فيروس نورو يثير الذعر في بريطانيا مع ارتفاع الإصابات
كتب - محمد عماد
يشهد بريطانيا موجة متزايدة من الإصابات بفيروس "نورو"، المعروف باسم "القيء الشتوي"، الذي يتسبب في أعراض شديدة من الإسهال والقيء، ومع ارتفاع الحالات بنسبة 40% مقارنة بالسنوات الماضية، يتزايد القلق من تأثير الفيروس على نظام الصحة العامة الذي يعاني بالفعل من ضغوط نتيجة تفشي الإنفلونزا.
وفي التقرير التالي، يستعرض موقع "الكونسلتو" آخر التطورات لفيروس نورو أو القيء الشتوي، وفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
أعراض الفيروس
يشارك البعض تجاربهم المؤلمة مع الفيروس، حيث إن سيدة تبلغ من العمر 69 عامًا وصفت إصابتها بـ"أسوأ إسهال وقيء على الإطلاق" بعد رعاية حفيدتها، ورجل يبلغ من العمر 73 عامًا أشار إلى أن الفيروس جعله يعاني من حمى شديدة وارتجاف لعدة أيام.
انتشار واسع وتحذيرات متزايدة
فيروس نورو يعد من الفيروسات شديدة العدوى، وينتقل غالبًا عبر التلامس المباشر مع المصابين أو لمس الأسطح الملوثة، وأحيانًا من خلال الطعام، وعلى عكس العديد من الأمراض الأخرى، لا يعتبر استخدام المعقمات الكحولية كافيًا للقضاء على هذا الفيروس.
وينصح الخبراء بغسل اليدين جيدًا بالماء والصابون كوسيلة أولى للدفاع، حيث يساعد الماء على تكسير الغلاف البروتيني للفيروس ويجعله غير نشط.
الخطر الكامن في الملابس والمنسوجات
يشير خبراء الصحة إلى أن الفيروس يمكنه البقاء حيًا في أنسجة الملابس والمنسوجات لمدة تصل إلى شهر كامل، ما يجعله خطرًا مستمرًا، فالأثاث المغطى بالقماش، مثل الأرائك والستائر، يمكن أن يكون مصدرًا إضافيًا لنقل العدوى.
أوضح الدكتور جيسون تيترو، ميكروبيولوجي ومؤلف، أن الملابس يمكن أن تصبح "طبق بتري صلب"، مما يسمح للفيروس بالبقاء عالقًا لفترات طويلة، وينصح باستخدام منظفات تحتوي على إنزيمات لتحطيم الفيروس، بالإضافة إلى غسل الملابس بالماء الساخن وتجفيفها بدرجات حرارة مرتفعة.
أثر الفيروس على المستشفيات والمجتمع
وفقًا لإحصائيات وكالة الصحة العامة البريطانية (UKHSA)، تم تسجيل أكثر من 4,500 حالة إصابة بفيروس نورو خلال هذا العام، مقارنة بـ2,000 حالة فقط منذ 5 سنوات.
وتُظهر بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) أن المستشفيات شهدت إشغال 528 سريرًا يوميًا خلال الأسبوع الماضي لمرضى يعانون من أعراض مشابهة لفيروس نورو.
يتسبب الفيروس في ضغط إضافي على المستشفيات، حيث يحتاج المصابون إلى عزل لمنع انتشار العدوى، مما يؤدي أحيانًا إلى إغلاق أجنحة كاملة أمام المرضى الجدد.
الأعراض والعلاج المنزلي
تشمل الأعراض الشائعة لفيروس نورو القيء، الإسهال، والغثيان، وهي عادة ما تستمر لبضعة أيام فقط. لا يحتاج معظم المصابين إلى استشارة طبية، إذ ينصح الأطباء بالراحة وشرب كميات كبيرة من السوائل لمنع الجفاف، وكما يمكن تناول أدوية مثل الباراسيتامول لتخفيف الحمى وآلام الجسم.
للتعافي السريع، ينصح باستخدام مشروبات الإماهة لتعويض الأملاح والسوائل المفقودة، مع تجنب المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة للأطفال؛ لأنها قد تزيد من الإسهال سوءًا.
تجنب انتقال العدوى في المنازل
لوقف انتشار الفيروس داخل المنازل، ينصح بتنظيف الأسطح الملوثة جيدًا باستخدام منتجات مضادة للفيروسات، أما بالنسبة للسجاد أو الأثاث الذي تعرض للتلوث، فيفضل استخدام صودا الخبز أو التنظيف بالبخار مع المطهرات المناسبة، فتجنب استخدام المكنسة الكهربائية مباشرة على المنطقة الملوثة، لتجنب انتقال الفيروس عبر الهواء.
فيديو قد يعجبك: