"أطفال ما بعد الجائحة".. كيف تحمي ابنك من المخاطر النفسية لكورونا؟
كتبت - ندى سامي:
تسبب اجتياح فيروس كورونا المستجد العالم في حالة من العزلة والتباعد الاجتماعي، كوسيلة أمان لتقليل خطر الإصابة بالفيروس، ومع الإغلاق التام للمدارس ومعظم المنشآت، باتت حياة الأطفال مهددة داخل جدران المنزل بخطر المشكلات النفسية التي قد تحدث لهم بعد انتهاء جائحة كورونا.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي المشكلات النفسية التي قد تهدد الأطفال بعد انتهاء العزلة، وأبرز طرق الوقاية.
"لم يعد طفلي يطلب الخروج من المنزل.. هل هذا مؤشر جيد؟".. عبارة كتبتها أحد الأمهات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر قد تبدو انثلاجة صدر لكثير من الأمهات اللاتي يعشن ساعات وأيام الحظر برفقة أطفال صغار، بالفعل لاقت تلك التدوينة ترحاب كبير من الكثير من الأمهات، ولكن قد يكون للطب النفسي رأي آخر في تلك العبارة.
تقول الدكتورة مروة محمد، استشاري الطب النفسي للأطفال، إن استمرار العزلة المنزلية للأطفال وتكرار الأيام على نفس الوتيرة الثابتة قد تخلق لديهم نوع من التعود والتكيف مع الوضع، وتلك الحالة ليست مثالية على الإطلاق بل تتنبأ بمشكلات نفسية قد يتعرض لها الصغار بعد عودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى.
يختلف تأثير العزلة على الأطفال ويرجع ذلك للسمات الشخصية، ومنها سلامة الطفل النفسية، وتعامل الأبوين معه أثناء تلك الفترة، بالإضافة إلى تعرض البعض للعنف النفسي من قبل الأهل بسبب كثرة الضغوطات التي تتعرض لها الكثير من الأسر على حد وصفها.
وتشير استشاري الصحة النفسية، إلى أن العزلة تعرض الأطفال للاكتئاب بدرجاته المختلفة، وذلك لأنه طوال مدة زمنية طويلة لم يعرف الطفل كيف يتكيف مع الوضع بطريقة مناسبة لعمره وخبراته المحدودة في الحياة، فضلًا عن وصول معاني كثيرة خاطئة في نفوسهم عن فكرة المرض والموت وعدم جدوى الحياة، نتيجة الفزع ومعرفة الكثير من الأخبار السيئة والمحبطة وتعامل الأهل معها.
ولفتت إلى أن هناك فئة أخرى معرضة للقلق المزمن، وذلك بسبب الشعور بالخطر الذي عاشوا فيه طوال مدة التباعد الاجتماعي، ويكون ذلك انعكاس على ردة فعل الأهل تجاه ما يدور حولهم في العالم بسبب جائحة كورونا، والخوف والذعر من المرض بطريقة غير صحية ما ينعكس على الصغار بطريقة لا إرادية.
وأوضحت أنه سيلاحظ تبني بعض الأطفال سلوك أكثر عدوانية وشراسة، وقد يكون ذلك انعكاس لما عاشوه مع الأهل خلال تلك الفترة الصعبة، وبسبب الضغط النفسي الواقع على الكبار قد يتعاملون مع الأطفال بإهمال أو عنف.
اقرأ أيضًا: يهدد بضعف المناعة.. كيف تحارب قلقك لمواجهة الكورونا؟
الوقاية من المشكلات النفسية للأطفال بسبب التباعد الاجتماعي
تقول ليلي رجب استشاري الصحة النفسية والأسرية، إن العالم يعيش مرحلة استثنائية والجميع يختبر خبرات وتجارب فريدة من نوعها تؤثر على الجميع بطرق متعددة، والأطفال ضلع رئيسي يجب الانتباه له وحمايته من الكثير من المخاطر النفسية التي تطول الكثيرين، ويمكن القيام بالعديد من الخطوات الوقائية والتي تتمثل في التالي:
- توعية الصغار بما يحدث من حولهم أمر مطلوب، ولكن يجب أن يتم بطريقة مناسبة للعمر دون تخويف أو استهانة بالأمر، لذلك يمكن عمل جلسات نقاشية لاطلاعهم على مستجدات الأمر والمهام المطلوبة منهم في تلك الأثناء للمساعدة في الوقاية من العدوى.
- إشراك الصغار في المسؤولية أمر في غاية الأهمية يعطيهم شعور بالتقبل والاهتمام وينمي الاعتماد على الذات، لذلك يجب تخصيص مهمة في المنزل مناسبة لعمر الطفل وتشجيعه على القيام بها وشكره عند تنفيذها.
- عند ملاحظة تغير في سلوك الطفل بشكل مفاجئ أثناء العزل بالمنزل يجب الاهتمام بذلك جيدًا والنقاش معه حول ما يشعر به وما لديه من أفكار وتصحيح أي مفاهيم أو أفكار مغالطة.
- مشاركة الأطفال في الكثير من الأنشطة الترفيهية والتعليمية أمر في غاية الأهمية، فبدلًا من المكوث لساعات طويل لمشاهدة الأفلام الكرتونية أو الألعاب الإلكترونية، يمكن تنفيذ نشاط صغير يخلق المرح بين جميع أفراد المنزل ويعود ذلك بنفع كبير على السلامة النفسية للآباء والأبناء.
- تشجيع الأطفال على استثمار أوقاتهم في ممارسة أنشطة مختلفة، ومحاولة توفير أي وسائل ولو بسيطة تساعدهم على ذلك.
- تقنيين عدد ساعات مشاهدة الأفلام الكرتونية والألعاب الإلكترونية التي تتسبب في أضرار كبيرة على الصحة النفسية والجسدية.
- استشارة طبيب نفسي مختص عند ملاحظة أي اختلاف أو أعراض على الأطفال في تلك الفترة، أو للسؤال عن طريقة التعامل والتكيف مع الوضع وللحفاظ على السلامة والثبات النفسي الذي ينعكس بشكل كبير على الأبناء.
- جلسات الكتابة والحكي الجماعية تعد إحدى الطرق الفعالة التي تساعد على التخلص من المشاعر والأفكار السلبية.
فيديو قد يعجبك: