بقوة وفقدان القدرة على إيجاد بدائل للظروف، أسباب ذكرتها الدكتورة هبة العيسوي، أستاذ الطب النفسي بكلية طب عين شمس حول العوامل الخارجية والداخلية التي يمكن أن تدخل الشخص للانتحار.

بين ليلة وضحاها، لا يمكن أن ينتحر الشخص فجأة، بل تظهر العلامات الاستباقية عليه جلية، فيبدأ في التحدث علنًا عن رغبته في الموت، حتى يدخل مرحلة التنفيذ ليضع الخطط ويكتب رسائل وداع أو وصية لأصدقائه وعائلته ومحبيه، وينسحب تدريجيا عازفا عن المشاركة بالأحداث الاجتماعية حوله، وتبدأ التقلبات المزاجية واضطرابات النوم واليأس، ثم تتحول إلى تصرفات متهورة، وفقًا لما جاء في موقع "Web md".

اقرأ أيضًا: علامات تحذيرية.. كيف تنقذ شخصا يفكر في الانتحار؟

مشكلات نفسية عديدة تدفع أصحابها إلى التفكير في الانتحار والإقدام عليه، من بينها الاكتئاب الحاد واضطراب الشخصية الحدية والاضطراب ثنائي القطب واضطرابات القلق والإدمان والشيزوفرينيا، وربما تساهم الصدمات العاطفية والجينات والضغوط وعدوى المشاعر من شخص يريد الانتحار إلى أخر في حدوث ذلك.