قبل أن يتحول لسلوك عدواني.. هكذا تدعم المصاب بـ«عقدة النقص»

أسماء أبوبكر

هل قابلت شخصا من قبل يشعر أنه مضطهد وغير محبوب، وفي الوقت ذاته يحاول السيطرة على الآخرين ويتكبر عليهم.. قد يكون التعامل مع شخص بهذا النمط مزعجا، ولكن من المهم أن تعرف أنه قد يكون مصابا بعقدة النقص، ويحتاج بعض الدعم للتغلب على تلك المشكلة، وقبل أن يتحول لشخص أكثر عدوانية.

ما هى عقدة النقص؟

قال الدكتور محمد ربيع، أستاذ الأمراض العصبية والنفسية المتفرغ بكلية الطب جامعة طنطا، إن عقدة النقص هي مرحلة متقدمة من الشعور بالنقص، والشعور لا ينعكس على سلوك وتصرفات الشخص الذي يشعر به، فهو مجرد إحساس فقط، بعكس عقدة النقص التي تنعكس على تصرفات وسلوكيات من يعاني منها عندما يتعامل مع المحيطين به.

أضاف أستاذ الأمراض العصبية والنفسية، أن عقدة النقص تدفع من يعاني منها إلى التباهي والتعالي على الناس، وغالبا ما يحاول فرض سيطرته كمحاولة لتعويض إحساسه بأنه أقل منهم، وفي بعض الأحيان يمكن أن تتحول لسلوك عدواني تجاه أشخاص بعينهم أو المجتمع ككل.

من جانبه، قال الدكتور ناصر زهران، استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب، إن من يعاني من عقدة النقص غالبا ما يفتقد الثقة في النفس، ويشعر بأنه غير محبوب أو مضطهد من الأخرين، وغالبا ما يحاول تعويض ذلك بالتكبر أو التحكم الاستبدادي في الآخرين.

العلاج ليس صعبا

النقطة الأهم في علاج الشخص الذي يعاني من عقدة النقص، كما يقول الدكتور محمد ربيع، هو أن يكون لديه الرغبة الحقيقية في العلاج، وأن يبادر لطلب العون والمساعدة، ومن ثم يخضع لعلاج سلوكي معرفي، مع التركيز على مواهبه ومهاراته وتنميتها حتى يتغلب على شعور عدم الثقة بالنفس الذي يسيطر عليه.

كيف تدعم المصاب؟

الجينات الوراثية، والظروف الاجتماعية التي يعيش فيها الشخص الذي يعاني من عقدة النقص تأتي ضمن أسبابها الرئيسية، وفقا لدكتور ناصر زهران، فمثلا يمكن أن تكون ناتجة عن تدني مستواه الاجتماعي أو المادي بشكل كبير، فضلا عن أن البيئة المحيطة وطريقة تعامل الأخرين معه له دور كبير أيضا، فربما تتولد لديه العقدة نتيجة لمضايقة البعض له بسبب حرمانه من الكمال الجسدي مثلا في حال غصابته بعيب خلقي أو مشكلة جسدية، لذلك يحتاج من يعاني من عقدة النقص بجانب العلاج النفسي من قبل الطبيب المختص إلى دعم نفسي ومعنوي من المحيطين به.

وأشار زهران، إلى أنه يمكن تقديم الدعم للمصابين بعقدة النقص باتباع النصائح التالية:

• لا تحاول انتقاده، حتى لا تهتز ثقته بنفسه بدرجة أكبر.

• ركز على إيجابياته ومهاراته، وامدحها دوما.

• حاول احتوائه، وأكد له أنك تقف بجانبه وستقدم له الدعم طوال الوقت.