الصديق الخيالي للطفل وكيفية التعامل معه.. متى يستدعي القلق؟

كتبت - ندى سامي:

عالم الأطفال ملئ بالخيالات الخصبة التي تشكلهم وتكون شخوصهم، ولكن هل أخبرك طفلِك من قبل عن صديقه الخيالي؟ كم مرة طلب منك ألا تجلسي على هذا المقعد لأنه رفيقه جالس عليه؟ وربما أحضر له بعض الحلوى أو بكى لتوعكه، ولا شك أن ذلك الطيف هو من كسر ألعابه.

حكايات من نسج الخيال، يطوعها الصغار ويلقوها على مسامع الكبار، ولكن هل الصديق الخيالي للطفل ظاهرة صحية أم تؤشر لوجود مشكلة نفسية؟

تقول مروة محمد، استشاري الصحة النفسية للأطفال، إن ظاهرة الصديق الخيالي طبيعية ويمر بها طفل من كل 4 أطفال، وعادة ما تبدأ في عمر الثالثة وربما أكثر قليلًا، لتنتهي بعد فترة دون سابق إنذار، مشيرةً إلى أن بعض الأطفال يتعاملون مع ألعابهم على أنها صديقهم المقرب، مثل تعامل الفتاة الصغيرة مع عروستها.

وتوضح مروة أن خوف الآباء من مثل هذه التصرفات، تدفعهم إلى تعنيف أطفالهم وتكذيبهم والنهي عن الحديث مع هؤلاء الأصدقاء، مما يعرضهم لعدد من المخاطر نفسية، ومنها:

- تقييد خيال الطفل الخصب، مما يحد من قدراته الإبداعية ومواهبه ومهاراته وقدرته على التحصيل الدراسي.

- التهكم والسخرية من تصرفات الطفل قد تفقده الثقة بنفسه وتؤثر على شخصيته وتجعله دائم الشعور بالتوتر وعدم تقبل الآخرين له، مما يدفعه إلى العزل الاجتماعية.

- تكذيب الأطفال في هذا العمر المبكر، قد يدفعهم إلى تبني سلوك الكذب في المراحل العمرية الأكبر، لأن في تلك الأثناء لا يعرف الطفل الكذب والصدق والفرق بينهما.

- نهي الطفل ونهره عن اللعب مع صديقه الخيالي، قد يكسر جسر المودة والحب والثقة المتبادلة بينه وبين عائلته، ومن ثم الشعور بالوحشة والضيق والحزن، فضلًا عن تعلُّم بعض السلوكيات الخاطئة، مثل تبني السلوك العنيف عند التعامل مع الآخرين.

اقرأ أيضًا: طفلك يتحدث مع شخصيات غير موجودة؟.. تعرفي على السبب

كيفية التعامل مع الصديق الخيالي للطفل

التعامل مع الصديق الخيالي للطفل أمر ضروري، يجب أن يتم وفقًا لعدد من القواعد والضوابط المحددة، والتي حددتها استشاري الصحة النفسية فيما يلي:

1- عندما يخبرك طفلك عن صديقه الخيالي للمرة الأولى، لا يجب الإلحاح عليه أو سؤاله عدد من الأسئلة حول اسم صديقه أو عن مكانه، بل اكتفي بالاستماع له بإنصات واهتمام، دون مبالغة في تقبل الأمر أو الترحيب به.

2- إذا كان طفلك معتاد على الحديث عن صديقه الخيالي وتوقف فجأة عن الكلام عنه، لا يجب سؤاله أو محاولة معرفة أي تفاصيل، حتى يحكي عنه ثانية.

3- عدم السخرية من الطفل عند الحديث عن صديقه الخيالي، فإذا طلب منك ألا تجلسي على ذلك المقعد لأن صديقه موجود، لا مانع من تنفيذ رغبته طالما كانت في حد مقبول.

4- عدم التحدث مع الغرباء بشأن صديق طفلك الخيالي، حتى لا يتعرض للتنمر من الآخرين.

5- إذا كان طفلك يستخدم صديقه الخيالي ذريعة للسلوكيات الخاطئة، أخبره بأن ذلك غير مقبول، وعليه أن يخبر صديقه بأن يقلع عن ذلك الأمر، ويتوعد بمحاسبته إذا قام بتكراره.

متى يستدعي القلق؟

وبحسب موقع "Raising children"، يعتبر الصديق الخيالي أمر طبيعي بل مفيد أيضًا، ولكن في بعض الأحيان قد يشير إلى أن الطفل على مشارف الإصابة بمرضٍ نفسي، خاصةً إذا كان يعاني من المشكلات التالية:

- وحيد، ولا يصادق من هم في مثل عمره، ويعتمد دائمًا في اللعب مع صديقه الخيالي.

- التعامل بعنف مع أصدقائه الحقيقيين.

- عندما لا يرغب أصدقائه في مشاركته اللعب.

- إذا تمادى في ممارسة السلوكيات الخاطئة، ونسبها إلى صديقه الخيالي.

- الرغبة في عدم الخروج من المنزل والخوف من التعامل مع الآخرين.