جراحة تحويل مسار المعدة تعالج السكر.. هل تصلح لكل الحالات؟
كتبت- أسماء أبوبكر
السكر أحد الأمراض المزمنة التي تستلزم تناول أدوية مدى الحياة، ورغم أن جراحة تحويل مسار المعدة تستهدف التخلص من السمنة خاصة بعد فشل العلاجات غير الجراحية، إلا أنها تساعد في علاج السكري نهائيا ليستغنى المريض عن العلاج الدوائي.. لكن هل تصلح لجميع الحالات؟.
مناسبة لهذه الحالات
الدكتور محمد الباسل، أستاذ أمراض الباطنة والسكر بكلية الطب جامعة القاهرة، قال إن عملية تحويل مسار المعدة تناسب بدرجة كبيرة مرضى السكر الذين يعانون من السمنة المفرطة، وتفيد في حالات أخرى لكن من الأفضل اللجوء إلى العلاجات الدوائية لتجنب أي آثار جانبية محتملة للجراحة.
من جانبه، أكد الدكتور محمود الإكيابي، استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة والمناظير، أن عملية تحويل مسار المعدة مفيدة في علاج مرضى السكر من النوع الثاني تحديدا، فحوالي 95% منهم يشفوا تماما من السكر بعد الجراحة.
وعن كيفية علاج السكر نهائيا عن طريق تحويل مسار المعدة، أوضح الإكيابي، أن هذه الجراحة تعتمد على تصغير حجم المعدة وتقليل امتصاص السكريات، وبالتالي تقل كمية الطعام التي يتناولها المريض وتقل كمية السكر التي يتم امتصاصها، وحتى عند تناول السكريات أو الحلويات سيتم امتصاص كمية صغيرة من السكر ومن ثم لن ترتفع نسبته في الجسم.
أضاف استشاري الجراحة العامة وجراحات السمنة، أن تحويل مسار المعدة يساعد على عمل الإنسولين بشكل جيد، لأن مستقبلات الإنسولين الموجودة في الخلايا تكون مغطاة بالدهون، وبمجرد أن تقل هذه الدهون وينقص الوزن تكون هذه المستقبلات جاهزة لعمل الإنسولين بشكل أكثر كفاءة، فضلا عن أنه ينبه وينشط إفراز الإنسولين بأقصى كفاءة من البنكرياس.
الاستغناء عن الأدوية
جراحة تحويل مسار المعدة تغني كثير من المرضى عن تناول أدوية السكر أو الإنسولين، وقال الباسل، إن الأمر يختلف من حالة لأخرى، فبعض المرضى يتوقفوا تماما عن تناولها، وحالات أخرى تحتاج إلى تقليل الجرعات بنسبة كبيرة بعد الجراحة.
أشار الإكيابي، إلى أن المرضى الذين يتناولون الإنسولين يحتاجوا لتقليل الجرعة إلى النصف منذ اليوم الثاني للجراحة، لأنه بمجرد إجراء التحويل يتم تحفيز البنكرياس لإفراز المزيد من الإنسولين، لذلك يتم سحب أدوية الإنسولين تدريجيا حتى يستغنى المريض عنها تماما (خلال شهرين إلى 4 شهور بعد الجراحة)، لكن لابد من الحرص على تناول غذاء صحي والمتابعة مع طبيب الباطنة.
أما أدوية السكر التي يتناولها المريض عن طريق الفم (الأقراص)، فحوالي 80% منها يتم التوقف عن تناولها منذ اليوم الثاني للجراحة، و20% يتم سحبها تدريجيا خلال 3 أو 4 شهور، بحسب الإكيابي.
حالات لا تصلح معها
وفقا للباسل، جراحة تحويل مسار المعدة لا تصلح مع جميع مرضى السكر، خاصة مرضى النوع الأول، لذلك لا يجب التسرع في إجراء الجراحة دون التأكد من جدواها.
اتفق الإكيابي، أن تحويل مسار المعدة لا يفيد مرضى السكر من النوع الأول، لأن البنكرياس لا يفرز إنسولين من الأساس، لذلك يحتاج المريض إلى تناول الإنسولين حتى بعد الجراحة، مشيرا إلى أنها يمكن أن تفيد بنسبة 50 أو 60% فقط في مرضى النوع الأول خاصة إذا كان يتم إفراز الإنسولين لكن بنسبة بسيطة.
لا تصلح الجراحة في الغالب للمرضى الذين يعانون من السكر منذ سنوات طويلة وتسبب في حدوث مضاعفات كثيرة من الصعب علاجها، كالفشل الكلوي أو التهابات الأعصاب الشديدة، وفقا للإكيابي، الذي أكد أن الحالة الصحية العامة للمريض يتم وضعها في الاعتبار لتحديد ما إذا كانت تسمح بإجراء الجراحة من عدمه.
آثار جانبية
رأى الباسل، أن من الأفضل عدم اللجوء لجراحة تحويل مسار المعدة لعلاج السكر، إلا في حالات الضرورة كمن يعانون من السمنة المفرطة مثلا، لأن لها آثار جانبية كالقيء وحدوث التهابات في المعدة.
فيديو قد يعجبك: