لماذا يرتجف جسد أطفال غزة الناجين من تحت الأنقاض؟ (تقرير)
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت- ندى سامي
الحرب مضرمة، القتلى لا يحصون، ومشاهد الأطفال أكثر ما يدمي القلوب. من تحت الأنقاض يلفظون أنفاسهم المتسارعة بجسد هزيل، لا يكف عن الارتجاف.
نقلت عدسات المصورين على خط النار مئات من الأطفال الناجين تصطك أسنانهم ببعضها، يرتعدون من ملاقاة الموت والدمار، فماذا فعلت الحرب على غزة بجسد هؤلاء الصغار؟
"الكونسلتو" يكشف في التقرير التالي، الأسباب المحتملة وراء رجفة جسد أطفال غزة الناجين من تحت الركام، والتأثير الجسدي والنفسي للحرب عليهم.
ما هو التفسير الطبي وراء رجفة جسد أطفال غزة الناجين من تحت الأنقاض؟
يقول الدكتور أحمد كامل، استشاري المخ والأعصاب، إن مقاطع الفيديو التي تظهر أطفال غزة الناجين من تحت الأنقاض يرتجفون، إنما هو نتيجة طبيعية لما مروا به لعدة عوامل حددها فيما يلي:
- الشعور بالبرد، التواجد لفترة طويلة تحت الأنقاض تكون درجة الحرارة منخفضة مع ارتداء ملابس خفيفة يسبب شعور شديد بالبرد وهو ما قد يسبب الرعشة بالجسم.
- الرعب والفزع وهول الموقف يتسبب في زيادة الأدرينالين بالدم بدرجة كبيرة مما قد يسبب الشعور بالرجفة التي قد تستمر لفترة طويلة.
- التأثير النفسي للتعرض لصدمة شديدة، قد يسبب رعشة الجسم حتى بعد النجاة والحصول على المساعدة اللازمة.
آثار طويلة المدى
إذا استمرت حالة الخوف لفترة طويلة، فقد يؤدي ذلك إلى آثار طويلة المدى على الجهاز العصبي المركزي. على سبيل المثال، قد يؤدي التعرض المستمر للخوف إلى زيادة حساسية الجهاز العصبي المركزي للأدرينالين. يمكن أن يؤدي هذا إلى ظهور أعراض القلق المزمن، مثل:
- زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.
- الشعور بالتوتر والقلق.
- صعوبة التركيز.
- مشاكل في النوم.
اقرأ أيضًا: نقص الغذاء في غزة- كم من الوقت يعيش الإنسان بدون طعام؟
ماذا يحدث بجسد أطفال غزة عند تعرضهم للقصف؟
الرعب والفزع الذي يطول أطفال غزة الذين يتعرضون للقصف والموت يتسبب في زيادة الأدرينالين، وهو هرمون وناقل عصبي يفرزه الجهاز العصبي، يلعب دورًا مهمًا في الاستجابة للخطر والتي تعرف بالاستجابة للقتال أو الهروب، حيث يساعد الجسم على التكيف مع المواقف العصيبة أو الخطرة، وفقًا لـ "Cleveland clinic".
عندما ترتفع مستويات الأدرينالين في الدم، فإنها تسبب مجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية، بما في ذلك:
- زيادة معدل ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم.
- توسع حدقة العين.
- زيادة تنفس.
- زيادة التعرق.
- توتر العضلات.
- زيادة مستويات السكر في الدم.
هذه التغيرات الجسدية والنفسية تساعد الجسم على الاستعداد للتعامل مع الموقف العصيب أو الخطير. على سبيل المثال، يمكن أن تساعد زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم على زيادة تدفق الدم إلى العضلات، مما يعطي الجسم القوة للتحرك بسرعة أو القتال.
ويمكن أن تساعد زيادة التعرق على تبريد الجسم، مما يساعد على منع ارتفاع درجة الحرارة. يمكن أن تساعد زيادة مستويات السكر في الدم على تزويد الجسم بالطاقة التي يحتاجها لأداء العمل المكثف.
يمكن أن تؤدي زيادة مستويات الأدرينالين أيضًا إلى بعض الأعراض غير المرغوب فيها، مثل:
- رعشة الجسم، وهذا ما يحدث لأطفال غزة.
- القلق.
- الارتباك.
- الصداع.
- الغثيان.
- القيء.
- في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي زيادة مستويات الأدرينالين إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
ما هي التأثيرات النفسية التي تحدث لأطفال غزة؟
وفقًا لليونيسف تم قتل أكثر من 3400 طفل وإصابة ما يزيد عن 6800 طفل آخر بإصابات مختلفة، ومازال العدد مستمر في الزيادة مع استمرار الحرب وعدم وقف النار، وهو ما يعرض الكثير من الأطفال لمشكلات نفسية آنية وطويلة الأمد كذلك.
