السجائر الإلكترونية وسيلة للإقلاع عن التدخين أم طريق لأمراض القلب؟
حسناء الشيمي
«ليست وسيلة للإقلاع عن التدخين، وإنما هي وسيلة لجذب الشباب للتدخين بصورة جديدة».. هكذا يرى الدكتور عاصم عيسوي، أستاذ أمراض الصدر بجامعة الفيوم، السجائر الإلكترونية، مشيرا إلى أنها ظهرت في الدول الغربية نتيجة لنفور تلك المجتمعات من المدخنين.. «فهي وسيلة لإعادة جذب المتعافين للتدخين مرة أخرى».
وأضاف عيسوي، أن السجائر الإلكترونية لها العديد من الأضرار الصحية، بداية من الدخان الخارج منها، فهو ليس بخار ماء كما يتم الترويج ، لأن السيجارة لا تتكون من ماء لتنتج بخار، وإنما ينتج عن حرق بعض الزيوت المكونة لها، مكونة مادة «الأريسول»، التي تشبه في تكوينها «البيرسول»، وتؤثر على المحيطين بالمدخن، وخاصة الأطفال، ولها نفس أضرار التدخين السلبي.
وأوضح أستاذ أمراض الصدر، أن مكونات تلك السجائر تؤذي الشعب الهوائية الصغيرة التي تتأثر بها بعد فترة قصيرة من استهلاكها حتى وإن كانت المدة 5 دقائق، خاصة أن مدخنها لايدرك كم استهلك منها، عكس السجائر العادية التي يكون مدركا فيها قدر استهلاكه.
وأشار عيسوي، إلى أن هذا النوع من السجائر أقل ضررا على الرئة، ولكنه أكثر خطورة على صحة القلب، إذ تعمل على انقباض الأوعية الدموية، متابعا: «بعد فترة بسيطة من تدخينها بتلاقي المدخن داخل على قلب مفتوح»، مشيرا إلى إنشاء جمعية في أمريكا، تختص بمشاكل السجائر الالكترونية.
من جانبه قال الدكتور حاتم غازي، استشاري أمراض القلب والحالات الحرجة، إن السجائر الإلكترونية، تعمل على استهلاك المدخن كمية أكبر من النيكوتين، لأن المكون لها النيكوتين الخام، ما يسبب ارتفاع ضغط الدم، وزيادة ضربات القلب، وقصور الشريان التاجي، وضعف عضلة القلب، وقد ينتهي الأمر بالإصابة بجلطات، أو قصور في وظائف القلب، ما يؤكد أن خطورتها لاتقل عن التدخين العادي.
وأشار استشاري أمراض القلب والحالات الحرجة، إلى أن طريقة تصنيع هذا النوع من السجائر يتضمن مخاطر أخرى حيث تحتوي على بطارية قد تنفجر في وجه المدخن في أي وقت، وقد يكون منها أنواع مقلدة أقل جودة، وتكون عبارة عن بطارية ودائرة كهرباء، ما يؤدي إلى مخاطر أكبر في حال انفجارها، واحتمالية الإصابة بحروق في الوجه، والعين.
يذكر أن دراسة منشورة في مجلة «نيو انجلند جورنال اوف ميدسين»، قد أشارت إلى أن بخار السجائر الإلكترونية عالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة فورمالديهايد الخطيرة على الصحة والمسببة للسرطان.
واستخدم الباحثون جهازا يستنشق بخار السجائر الإلكترونية لتحديد كيفية تشكل هذه المادة المسببة للسرطان من سائل مركب من النيكوتين ومواد معطرة ومادة بروبيلين- جليكول والجليسيرين.
ولم يسجل العلماء تشكلا للمادة المسرطنة حين كان البخار يسخن على تيار كهربائي بقوة 3.3 فولت، ولكن على مستوى 5 فولت صار تركز مادة فورمالديهايد في البخار أعلى منه في دخان السجائر العادية، وعلى ذلك، فإن مدخن السيجارة الإلكترونية الذي يستهلك ثلاثة ميلليلترات من السائل المتبخر يستنشق 14 ميلليجراما من المادة المسرطنة.
فيديو قد يعجبك: