فوبيا الحب VS فوبيا العنوسة.. تقبل على الارتباط أم تفر منه؟

كتبت- ياسمين الصاوي وحسناء الشيمي

يسعى البعض إلى الزواج والارتباط من أي شخص سواء مناسب أو غير مناسب خوفًا من العنوسة، بينما يهرب البعض الأخر من الدخول في علاقة عاطفية تجنبا للمرور بتجربة سيئة.

في بعض الحالات، يتحول الأمر من مجرد شعور داخلي إلى اضطراب نفسي وخوف مرضي سواء "فوبيا الحب" أو "فوبيا العنوسة".

فوبيا الحب

الخوف من الحب "فوبيا الحب" اضطراب نفسي يصيب بعض الشباب، ويجعلهم يعزفون عن الزواج، وتساهم بعض الأسباب والعوامل في الإصابة به مثل: وجود تجارب سيئة في الطفولة سواء سوء العلاقة بين الأب والأم أو قسوتهم على الأبناء، وبالتالي يخشون من تكرار التجربة نفسها بعد الزواج، وفقا لما قاله الدكتور سعيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة.

تتحكم طبيعة الشخصية أيضًا في الإصابة بفوبيا الحب، فغالبًا ما تكون الشخصيات الانطوائية والحساسة أكثر خوفًا من الارتباط، أو المغامرة والخوض في تجارب عاطفية، إلى جانب شعور الشخص بعد الثقة في نفسه أو الأخرين، فيتجنب الاقتراب من أحد، حسبما أوضح عبد العظيم

ومن الممكن أن يمر الشخص بتجارب سابقة سواء سمع عنها من المحيطين وبدأ في تطبيقها على نفسه أو تجارب ذاتية خاضها وانتهت بمشكلات كبيرة، ما يترك أثر بالخوف والهرب من الارتباط وتراكم المشاعر السلبية.

اقرأ أيضًا: الخوف من «ليلة الدخلة» له أسباب نفسية.. إليك الحل

فوبيا العنوسة

يخاف بعض الأشخاص من الوحدة والعزلة، ويشعرون بالقلق والضغط العصبي حال عدم وجود شريك حياة لديهم أو يخافون من عدم استمرار العلاقة التي يمرون بها، وكلما زادت مخاوف الأشخاص من العنوسة، أقبلوا على الارتباط بشخص يمكن ألا يلبي رغباتهم أو يستمرون في علاقة غير مناسبة تماما، وفقا لما كتبته ماريسا كوهين، أستاذ علم النفس بجامعة كورنيل بموقع "psychology today".

ويركز الأشخاص الذين يعانون من فوبيا العنوسة وتأخر سن الزواج على حالتهم الاجتماعية وكونهم عزاب فقط، دون الانتباه إلى الشخص الذي يرتبطون به أو طبيعة العلاقة التي يعيشونها وسلبياتها وعدم شعورهم بالرضا.

كيف تتخلص من فوبيا الحب؟

يحتاج الطبيب إلى معرفة السبب وراء معاناة الشخص من فوبيا الحب، فعلى سبيل المثال، إذا كان السبب يرجع إلى تجارب سيئة في الطفولة أو الكبر، فلا بد من خضوع الشخص لجلسات علاج نفسي لتعديل الأفكار المتراكمة وتحويلها إلى إيجابيات وتعديل سلوكه ويستعد نفسيًا لعلاج مشكلته وتجاوزها، أما إذا كان السبب مشكلة في الثقة بالنفس، فيجب أن يخضع لجلسات علاجية تساعده على التمكن من الثقة بنفسه من خلال التركيز على نقاط القوة به وتطويره، وإذا كان يعاني من الانطوائية، فهنا تعمل جلسات العلاج النفسي على مساعدة المريض على الاختلاط بالمجتمع والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.

قد يهمك: الأذكياء أكثر حظا في الزواج والحب

كيف تتخلص من فوبيا العنوسة؟

يُنصح بزيارة الطبيب إذا تفاقمت المشكلة، مع ضرورة التركيز على مقارنة العزوبية بالعلاقات العاطفية السيئة التي يمر بها الأشخاص المحيطين، وإدراك إيجابيات العزوبية والوحدة عن الدخول في علاقة غير مناسبة، والمشاركة في أنشطة وهوايات ممتعة للتخلص من الضغط العصبي والقلق.