تقول الدكتورة ليلى رجب استشاري الصحة النفسية، يتعرض أطفالنا في غزة لصدمة شديدة وقاسية وغير متوقعة مما قد يعرضهم للإصابة بكرب ما بعد الصدمة، وهو اضطراب نفسي يحدث عندما يتعرض الطفل لحدث صادم أو مؤلم، مثل العنف أو التعرض لحادث أو كارثة طبيعية أو حرب مثلما يحدث.
يمكن أن يؤثر كرب ما بعد الصدمة على تفكير الطفل ومشاعره وسلوكه وجسده - أي تتسبب في أعراض جسدية مثل الرجفة والتبول اللإرادي وغيرهم- تختلف أعراض كرب ما بعد الصدمة عند الأطفال من طفل لآخر، ولكن قد تشمل ما يلي:
- الكوابيس المتكررة.
- الشعور بالحزن أو الغضب أو الخوف أو الذنب أو العار.
- صعوبة التركيز أو الانتباه.
- تجنب الأماكن أو الأشخاص أو الأنشطة المرتبطة بالحدث الصادم.
- تغيرات في السلوك، مثل الاندفاع أو العدوانية أو الانسحاب الاجتماعي.
- مشاكل في النوم أو تناول الطعام.
التأثيرات النفسية طويلة المدى للحرب على أطفال غزة
تعد الحرب تجربة مؤلمة للغاية يمكن أن تترك آثارًا عميقة على الصحة النفسية للأطفال. يمكن أن يعاني الأطفال الذين مروا بتجربة الحرب من مجموعة متنوعة من المشكلات النفسية، الأخرى بخلاف كرب ما بعد الصدمة على المدى الأطول بما في ذلك:
- اضطرابات القلق والاكتئاب: يمكن أن يعاني الأطفال الذين عانوا من الحرب من مشاعر القلق والاكتئاب الشديدة، والتي يمكن أن تؤثر على قدرتهم على الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية.
- اضطرابات السلوك: يمكن أن يعاني الأطفال الذين عانوا من الحرب من سلوكيات عدوانية أو سلوكيات انسحابية أو سلوكيات تحد من الأداء.
- اضطرابات التغذية: يمكن أن يعاني الأطفال الذين عانوا من الحرب من اضطرابات الأكل، مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي.
- اضطرابات النوم: يمكن أن يعاني الأطفال الذين عانوا من الحرب من مشاكل في النوم، مثل الأرق أو الكوابيس.
هل يتعرض جميع أطفال غزة الناجين لتأثيرات نفسية بعد الحرب؟
تقول "رجب" قد لا ينج أحد من التأثيرات النفسية بعد التعرض لتلك الحرب، ولكن يختلف تأثير الأطفال النفسي وفقًا للكثير من العوامل الأخرى التي تتدخل في شدة المرض ومدته وطريقة التعامل معه، وتتمثل تلك العوامل فيما يلي:
-شدة التعرض للحرب: كلما تعرض الطفل للمزيد من العنف أو الخوف أثناء الحرب، زاد خطر إصابته بمشاكل نفسية.
- قرب الطفل من الحرب: إذا كان الطفل يعيش في منطقة حرب أو قريبًا منها، زاد خطر إصابته بمشاكل نفسية.
- العمر: يكون الأطفال الأصغر سنًا أكثر عرضة للإصابة بمشاكل نفسية بعد الحرب.
- التاريخ العائلي لاضطرابات الصحة العقلية: إذا كان لدى الطفل تاريخ عائلي لاضطرابات الصحة العقلية، زاد خطر إصابته بمشاكل نفسية بعد الحرب.
كيف يمكن علاج الأطفال من التأثيرات الضارة للحروب؟
توضح استشاري الصحة النفسية، العلاج من التأثير النفسي للحروب قد يحتاج لسنوات طويلة لأنه قد يسبب أضرار بالغة، ولكن أيضًا يختلف الأمر بين كل طفل وآخر بدرجة كبيرة، ولا توجد طريقة واحدة متبعة، ولكن من أبرز الخيارات المناسبة للعلاج النفسي بعد التعرض للحروب، ما يلي:
- العلاج السلوكي المعرفي : يساعد هذا النوع من العلاج الطفل على إعادة معالجة ذكريات الحرب وتطوير مهارات التأقلم.
- علاج التعرض: يساعد هذا النوع من العلاج الطفل على مواجهة ذكريات الحرب بأمان ودعم.
- علاج الأسرة: يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج ا على دعم الطفل ومعالجة الحرب معًا.
- العلاج الدوائي: قد يكون خيار مطروح على حسب حجم الضرر الواقع على الطفل ورؤية الطبيب المعالج.
قد يهمك: بعد مأساة غزة- ما هي العواقب الصحية المحتملة لتحلل الجثث دون دفن؟
فيديو قد يعجبك: