«التوهم المرضي» لذلك يشعر بعض الأصحاء بالإعياء الدائم
كتب- محمد عيسى
نتعرض جميعا لبعض الصدمات النفسية في حياتنا اليومية، سواء في الدراسة أو في العمل أو حتى مع الأصدقاء، ولكن البعض لا يستطيع أن يتجاوز مثل هذه الصدمات فتسبب له بعض الأمراض النفسية، والبعض قد يتوهم أنه مريض ويشكو دائما من أعراض الأمراض المختلفة، رغم أنه سليم جسديا، وهذا ما يعرف بـ"توهم المرض".
قال محمد هاني استشاري الصحة النفسية، إن أي مرض نفسي يصيب الإنسان يكون نتيجة صدمة نفسية أو عصبية قوية تعرض لها، مضيفا أن قوة الإنسان النفسية تكون غير قادرة على استيعاب هذه الصدمة، فتجعله مستسلما للمرض.
وأضاف هاني، أن مرض "التوهم المرضي" يبدأ من مرحلة المراهقة حتى مرحلة الشباب، مشيرا إلى أن الفئة العمرية من 18-35 عام هي المعرضة بشكل أكبر للإصابة بهذا المرض، حيث يمتلك الشاب وقتها طاقة وعندما يعاني من صدمة نفسية يشعر بالعجز، ويبدأ بالدخول في حالة التوهم المرضي.
ما هو التوهم المرضي وأسبابه؟
وأوضح استشاري الصحة النفسية، أن المريض في هذه الحالة يعيش حالة من الكسل والعزلة والاكتئاب، ويتملكه شعور بالقلق والخوف، ويتوهم أنه عاجز وغير قادر على الحركة وأن حالته الصحية متدهورة.
وأضاف هاني، أن المريض بالتوهم دائما ما يكون خائفا من الموت، ويشعر أن الناس أفضل منه، ويكون غير قادرا على الاستمتاع بالحياة، ويشعر أن هناك آلاما في جسده وأن هذه هي أعراض مرض معين، وتكون كلها أوهام نتيجة لاستسلامه لفكرة المرض.
وأشار إلى أن المريض بالتوهم المرضي يشعر أنه غير قادر على ممارسة حياته اليومية، وقد يمتنع عن الذهاب للعمل أيضا بسبب شعوره الدائم بالكسل والإعياء، وشعوره بعدم القدرة على التعامل مع الناس، وكذلك إذا كان مرتبطا فهذه الحالة قد تجعله ينفصل عن شريك حياته، لأنه يشعر أن حياته ستنتهي قريبا.
كيفية اكتشافه
قال استشاري الصحة النفسية إن اكتشاف التوهم المرضي يكون عن طريق ملاحظة أن المريض يشتكي دائما من أعراض مرضية وآلام غير موجودة، وكذلك يبدأ المريض في الانعزال عن الناس، وتبدأ انفعالاته في التصاعد ويصبح شخص عصبي جدا، وغير قادر على العمل والاستمتاع بالحياة.
وعند ملاحظة الأسرة وعرضه على الطبيب العضوي يكتشف أنه ليس مريض عضويا بل يعاني من مرض نفسي هو التوهم المرضي.
كيف نتعامل مع المريض؟
أكد هاني، أنه في هذه الحالة يجب العمل على التأهيل النفسي للمريض، فيجب في البداية عرضه على طبيب نفسي، الذي يقوم بدوره في الرفع من حالته المعنوية ويحاول استعادة ثقته في نفسه، ويجعله يقوم ببعض الأعمال اليومية التي تساعده على استعادة حياته الطبيعية، فمثلا يجعله يمارس التمارين الرياضية يوميا، كما يحاول حثه ودفعه ليمارس عمله حتى لو من المنزل لكي يشعر أنه له دور في الحياة فيرفع من حالته المعنوية، ويشعر بذاته من جديد، وذلك بعد إقناعه أن الأعراض التي يشعر بها مجرد أوهام وليست حقيقية.
وبالنسبة لدور الأهل والأشخاص المحيطين بالمريض، فيجب عليهم توفير البيئة المناسبة له، وأن يتعاملوا معه على أساس أنه ليس مستقر نفسيا، وأن يتفهموا طبيعة هذا المرض، فيتعاملوا معه بهدوء وبحذر ويتجنبوا إثارة المشاكل معه تماما.
وأضاف استشاري الصحة النفسية، أنه يجب أن يتقرب للمريض أشخاص إيجابيين يساعدونه على تخطي الحالة التي يمر بها، سواء بمساعدته على اتخاذ القرارات أو تشجيعه على ممارسة التمارين الرياضية، ويحاولوا أن يشغلوا وقت فراغه لكي لا يفكر في الأعراض الوهمية.
مدة العلاج
قال هاني إنه إذا استمر علاج المريض وتأهيله النفسي لمدة معينة، سوف يستعيد الثقة في نفسه ويمارس حياته اليومية والعملية من جديد، ويختفي خوفه وقلقه، مشيرا إلى أن هذه المدة تتوقف على برامج معينة يقوم الطبيب بتطبيقها مع المريض، وأن البرنامج قد يأخذ من شهرين إلى ثلاثة أشهر.
فيديو قد يعجبك: