كيف يؤثر فقدان الشم والتذوق على الحالة النفسية لمتعافي كورونا؟
كتبت- ندى سامي:
وضع استثنائي يعيشه العالم منذ أن ضرب فيروس كورونا ربوعه، أغلقت الحدود وشيد الحجر الصحي توفى الملايين من البشر، بين موجة وثانية وثالثة، يعيش بعض المتعافين تحت وطأة ذلك الفيروس الذي استوطن بدنهم وخرج بعد أن أفسد بعض الحواس، وبين ليلة وضحاها يعيشون بلا شم أو تذوق إلى أمد لم يعرفه أحد، مما أثار ذعرهم وأثار على الحالة النفسية لهم.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي تأثير فقدان الشم والتذوق على الحالة النفسية لمتعافي الكورونا.
تقول الدكتورة ليلى رجب، استشارى الصحة النفسية، إن فقدان البعض للحواس نتيجة الإصابة بفيروس كورونا أمر لازال الطب يبحث فيه للوصول إلى علاج، وبالطبع يؤثر على الحالة النفسية لمن يعاني من تلك الحالة، لأنه يسلب الشخص قدرته على التمتع بأهم متع الحياة كتذوق الطعام المفضل له وهو من أهم الشهوات لدى الإنسان.
وتشير رجب، إلى أن تناول طعام جيد ولذيذ يؤثر على الحالة المزاجية للشخص، وهناك دائمًا علاقة بين الطعام والحالة النفسية للشخص، وفي حالة فقدان الشخص لأهم حواسه جراء الإصابة بفيروس كورونا، قد يتعرض البعض لعدد من الإضطرابات النفسية والتي تتكثل فيما يلي:
- اضطراب القلق العام.
- التوتر المرضي.
- الاكتئاب.
- اضطراب الحالة المزاجية.
وتوضح استشاري الصحة النفسية، أن تأثير الأشخاص المصابين بفقدان الحواس يختلف من شخص لآخر، ويتوقف ذلك على عدد من العوامل التي تتمثل فيما يلي:
- التاريخ المرضي النفسي للشخص المصاب، إذا كان المريض قد سبق له التعرض لنوبات من الاكتئاب يمكن أن يزيد ذلك من تأثره عند فقدان الشم والتذوق.
- العوامل الوراثية قد تتحكم أيضًا في مدى تأثر الشخص نفسيًا بعد فقدان الحواس.
- مدى توافر الدعم النفسي حول الشخص المصاب، وتفهم المحيطين به ما يمر به الشخص من وضع استثنائي.
اقرأ أيضًا: متعافون من كورونا يروون لـ«الكونسلتو» حكايات فقدان الشم والتذوق.. روائح كريهة تطاردنا
الأعراض النفسية لفقدان الشم والتذوق
تشير "رجب" إلى أن الشخص الذي يفقد حواسه جراء الإصابة بفيروس كورونا، قد تظهر عليه بعض الأعراض، والتي تتمثل فيما يلي:
- العزلة الاجتماعية، وتجنب التواجد في التجمعات.
- الحزن.
- اضطرابات في النوم.
- الكوابيس.
- التغيرات المزاجية.
- سرعة الانفعال.
- توهم المرض.
اقرأ أيضًا: كيف يسلب كورونا حاستي الشم والتذوق من ضحاياه؟
نصائح نفسية هامة لفاقدي الشم والتذوق
تؤكد استشاري الصحة النفسية، أن اضطراب نفسية فاقدي الحواس أمر طبيعي، وأن مروره بتجربة المرض والخوف من نقل العدوى أو الوفاة أمور تثقل كاهل كل شخص، ويزداد الأمر سوءًا مع استمرار فقدانه للشم والتذوق في ظل غياب تفسير علمي أو جواب لدى الأطباء عن موعد رجوع تلك الحواس، لذلك تنصح باتباع بعض الارشادات البسيطة التي تساعد الشخص على تجاوز الأمر وتجنب الإصابة بأي مضاعفات، ومن أبرز تلك النصائح ما يلي:
-زالتواصل مع طبيب نفسي مختص للمساعدة والتكيف مع الأمر.
- التواصل مع أشخاص يعانون من نفس المشكلة، يساعد على عدم الشعور بالوحدة ويعطي الشخص المزيد من الاطمئنان.
- القيام بتمارين الاسترخاء، مثل اليوجا وتمارين التنفس للتغلب على التوتر والقلق وتحسين الحالة المزاجية.
- مشاركة الأفكار والمشاعر التي يمر بها الشخص من شخص قريب منه يساعد ذلك على التغلب على الشعور بالوحدة.
- الاعتماد على العلاج باستخدام الكتابة لتفريغ الأفكار السلبية التي يمر بها الشخص.
- تجربة العلاج الجماعي مع الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة مع أخصائي نفسي متخصص.
فيديو قد يعجبك: