كيف يمكن لتوقف القلب المفاجئ إنهاء حياة الرياضيين؟
كتب - محمد عماد
أوضح الدكتور أحمد الكيلاني، استشاري أمراض القلب، ضرورة إجراء الفحوصات الطبية الدقيقة للرياضيين الشباب قبل مشاركتهم في الأنشطة الرياضية التنافسية، للحد من حوادث توقف القلب المفاجئ.
تأتي هذه التصريحات مع تزايد حالات الإصابة بين الرياضيين، مثل وفاة اللاعب المصري محمد عبد الوهاب، وأحمد رفعت، إلى جانب الحادثة الشهيرة التي تعرض لها اللاعب كريستيان إريكسن، الذي كاد يفقد حياته أثناء مباراة، ولكنه نجا بفعل الإسعافات السريعة.
اقرأ أيضًا: في ذكرى رحيله - هكذا تسبب الرجفان البطيني في وفاة محمد عبد الوهاب لاعب الأهلي
وأوضح الكيلاني، في تصريحات خاصة لـ"الكونسلتو"، أن توقف القلب المفاجئ لدى الشباب الرياضيين عادةً ما يكون نتيجة لعيوب خلقية في شرايين القلب، وهى حالات نادرة تحدث بمعدل تقريبي يصل إلى 3 من كل 100,000 شاب، وقد تحدث هذه الحالة بشكل مفاجئ خلال ممارسة الرياضة، خصوصًا في الأنشطة التي تتطلب مجهودًا كبيرًا وتنافسًا عاليًا، مما قد يتسبب في اختلال نظم القلب وخلل في نقل الإشارات الكهربائية اللازمة لضخ الدم إلى الجسم.
وأشار الكيلاني، إلى أهمية الفحوصات الأساسية، مثل الموجات الصوتية على القلب وتخطيط كهربية القلب (Electrocardiogram)، للكشف عن هذه العيوب الخلقية قبل بدء اللاعب في ممارسة الأنشطة الرياضية التنافسية، مؤكدًا على ضرورة إجراء هذه الفحوصات لتجنب توقف القلب المفاجئ الذي قد يحدث دون إنذار مسبق.
وشدد الكيلاني، على أهمية الفحص الدوري لدى الشباب الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب الوراثية، مضيفًا أن بعض العائلات التي يعاني أفرادها من مشاكل في القلب يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض معينة، مثل مرض اعتلال عضلة القلب الوراثي، الذي قد يتسبب في حدوث توقف القلب المفاجئ، مشيرًا إلى أن العلاج المبكر ومتابعة الحالات المكتشفة قد يساهمان في تقليل المخاطر وحماية حياة الرياضيين الشباب.
قد يهمك: كان عايش بنص قلب.. طبيب أحمد رفعت يكشف مفاجأة
ولأن التكنولوجيا الحديثة توفر إمكانيات عالية للوقاية، أوضح الكيلاني، أن هناك بعض الأجهزة التي تساعد في الوقاية من توقف القلب المفاجئ، ومنها جهاز الصدمات الكهربائية (Defibrillator)، والذي يتم تركيبه لبعض الرياضيين المعرضين لمشكلات في نظم القلب، ويعمل هذا الجهاز على إعطاء صدمة كهربائية تلقائية في حال حدوث اختلال في نظم القلب، ما يساعد في إعادة القلب إلى طبيعته، مستشهدًا هنا بحالة اللاعب الدنماركي كريستيان إريكسن، الذي زود بجهاز تنظيم ضربات القلب بعد تعرضه لحالة حرجة في الملعب، مما ساهم في إنقاذ حياته.
ولفت الكيلاني، إلى أن تكاليف هذه الأجهزة لا تزال مرتفعة، إلا أنها في بعض الحالات الحرجة أثبتت نجاحها في إنقاذ حياة الرياضيين ومساعدتهم على العودة إلى ممارسة الرياضة بشكل طبيعي.
واختتم الكيلاني، حديثه بتحذير الرياضيين وأسرهم من مخاطر تجاهل الفحوصات الدورية، خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي خاص بأمراض القلب، مشددًا على أهمية الكشف المبكر والإسعافات السريعة التي قد تشكل الفرق بين الحياة والموت.
فيديو قد يعجبك: