فيروس ماربورج القاتل يضرب مجددًا بوفاة 9 أشخاص

كتب - محمد عماد

أثار تفشي فيروس ماربورج النزفي، المشابه لفيروس إيبولا، حالة من القلق بين خبراء الصحة العالمية، بعد أن أودى بحياة تسعة أشخاص في تنزانيا، فالفيروس، الذي يتميز بمعدل وفيات يصل إلى 90%، يعتبر من أخطر الفيروسات المعروفة، إذ يتسبب في نزيف حاد قد يؤدي إلى وفاة المصاب خلال أيام قليلة.

وفي ظل غياب لقاح أو علاج فعال، تبذل السلطات الصحية جهودًا مكثفة للسيطرة على انتشاره ومنع تحوله إلى وباء واسع النطاق.

تفشي سريع وتحذيرات دولية

أعلنت السلطات الصحية التنزانية عن اكتشاف 10 حالات مؤكدة في منطقة كاجيرا شمال غرب البلاد، التي يقطنها نحو 3 ملايين شخص، ومن بين هؤلاء المصابين، لقي 9 أشخاص حتفهم، مما يعكس خطورة الفيروس وقدرته العالية على الفتك بالمرضى.

ما يزيد من المخاوف هو قرب كاجيرا من العاصمة دار السلام، التي تضم مطارًا دوليًا رئيسيًا يسهل الوصول إليه بالقطارات، مما يعزز احتمالات انتقال الفيروس خارج حدود البلاد، وفقًا لما نقلته صحيفة ذا صن البريطانية.

جهود احتواء الفيروس

أكد الدكتور نجاشي نجونجو، من مركز السيطرة على الأمراض الإفريقي (CDC)، أن السلطات الصحية تعمل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO) للحد من تفشي الفيروس وتقليل أعداد الإصابات والوفيات.

وأشار نجونجو إلى أن فرق الطوارئ الصحية تتبعت حوالي 281 شخصًا من المخالطين للحالات المصابة، حيث تتم مراقبتهم عن كثب للكشف عن أي أعراض محتملة. وحتى الآن، تم إجراء 31 اختبارًا، جاءت نتيجتان إيجابيتان، فيما تأكدت 29 حالة سلبية.

أعراض قاتلة وانتشار سريع

يعد ماربورج من الأمراض النزفية التي تتسبب في تدمير الأوعية الدموية والأعضاء الداخلية، ما يؤدي إلى نزيف داخلي وخارجي حاد، قد يظهر من العينين والفم والأذنين، وينتقل الفيروس من خلال ملامسة سوائل جسم المصابين، أو التعامل مع حيوانات برية مصابة، لا سيما الخفافيش التي تعيش في الكهوف والمناجم.

تبدأ الأعراض بشكل مفاجئ، وتشمل:

الحمى الشديدة

الصداع الحاد

الإسهال والقيء

آلام المعدة

ومع تقدم المرض، تتفاقم الأعراض، ويصبح المريض شاحبًا وهزيلًا بعيون غائرة وملامح وجه غير معبرة، مما جعل الأطباء يصفون المرضى بـ"الأشباح الحية".

تفشيات سابقة ودروس مستفادة

لم يكن هذا التفشي الأول لماربورج في شرق إفريقيا، فقد شهدت رواندا المجاورة انتشارًا مشابهًا قبل شهر، حيث أصيب 66 شخصًا، معظمهم من العاملين في القطاع الصحي، إلا أن استجابة رواندا السريعة ساهمت في تقليل الوفيات إلى 15 حالة فقط، بمعدل وفاة 23%، وهو الأدنى على الإطلاق في تاريخ انتشار الفيروس بأفريقيا.

كما شهدت تنزانيا أول تفشٍ لماربورج في مارس 2023 بمنطقة بوكوبا، حيث أسفر عن 6 وفيات واستمر لمدة شهرين تقريبًا.

المخاطر العالمية وإجراءات الحماية

رغم خطورة الفيروس، أكدت منظمة الصحة العالمية أن خطر انتشاره عالميًا لا يزال منخفضًا، نظرًا لعدم سهولة انتقاله بين البشر مقارنة بفيروسات أخرى مثل كوفيد-19، إلا أن الخبراء يحذرون من أن زيادة الرحلات الجوية والتبادل التجاري قد يسهم في تصدير الفيروس إلى دول أخرى إذا لم تُتخذ تدابير وقائية صارمة.