متى يستدعي شلل العصب الوجهي التدخل الجراحي؟
كتبت- أسماء أبو بكر
«شلل العصب الوجهي» أو التهاب العصب السابع يعتبر من أكثر أمراض الأعصاب انتشارًا، والمصاب به لا يتمكن من التعبير بوجهه أو التحدث بطريقة طبيعية، لكن التدخل المبكر يساعد على التغلب عليه وتجنب مضاعفاته وربما تتجاوز نسبة الشفاء 90%.
أكثر من نوع
لشلل العصب الوجهي نوعين، وفقًا لما يقوله الدكتور وائل المهدي، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة، موضحًا أن النوع الأول ينتج عن حدوث ضغط على العصب خارج الجمجمة، نتيجة التعرض لتيار هواء أو تكييف موجه على جانب من الوجه.
أما الثاني يحدث نتيجة الضغط على العصب السابع داخل الجمجمة، لكنه نادر مقارنة بالنوع الأول، بسبب أورام أو جلطات المخ أو كسر في قاع الجمجمة، لكن ليس بالضروري أن يصاحبه في جميع الحالات التهاب في العصب السابع لكن حسب مكان الجلطة أو الورم داخل المخ، وفقا لأستاذ جراحة المخ والأعصاب.
يضيف الدكتور مصطفى أبو شقة، استشاري العلاج الطبيعي بمعهد القلب القومي، أن فتح نافذة السيارة في أثناء القيادة يؤدي إلى تعرض جزء من الوجه لتيار هواء شديد، خاصة ليلًا، ما يتسبب في الإصابة بشلل العصب الوجهي، فضلًا عن أن الضغوط النفسية النفسية الشديدة يمكن أن تسببه في بعض الأحيان.
أعراض مصاحبة
يظهر شلل العصب الوجهي على المريض في عدة أعراض، وفقًا لـ«المهدي» تتمثل في: فقدان تعبيرات الوجه في الجانب المصاب، عدم القدرة على غلق العين بشكل كامل، صعوبة التحدث والمضمضة، عدم القدرة على البلع، اعوجاج الفم.
يشير «أبو شقة» إلى عدد من الأعراض السابقة، موضحًا أن الأعراض تختلف حسب شدة الإصابة، ومن الممكن أن يعاني المريض من ضعف أو شلل في عضلات الوجه في الجزء المصاب وتتركز التعبيرات في النصف السليم فقط، وربما يصاحبه ألم أسفل الأذن.
مضاعفات على العين
خطورة شلل العصب الوجهي لا تقتصر على الأعراض المصاحبة له، لكن تكمن في المضاعفات التي يسببها للعين التي تصل إلى درجة العمى في بعض الأحيان، وفقًا لـ«المهدي»، الذي يوضح أن فقدان الجفن لحركته الطبيعية يجعل المريض ينام لكن دون غلق العين بالكامل ما يجعلها عُرضة لدخول أتربة وملوثات، ما يسبب جفاف للقرنية أو يؤدي لظهور قرح أو عتامة فيها.
لتجنب هذه المضاعفات، يوضح «المهدي» أن المريض يحتاج إلى وضع قطرات في العين كل ساعتين، بالإضافة إلى دهن مرهم فيها قبل النوم، لتجنب حدوث جروح أو قرح في القرنية.
وسائل علاجية
يعتمد علاج شلل العصب الوجهي على الكورتيزون والعلاج الطبيعي، فضلًا عن ضرورة علاج السبب الرئيس له إن وُجد، كعلاج الورم مثلًا أو الجلطة.
أما عن الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي، فيوضح أستاذ جراحة المخ والأعصاب أنه لا يتم اللجوء إلى جراحة توصيل العصب إلا في حالة حدوث قطع فيه أو بعد مرور عامين على بدء العلاج الدوائي والطبيعي وعدم استجابة المريض له أو تحسنه بنسبة طفيفة.
للوقاية من شلل العصب الوجهي ينصح «أبو شقة» بتجنب تسليط المروحة على الوجه مباشرة، بل يجب توزيعها في الغرفة بالكامل، وغلق النافذة المجاورة في أثناء قيادة السيارة، والحرص على عدم الانتقال من جو حار إلى مكان مكيف بشكل مفاجئ، فضلًا عن محاولة عدم التعرض لضغط نفسي شديد قدر الإمكان.
فيديو قد يعجبك: