لماذا أكل المصريون والأمريكيون لحوم البشر؟
كتبت: ريم فؤاد
هل تعتقد أن «آكلي لحوم البشر» يعيشون فقط في الأساطير وأفلام الرعب، أو أنهم يتواجدون في بيئات شديدة البدائية فقط، إذن عليك أن تعلم أن مصر مرت بمرحلة أكل فيها المصريون لحوم بعضهم، حيث عانت مصر في مرحلة الشدة المستنصرية من الجفاف الشديد وقلت المحاصيل، وتصحرت الأراضي، وعاش الناس في مجاعة قاسية مع جشع التجار في بيع القليل من الطعام بأموال طائلة.
اضطر الناس لأكل الكلاب، والميتة، والأحياء أيضا، حيث وضعوا الخطاطيف على أسطح البيوت لاصطياد المارة وأكلهم.. تلك الظاهرة تجدها أيضا بشكل أساسي في تاريخ أمريكا القديم وقبائلها الأصلية.. فما تفسير العلم لتلك الظاهرة؟
ذهان «الإنديجو»:
ترتبط كلمة «الإنديجو» أو «الونديجو» بشكل حرفي بأسطورة الوحوش آكلي لحوم البشر من ساحل المحيط الأطلسي، ومنطقة البحيرات الكبرى في كل من الولايات المتحدة وكندا، بينما خرج الطب بمقصد آخر، حيث ربط الأطباء النفسيون هذه الكلمة بتعريف نوع من الأمراض العقلية، وهو «ذهان الإنديجو»، وهي متلازمة مرتبطة بثقافة بعض القبائل الهندية القديمة في أمريكا الشمالية، وتعني الرغبة الشديدة في التغذي على اللحم البشري.
تاريخ «الإنديجو»:
يعتقد أن هذا المرض ظهر لأول مرة في الغابات الشمالية في أمريكا وكندا عام 1400، عندما انعزل سكان هذه المنطقة في كابيناتهم مختبئين من الثلوج السميكة، وبدأت تظهر أعراض كالهلاوس، والاكتئاب، والأرق، بسبب انعدام الطعام والمجاعات، وعندها بدأت ممارسات أكل لحوم البشر، وبالأخص في أسرة أو قبيلة «الألغونكوية»، وهي إحدى قبائل الهنود «الأمريكيون الأصليون».
وما أن بدأوا هذه الممارسات الوحشية حتى فقدوا السيطرة والقدرة على التوقف، حتى مع وجود طعام حقيقي بحوزتهم، وعلى مدار التاريخ، كانت عاقبة الشخص المصاب بـ«ذهان الإنديجو» حرقه وهو حي أو إعدامه بشكل آخر.
علاج «الإنديجو»:
على الرغم من إعدام القبائل القديمة للمصاب بـ«الإنديجو»، إلا أن العلاجات الحديثة ترجح أن استخدام تغذية سليمة مدعمة بالبروتينات والفيتامينات، مع عزله في الفترات الأولى من العلاج للسيطرة على رغبته في اللحوم البشرية، قد يكون مجديا.
ويعتقد العلماء أن متلازمة «ذهان الإنديجو» المرتبطة بهذه القبائل اختفت منذ أواخر 1900، قبل أن يستطيع الأطباء فحص المصابين بها، وفي القرن الـ20، اختفت تمامًا بسبب تفاعل قبائل الـ« الألغونكوية» مع الأفكار الغربية وطرق حياتهم، ولكن ذلك لا يعني عدم ظهور بعض الحالات التي تغذى فيها البشر على لحوم أقرانهم لاحقا، وكان آخر تلك الظواهر المعلن عنها في 2014.
أشهر حالات «الإنديجو»
- «سويفت رانر»
«سويفت رانر» هو أحد «الأمريكيون الأصليون»، والذي تغذى خلال شتاء 1878، على عائلته بالكامل، زوجته وأولاده الستة، وبعدها اعترف على نفسه للسلطات، وتم إعدامه.
- «الأخوين الباكستانين»
في قصة أخرى حديثة عام 2014، أُلقي القبض على أخوين من باكستان باسم «محمد عريف» و«محمد فارمان» بعدما اكتشفت السلطات أنهم يحفرون القبور بقرية «داريا خان» ويتغذون على الجثث البشرية.
فيديو قد يعجبك: