كيف يفكر الطفل بعد وفاة أحد والديه؟.. ساعده في تجاوز الأثر النفسي
كتبت- ياسمين الصاوي
يمتلئ عقل الصغار بأفكار غير منطقية عن الموت خاصة بعد وفاة أحد أفراد عائلتهم.
ووفقًا لما نشره موقع «scholastic»، فإن الصغار يفكرون في عدة أشياء حول الموت، أبرزها:
- عودة المتوفى
ربما يرى الطفل في أفلام الكرتون والأفلام الأخرى، أن المتوفى يعود مرة أخرى للحياة، فالموت ما هو إلا حدث مؤقت وأن المتوفى ذهب إلى مكان بعيد، كأنه في رحلة مثلًا، الأمر الذي يرسخه الكبار في عقله أيضًا، شاعرًا بالغضب عندما لا يستقبل منه اتصالًا هاتفيًا.
وإذا كان الطفل لا يعتقد أن الموت مجرد أمر مؤقت، فيكون لديه أسباب للحزن، وهو من المراحل المؤلمة التي تتطلب أن يربطه الآخرين بالشخص المتوفى، وتفهمه جيدًا وتقبل مشاعر الفقد لديه.
- عدم توقف وظائف المتوفى الحياتية
يعتقد الأطفال الصغار أن كل الأشياء أحياء ومن الممكن أن يضيف الكبار بعض هذه المعتقدات إليهم من خلال الأحاديث اليومية، فعلى سبيل المثال يقول الأهل أن الدمية جائعة أو تأخرت عن العودة لمنزلها لأن السيارة «ماتت»، ويفهم البالغين الفرق بين الحقيقة والتجسيد، في حين يصبح الأمر غير واضح للصغار.
وفي هذه الحالة يساعد تشجيع الأطفال على التحدث عن الشخص المتوفى، وطلب رسمه أو كتابة شيء عنه، والاستماع إلى طلبات الطفل وتعليقاته، على إقناعه بما لا يفهمه بعد عن طبيعة الموت، وفي بعض الأحيان، ربما يسأل الطفل، هل إذا استطاع المتوفى قراءة ما تم كتابته.
- النعش يمنعه من الخروج
من الممكن أن يظن الطفل أن الميت لا يمكنه التحرك لأن النعش ضيق للغاية، وربما يعلم أن المتوفى لا يمكنه الرؤية بعينيه بعد الموت، لكنه يعتقد أن السبب يرجع إلى شدة الظلام تحت الأرض، وبالتالي يشعر أنه يعاني جسديًا.
وعندما يدرك الأطفال طبيعة الوظائف الحياتية، فيمكن أن يعلموا أنها تنتهي عند الموت، فعلى سبيل المثال، يستطيع الأحياء فقط التفكير والخوف والشعور بالجوع والألم، والوحيدين الذين لديهم ضربات قلب أو يحتاجون إلى الهواء والتنفس.
- لا يمكن أن تموت عائلتي
يعتقد الطفل أنه والمقربين منه لن يموتوا أبدًا، حيث يخبرونه أنهم بجواره دائمًا، ولا عليه أن يقلق من الموت، معتقدين أنه يفهم الموت بشكل صحيح، وعندما يموت أحد والديه يشعر بالخوف دائمًا من وفاة كل شخص يرعاه.
- أنا السبب في وفاته
يمكن أن يشعر الطفل أن الشخص توفى بسببه عندما فعل شيئًا سيئًا أو فشل في تحقيق أحد الأشياء، أو فكر في أشياء غير مرغوب فيها، وبالتالي ينتابه إحساس بالذنب، ولا يرغب في التحدث عن موت هذا الشخص، حيث يزيد من حدة شعوره بتأنيب الضمير.
وعندما يتحدث المعلمين بالمدرسة أن كل شخص سيموت، فربما يزداد اقتناع الأطفال بأن أفراد عائلتهم أصحاء وآمنين، لذا يجب أن يوجه المعلمين أسئلة للتلاميذ للتحدث عن عائلتهم، حيث يمكن أن يعلموا أن الصغار يفكرون أن والديهم أصحاء لأنهم يفعلون كل شيء، ويأملون أن يعيشوا عمرا طويلًا.
ويمكن الاستفادة من تغيير بعض المفاهيم لدى الصغار فعلى سبيل المثال، إذا توفى الأب بالأزمة القلبية سيعلم أن عليه متابعة والدته للذهاب إلى الطبيب وإجراء فحوصات شاملة.
فيديو قد يعجبك: