الحماية المبالغة للطفل تدمر شخصيته.. الحلول بسيطة
كتبت- حسناء الشيمي
تحرص بعض الأمهات على الدفاع عن أطفالهن بأنفسهن في المواقف المختلفة، سواء عند تعرضهم للإهانة في الشارع أو المدرسة أو لتحقيق رغبته في الانتقال من مقعده إلى مقعد آخر، ولا تعلم أنها بتلك الحماية المبالغ فيها تؤثر سلبيًا على نفسية الطفل وشخصيته.. فكيف يحدث ذلك؟
أكدت الدكتورة رانيا صابر، استشاري نفسي وتربوي، أن المبالغة في حماية الأطفال يكون لها الكثير من الآثار السلبية على نفسية الطفل وشخصيته وسلوكه: ومنها:
الاعتماد على الغير
المبالغة في الحماية تتسبب في خلق طفل يعتمد على الغير لأنه اعتاد أن والديه يدافعان عنه في كل أمور حياته، ويساعدانه على أخذ حقه.
عدم القدرة على اتخاذ قرار
ينتظر الطفل والديه ليقرروا عنه، وهذا الشعور ينمو معه فيصبح شخصية سلبية في المجتمع، كما أن اتخاذ القرارات بدلًا عنه والقيام بواجباته تمنعه من تحقيق ذاته.
جبان أو عدواني
الأمر لا يتوقف على ذلك فقط، فالمبالغة في حماية الطفل تجعله إما طفل خاضع ضعيف الشخصية وجبان ويخاف من كل ما يحيط به، وإما طفل عدواني عنيف يخطط ويدبر لارتكاب المشاكل والمقالب في غيره من الأطفال وذلك بالاستعانة بمن حوله، وفي الحالتين يعاني الطفل من انعدام الثقة بالنفس، وانعدام الاستقلالية.
متأثر بمن حوله
والأخطر من ذلك هو أن الطفل يتأثر بمن حوله من الأطفال وبتصرفاتهم وتفكيرهم لأنه لم يعتد على التفكير بمفرده.
اللامبالاة
يعاني الطفل فيما بعد من اللامبالاة والفتور تجاه كل شيء، وعدم القدرة على تحمل المسئولية فيصبح شخص مدلل وأناني.
اقرأ أيضًا:إجبار طفلك على مواجهة مخاوفه يساعده أم يؤذيه؟
ما العمل؟
الدكتورة رانيا صابر، قالت إن الأفضل هو مساعدة الطفل على حماية نفسه، وليس حمايته من والديه في كل شيء، أوضحت أن ذلك لن يتحقق إلا بمساعدة الأهل للطفل ليثق بنفسه وقدراته، وقدمت مجموعة من الإرشادات تساعد الطفل على الدفاع عن نفسه، ومنها:
- تقديم بعض القصص التي تتضمن مواقف حقيقية لأغلب المواقف التي قد يتعرض لها خارج البيت وتدريبه على كيفية التصرف في ذلك الموقف.
- مناقشة الطفل في الطرق المختلفة للدفاع بدءًا من الرد المناسب لكل موقف، وتعليمه كيفية النظر بقوة وثقة في عين أي طفل يريد الاعتداء عليه.
- إعطاء فرصة للطفل ليحكي عن تصوراته للمواقف المختلفة وطلب رأيه في التصرف المناسب لكل موقف.
- ممارسة الألعاب الرياضية التي تساعد على المنافسة والمشاركة بشرط أن تكون من اختياره للتعرف على قدراته المختلفة.
أضافت صابر، وبما أن الطفل في المدرسة يكون معرضًا للضرب أو الاعتداء من قبل زملائه فيجب تعلم طريقة الدفاع التي تضمن مسك اليد من المعصم، والنظر في عين الشخص الواقف أمامه بقوة وثبات وهو ما يعلمه أن القوة ليست بالضرب ولكنها بالثقة، كما يمكن اللجوء إلى ممارسة الألعاب الدفاعية كالكارتيه، والكونغوفو.
فيديو قد يعجبك: