لماذا لا نشعر بالوقت أثناء العزل المنزلي؟.. خبراء يجيبون
كتبت - أمنية قلاوون:
ما هو تاريخ اليوم؟ وهل اليوم يوافق الأحد أم الأربعاء؟ هل تعرضت لمثل هذه الأسئلة أنتَ أو أحد أفراد عائلتك؟، إذا كانت إجابتك بنعم، لست وحدك فأغلب الأشخاص على مستوى العالم عانوا من هذه المشكلة خلال فترة العزل المنزلي.
يستعرض "الكونسلتو" في السطور التالية، الإجابة على سؤال لماذا لا نشعر بالوقت في العزل المنزلي؟، وفقًا لموقعي "WebMD" و"Vox".
قال أدريان باردون، أستاذ الفلسفة في جامعة ويك فورست، ومتخصص في فلسفة الوقت: "أظن بشدة أن الكثير من الأشخاص حول العالم يشعرون بأن العزل المنزلي مستمر وأن الأيام تطير، وينتهي هذا الشعور العالمي بإحساس مشوش جدًا وهو أن الوقت يجري بسرعة كبيرة".
فيليب جابل، دكتوراه، مدير البرامج التجريبية في جامعة ألاباما في برمنجهام، أجرى مسحًا على حولي 1100 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت النتائج الأولية أن 48% من الأشخاص يشعرون بأن الوقت يتحرك ببطء خلال الشهر الماضي، بينما 25% يشعرون أن الوقت يمر أسرع من المعتاد.
يفسر "باردون" هذه الظاهرة العالمية بالأمر المعقد للغاية حيث يوجد داخل أدمغتنا ما يعرف بالوقت الداخلي أو الوقت الشخصي، وهي أنظمة متخصصة تقوم بالعديد من الوظائف في نفس الوقت، فهذه الأنظمة تلعب دورًا في شعورنا بالوقت وتنظيم دورة النوم العادية، وهو ما يسميه علماء فلسفة الوقت بالساعة الداخلية للفرد.
ويعرف العلماء الساعة الداخلية على أنها مجموعة كاملة من الساعات الموجودة داخل أدمغتنا، والتي تعمل وفق أنظمة متعددة، جميعها تؤثر على الإدراك الذاتي للوقت، فعلي سبيل المثال لدينا جميعًا أنظمة دورها تنظيم الوظائف الجسدية مثل النوم، إلا أنها تعمل من خلال جمع معلومات حسية وسمعية ووفق ما يراه الشخص من أشياء "معلومات بصرية"، فتقوم بدمج هذه المعلومات معًا وتنسيق العمل بينها باستمرار وبالتزامن، لإرسال إشارات زمنية، ما يساعد في النهاية على النوم.
اقرأ أيضًا: ساعتك البيولوجية تتحكم في إصابتك بالأمراض.. اكتشف السر
لذلك هناك الكثير من الأشياء التي تحدث في نفس الوقت، لكنها تتعلق جميعها بشعورنا الداخلي بمرر الوقت، فالمتوقع أن يكون احساسنا بمرور الوقت مختلف، حيث نشعر أن الوقت يمتد وأحيانًا الوقت ينفذ، وذلك نتيجة الطريقة المعقدة التي تعمل بها الأنظمة الدماغية، والمحاطة خلال فترة العزل المنزلي بالعديد من الظروف الغريبة والمزاج الشخصي المتقلب.
وأوضح "باردون" أن الإدراك الذاتي للوقت يرتبط بمزيج من العاطفة والانتباه، ويؤثر على هذه المشاعر الاهتمام الذي نواليه للظروف الخارجية، عندما يشعر الأشخاص بالراحة والاندماج عند ممارسة نوع من النشاط الروتيني أو الإنتاجي، ويطلق علماء النفس هذه الحالة بالتدفق.
والتدفق هو شعور مريح ومهدئًا، حين يشارك الشخص في نشاط يمارسه بانتظام، مثل العمل الروتيني أو ممارسة الأنشطة: العزف على آلة موسيقية أو الحياكة أو اليوجا، إلا أن هذا التدفق توقف لدى بعض الأشخاص بسبب العزل المنزلي.
وأضاف "جابل" يعتبر القلق من الجائحة تحديًا خاصًا، وبسببه فقدنا الدعم الاجتماعي والأشياء التي تخفف من القلق، مثل العمل الروتيني والهوايات الفضلة والتي اضطر البعض للتخلي عنها، وحتى صالات الألعاب الرياضية أصبحت مغلقة، ما يمنع عن التنفيس عن هذا القلق.
ورأى مارك ويتمان، باحث في علم النفس والصحة العقلية بمعهد المناطق الحدودية بألمانيا، بأن الحل يكمن في التفكير في أنفسنا وحياتنا بأننا رواد فضاء، ما يعني أننا لدينا المزيد من الوقت للتفكير فيما نريد.
ونصح "جابل" بأن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد هو خلق نوع مختلف من المشاعر، يسمى بتحفيز النهج، وهو الشعور الذي نحرص عليه عند البدء في تحقيق الأهداف، ويتم هذا من خلال تحويل الأهداف الكبيرة إلى مهام يومية قابلة للتحقيق، ويمكن أن تقوم بتحديد أيام في الأسبوع للقيام بأعمال غير روتينية مثل الخميس والجمعة، يمكن أن يساعد هذا بالتحسن والشعور بالوقت بشكل طبيعي.
قد يهمك: اضطراب ما بعد الصدمة.. مرض نفسي يهدد العالم بسبب فيروس كورونا
فيديو قد يعجبك: