اضطراب ما بعد الصدمة قد يدمر حياتك.. كيف يتم علاجه؟
كتبت- رغدة مرزوق
«اضطراب ما بعد الصدمة» مشكلة عقلية تحدث بسبب التعرض لحدث مروع جعله يشعر بالخوف، الصدمة، أو الضعف، ويمكن أن يكون له أثار بعيدة المدى مثل خواطر ذكريات الماضي، صعوبة النوم، كوابيس، قلق شديد، وأفكار حول الحدث لا يمكن السيطرة عليها.
وتشمل أمثلة الأحداث التي يمكن أن تسبب الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، الحروب، الجرائم، الحرائق، الحوادث، موت شخص مقرب، أو اعتداء جسدي.
وبدلا من الشعور بالتحسن مع مرور الوقت، قد يصبح الفرد أكثر قلقا وخوفا، ويمكن للاضطراب ما بعد الصدمة أن يزعج حياة الشخص لسنوات، لكن العلاج يمكن أن يساعد على التعافي.
ما أعراض الاضطراب وكيف يتم التشخيص؟
وفقا لموقع «Medical News today»، فعادة ما تبدأ الأعراض في خلال 3 أشهر من الحدث، ولكن يمكن أن يبدأ متأخرا أيضًا.
وليتم تشخيص المريض باضطراب ما بعد الصدمة يجب أن تتوافق أعراضه مع المعايير التي وضعتها الجمعية الامريكية لعلم النفس؛ بحيث سكون الشخص تعرض لتهديد بالموت، أو إصابة خطيرة أو عنف جنسي سواءً بشكل مباشر أو إذا كان شاهده، أو حدث لشخص يحبه كثيرا.
وكذلك التعرض للأعراض التالية لأكثر من شهر:
1-أعراض الذكريات الاقتحماية وتشمل:
- الكوابيس.
- خواطر ذكريات الماضي والشعور بأن الحدث يحدث مرة أخرى.
- أفكار مخيفة.
2-أعراض التجنب مثل:
-رفض التحدث حول الحدث.
-تجنب المواقف التي تذكره بشخص الحدث.
3-أعراض ردود الفعل الانفعالية:
- صعوبة النوم.
- التهيج والغضب.
- الحساسية من أي مخاطر ممكنة.
- الشعور بالتوتر والقلق.
4-أعراض تؤثر على المزاج والتفكير:
-عدم القدرة على تذكر بعض جوانب الحدث.
-الشعور بالذنب واللوم.
-الشعور بالانفصال والغرابة عن الآخرين.
-فقدان المتعة بالحياة.
-صعوبة التركيز.
-مشكلات عقلية مثل الاكتئاب، الفوبيا، والقلق.
بجانب أن هناك أعراض جسدية ولكن غير موجودة بالمعايير الخاصة بالجمعية، وتشمل:
- التعرق، الاهتزاز، الصداع، الدوخة، مشاكل في المعدة، آلام، وألم في الصدر.
- ضعف الجهاز الهضمي ويمكن يؤدي إلى أكثر من عدوى.
- خلل في النوم ينتج عنه التعب وغيره من المشكلات.
ووفقا لموقع «Mayo Clinic»، فتشمل أعراض الأطفال الذين في السادسة من عمرهم أو أكثر:
- تكرار الحدث الصادم أو جوانبه من خلال اللعب.
- أحلام مخيفة ربما تشمل جوانب من الحدث الصادم أو لا تشمل.
هل هناك عوامل خطر؟
يمكن أن تصاب جميع الأعمار باضطراب ما بعد الصدمة، ومع ذلك هناك بعض العوامل ربما تزيد من خطر الإصابة به بعد التعرض لصدمة مثل:
- التعرض لصدمة شديدة أو طويلة الأمد.
- التعرض لصدمة في وقت مبكر من الحياة مثل إساءة معاملة الأطفال.
- العمل بمهنة تزبد من خطر التعرض لأحداث كارثية.
- المعاناة من مشكلات في الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.
- تناول الكحوليات أو المخدرات.
- نقص الدعم الجيد من العائلة أو الأصدقاء.
- وجود أقارب من نفس الدم مصابين بمشكلات في الصحة العقلية بما في ذلك الاكتئاب والقلق.
المضاعفات
يمكن أن يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة إلى بعض المضاعفات، وتشمل:
- صعوبة في العمل أو العلاقات.
- ارتفاع خطر الإصابة بمشكلات القلب.
- خطر كبير للإصابة بالأمراض المزمنة.
إمكانية حدوث تغييرات تؤثر على المخ، بما في ذلك ارتفاع مستويات هرمون الضغط الكورتيزول، وانخفاض في حجم قرن آمون وهو بنية دماغية مهمة خاصة بالذاكرة والعاطفة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يتعرض كثيرون لأعراض مثل البكاء، القلق، والصعوبة في التركيز بعد المرور بحدث صادم، ولكن ليس من الضروري أن يكون ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، ولكن على الصعيد الأخر يجب زيارة الطبيب في حالة:
- استمرت الأعراض لأكثر من شهر.
- الأعراض شديدة لدرجة أن تمنع الشخص من العودة إلى الحياة الطبيعية.
- يرغب الشخص في الحاق الضرر بنفسه.
ما طرق العلاج؟
هناك كثير من أنواع العلاج النفسي يمكن أن تعالج الأطفال والكبار المصابين باضطراب ما بعد الصدمة، ووفقا لموقع «Mayoclinic»، إليك بعض خيارات العلاج.
العلاج المعرفي
في هذا النوع من العلاج يساعد المعالج النفسي المريض على تحديد طريقة تفكيره التي تزيد من سوء حالته وأفكاره السلبية الخاصة به والأحداث الصادمة التي يظن أنها ستحدث مجددا، وعادة ما يتم استخدام هذا العلاج مع العلاج بالتعرض.
العلاج بالتعرض
يساعد هذا العلاج السلوكي على مواجهة كل من المواقف والذكريات التي تخيف المريض، ما يساعد على تعلم كيف يمكن التعامل مع بشكل فعال.
إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة
ويجمع بين العلاج بالتعرض ومجموعة من حركات العين الموجهة التي تساعد على معالجة الذكريات المؤلمة وتغيير طريقة تفاعل المريض معها.
كل هذه الطرق من العلاج يمكن أن تساعد في السيطرة على الخوف الدائم بعد الحدث المؤلم، ويمكن أن يتناقش المريض مع أخصائي الصحة العقلية حول نوع العلاج أو مجموعة العلاجات التي تناسب المريض.
ويمكن تجربة العلاج الفردي، العلاج الجماعي، أو كلاهما، علما بأن العلاج الجماعي يمكن أن يوفر طريقة للتواصل مع الآخرين الذين مروا بنفس المشكلة.
وكذلك هناك بعض الأدوية التي يمكن أن يحتوي العلاج عليها مثل مضادات الاكتئاب ومضادات القلق، ولكن على الطبيب والمريض التحدث حول أفضل خيار له وبأقل أثار جانبية لعلاج الأعراض والموقف الذي تعرض له، وربما يرى المريض تحسن في المزاج، وغيره من الأعراض في خلال عدة أسابيع.
ويجب أن يكون الطبيب على علم بمعاناة المريض من أي مشكلة متعلقة بالأدوية، وقد يحتاج المريض إلى تجربة أكثر من مزيج من الأدوية، وتحديد الجرعة مع الطبيب.
فيديو قد يعجبك: