نوبات غضب وتقلبات مزاجية.. هل أنت مصاب باضطراب الشخصية الحدية؟
كتبت: أميرة عبد الرازق
مندفع.. تنتابه الكثير من نوبات الغضب والتقلبات المزاجية الحادة.. لا يستطيع تحديد هدفه في الحياه.. ينقلب على أقاربه وأصدقاءه فتارة يحبهم بشدة وتاره يكرههم بنفس القدرة، ثم ينتابه الاكتئاب من حين لآخر.. هذه كلها علامات للشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية
اضطراب الشخصية الحدية هو مرض نفسي يعاني فيه المصاب من تقلبات حادة في المزاج وصورة الذات والسلوك؛ بحسب موقع «NIMH» المتخصص في الصحة النفسية.
وتؤثر هذه التقلبات في علاقته بالآخرين وتجعله يتخذ قرارات متهورة، كما يصاب بنوبات غضب حادة واكتئاب واضرابات قلق تستمر لعدة أيام أو أسابيع.
العلامات والأعراض:
-
تقلبات مزاجية حادة
السمة الأولى التي تميز المصابين باضطراب الشخصية الحدية هي التقلبات المزاجية الحادة والتي تستمر لعدة ساعات أو بضعة أيام.
-
تقلب في صورة الذات
المصاب باضطرابات الشخصية الحدية ينتابه الشك حول كيف يرى نفسه أو ما حقيقته وما هدفه في الحياة، ولذلك فإن اهتمامته وقيمه ومبادئه تتغير بسرعة شديدة.
-
علاقات غير مستقرة
علاقة المصاب باضطراب الشخصية الحدية بأصدقاءه وأقاربه مضطربة للغاية، فهو يميل لرؤية الأشياء تقع بين النقيضين؛ الأبيض أو الأسود.
فعلاقاته بنفس الأشخاص متقلبة للغاية بين الحب الشديد والكرة الشديد؛ فمن كان يحبه بالأمس ويعتبره صديقا مقربا، يكرهه اليوم لحد اعتباره أحد أعداءه أو اعتباره خائنًا؛ وهكذا يستمر في الدائرة نفسها.
-
لا يتحمل الهجر
لا يتحمل هذا الشخص الهجر أو فقد الأشخاص المقربين إطلاقًا؛ للدرجة التي تدفعه لأفعال مؤذية لتجنب الهجر، مثل الدخول في علاقة جنسية إرضاءً لشريك حياته حتى لا يخسره، أو كأن يبدأ بالابتعاد عن الآخرين حتى لا يتعلق بهم ثم يبتعدوا هم عنه.
-
سلوك مندفع
يلاحظ على هؤلاء الأشخاص ميلهم للسلوكيات المندفعة والخطرة، مثل قيادة السيارة بسرعة رهيبة أو تعاطي المخدرات أو إنفاق الكثير من الأموال فجأة أو الدخول في علاقة جنسية غير آمنة أو الأكل بشراهة.
-
إيذاء النفس
في مرحلة متقدمة يعمد المصاب باضطراب الشخصية الحدية إلى إيذاء نفسه؛ مثل إحداث الجروح في جسده.
-
صعوبة الثقة
لا يثق هؤلاء في الآخرين بسهولة كما ينتابهم شك دائما في نوايا الآخرين.
-
الشعور بالتفكك
مثل أن يشعر بعدم الارتباط بالواقع أو كأنه يرى نفسه من خارج جسده.
أسباب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية
سبب الإصابة باضطراب الشخصية الحدية ليس واضحا حتى الآن، ولكن الباحثون يقترحون بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، وهي:
-
العامل الوراثي
فإصابة أحد الآباء أو الأشقاء باضطراب الشخصية الحدية يزيد من مخاطر الإصابة بالمرض.
-
خلل في كيمياء المخ
الدراسات أثبتت أن المصابون بهذا الاضطراب لديهم اختلاف في بنية ووظائف المخ، خصوصا في المناطق التي تتحكم في الدوافع والمشاعر.
ولكن من غير الواضح هل تسبب هذا التغير في الإصابة بالمرض أو أن التغيير في وظائف المخ ناتج عن الإصابة.
-
العوامل البيئية والثقافية والاجتماعية
فالعديد من المصابين باضطراب الشخصية الحدية تعرضوا لصدمات نفسية في حياته، مثل الإساءة أو الهجر أو الإساءة خلال الطفولة أو العلاقات غير المستقرة أو الصراعات المعادية.
العلاج
أثبتت الأدلة أن أعراض اضطرابات الشخصية الحدية تقل مع تلقي العلاج النفسي، مقارنة بالماضي حينما كان العلاج صعبًا، بحسب موقع «NIMH».
فمن الضروري للمصابين بهذا الاضطراب أن يحصلوا على المساعدة من الطبيب النفسي المتخصص، والذي لديه خبرة في معالجة مثل هذه الحالات؛ حتى تتحسن حياتهم وتصبح أكثر استقرارا وتخف حدة الأعراض.
أما مدة العلاج فتختلف طبقا لعوامل عديدة حتى تبدأ أعراض المرض في التحسن، لذلك من الضروري للمصاب باضطراب الشخصية الحدية وأسرته أن يتحلوا بالصبر حتى يتلقى الدعم المناسب.
فيديو قد يعجبك: