أمراض جلدية تحتاج لعلاج نفسي.. بينها الثعلبة
أسماء أبوبكر
قد لا يخطر ببال شخص يعاني من مشكلة جلدية زيارة طبيب نفسي، لكن في الواقع الكثير من الأمراض الجلدية ترجع لسوء الحالة النفسية لأصحابها، وتتطلب منهم الخضوع لعلاج نفسي بجانب العلاج الدوائي.
الجلد «ترمومتر» الحالة النفسية
الجلد من أكثر الأعضاء تأثرا بالحالة النفسية، ويعد بمثابة «ترمومتر» يعكس الحالة النفسية للشخص، بحسب الدكتور أحمد السعدني، استشاري الأمراض الجلدية والمدير السابق لمستشفى الجُذام بالعامرية، مؤكدا أن العامل النفسي يُشكل 90% تقريبا من الأسباب التي تؤدي للإصابة بالأمراض الجلدية.
وأشارت الدكتورة إيمان سند، أستاذ الأمراض الجلدية بطب بنها، إلى أن الكثير من الأمراض الجلدية تلعب فيها الحالة النفسية دور أساسي، بشرط أن يحمل الشخص الجينات الوراثية المسببة للمرض.
ومن أهم الأمراض التي تعود لأسباب نفسية:
• الإكزيما العصبية
قال الدكتور أحمد السعدني، إن العامل النفسي يؤثر في الإصابة بهذا المرض بنسبة 99%، فمن يعاني منها غالبا يتسم بصفات معينة، مثل القلق بشأن المستقبل وكثرة التفكير فيه، وتحميل نفسه الكثير من الضغوط، دون داعي في بعض الأحيان.
وأضاف السعدني، أن أعراض الإكزيما العصبية، تتمثل في ظهور منطقة أكثر خشونة واسمرارا من باقي الجلد، وغالبا ما تكون عبارة عن بقعة في مؤخرة العنق، ويميل المريض لحكها باستمرار، وتزداد الرغبة في الحك مع بذل مجهود كالجري مثلا، وفي الحالات المتقدمة يمكن أن يحدث تورم وانتفاخ في العضو التناسلي والشفاه، ويمكن أن يصل التورم للبلعوم ما يؤدي لصعوبة البلع.
وأشار استشاري الأمراض الجلدية، إلى أن علاج الإكزيما العصبية يعتمد على العلاج الدوائي والنفسي، فلا بد أن يعي المريض طبيعة مرضه، حتى يتمكن من السيطرة على الضغوط التي يعاني منها.
ونصح السعدني، بعدم ارتداء الأقمشة الصناعية نهائيا واستبدالها بالأقطان أو الكتان، والابتعاد عن رائحة الكتب القديمة وورق الكربون، لأنه إذا كان المريض يعاني من حساسية مفرطة منهما فستزداد حدة الأعراض، فضلا عن تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة أو المصادر شديدة الحرارة كالأفران، لأنها تزيد من حدة الأعراض.
• الصدفية
وأشارت الدكتورة إيمان سند، إلى أن التوتر النفسي هو السبب الرئيسي للإصابة بالصدفية، لأنه يؤدي لزيادة نسبة هرمون الأدرينالين في الجسم، ما يتسبب في انقباض الشعيرات الدموية ويقلل من وصول الدم للجلد، ومن ثم تظهر الصدفية إذا كان الشخص يحمل جين المرض.
وأوضحت إيمان، أن أعراض الصدفية تتمثل في ظهور بقع حمراء على الجلد تعلوها قشور بيضاء كثيفة، وغالبا ما تنتشر في الركبة أو الكوع، ويمكن أن تصل لفروة الرأس أو أي مكان في الجسم.
ونصحت أستاذ الأمراض الجلدية، مريض الصدفية باستخدام غسول استحمام يناسب البشرة الجافة أو الحساسة، واستخدام الكريمات المرطبة يوميا، وارتداء الأقطان، مع الحرص على عدم ملامسة الملابس الخشنة للجلد مباشرة، مضيفة أنه الصدفية تحتاج لعلاج دوائي ونفسي في نفس الوقت.
• الثعلبة
وقالت إيمان سند، إن التوتر النفسي يؤدي لحدوث خلل مناعي في الجسم، وبالتالي تبدأ الخلايا المناعية في مهاجة بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى فقد كامل للشعر في أجزاء معينة في فروة الرأس أو الرموش أو الحواجب أو الذقن، لدى مريض الثعلبة، موضحة أن المريض يحتاج للعلاج بالكورتيزون أو الحقن أو الدهانات الموضعية بجانب العلاج النفسي.
• البهاق
غالبا ما يرتبط ظهور البهاق بالتعرض لصدمة نفسية شديدة أو فقد عزيز أو التعرض لحادث مروع أو ضغوط نفسية حادة، ويصاحب ذلك حدوث تغيرات في خلايا الجسم، بسبب سوء الحالة النفسية، تؤدي لمهاجمة الخلايا الصبغية المسؤولة عن لون الجلد، ما يؤدي إلى تغير لونه للأبيض في بعض أجزاء الجسم، بحسب الدكتورة إيمان سند.
وأكدت أستاذ الأمراض الجلدية، أهمية ضبط الحالة النفسية للتخلص من مرض البهاق، بجانب الحصول على العلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب حسب الحالة.
• نتف الشعر
وأشارت إيمان سند، إلى أن الضغط العصبي أو القلق أو العصبية الزائدة تدفع البعض لنتف شعرهم بشكل لا إرادي، ولا يشعر الشخص بالراحة إلا بعد الشعور بألم في الرأس، مضيفة أن ذلك ينتج عنه فراغات والتهابات في فروة الرأس قد تؤدي لضمور في بصيلات الشعر مما يتسبب في فقد تام للشعر في المكان المصاب، وبالتالي يحتاج المريض إلى علاج مضاد للالتهاب ومقوي للشعر.
وأكدت سند، أن هذه الأمراض الجلدية قابلة للشفاء مع العلاج، إلا أن الشخص يكون معرض للإصابة بها مرة ثانية بعد التعافي، إذا تعرض لضغوط نفسية شديدة مرة أخرى.
فيديو قد يعجبك: