أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مخاطر السجائر الإلكترونية على رئة الجنين.. تعرف عليها

03:10 م الأحد 02 مارس 2025

السجائر الإلكترونية

كتب - محمد عماد

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Antioxidants أن استخدام السجائر الإلكترونية أثناء الحمل قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة في نمو الرئة لدى الأجنة وحديثي الولادة، نتيجة التعرض للمواد الكيميائية المسببة للإجهاد التأكسدي والالتهابات، وفقًا لموقع "News Medical".

ورغم الاعتقاد الشائع بأن السجائر الإلكترونية بديل أقل ضررًا من التدخين التقليدي، إلا أن الأدلة العلمية تشير إلى أن بخارها يحتوي على النيكوتين والمذيبات الكيميائية والمنكهات، والتي قد تعيق المراحل الحيوية لتكوين الرئة لدى الأجنة.

ومع تزايد معدل استخدام الحوامل للسجائر الإلكترونية، حيث أظهرت بعض الدراسات أن نحو 15% من النساء الحوامل يلجأن إليها، يصبح من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث للكشف عن آثارها طويلة المدى على الجهاز التنفسي للأطفال.

مراحل تطور الرئة وتأثير السجائر الإلكترونية

يمر تطور الرئة لدى الجنين بخمس مراحل رئيسية: الجنينية، الغدية الكاذبة، القنيوية، الكيسية، والحويصلية، وخلال هذه المراحل، يحدث تمايز خلوي وتنظيم هيكلي معقد لضمان وظيفة الرئة بعد الولادة.

ولكن العوامل البيئية، مثل تدخين الأم وتلوث الهواء، قد تؤثر سلبًا على هذه العملية، مما يؤدي إلى ضعف سعة الرئة وتغيرات غير طبيعية في بنية الشعب الهوائية، إضافةً إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض التنفسية.

وبالنسبة للسجائر الإلكترونية، فإنها تحتوي على مواد قد تؤثر على تطور الرئة، مثل:

النيكوتين: يعبر المشيمة بسهولة، ويتراكم في أنسجة الرئة الجنينية، مما يغير الإشارات الخلوية المهمة لتكوين الشعب الهوائية. وتشير الدراسات إلى أن مستويات النيكوتين في دم الجنين قد تكون أعلى بثماني مرات عند استخدام بعض أنواع السجائر الإلكترونية مقارنةً بالتدخين العادي.

المذيبات والمنكهات: مثل البروبلين غليكول والجليسرين النباتي، والتي تساهم في زيادة الإجهاد التأكسدي والالتهاب، مما يؤثر سلبًا على تكوين الرئة.

الإجهاد التأكسدي والاستجابة الالتهابية

يحدث الإجهاد التأكسدي عندما يتجاوز إنتاج الجذور الحرة قدرة الجسم على مكافحتها بمضادات الأكسدة. وتحتوي السجائر الإلكترونية على مركبات عضوية متطايرة وجسيمات دقيقة تؤدي إلى تلف الخلايا الرئوية، مما يسبب التهابات مزمنة واضطرابات في نمو الرئة لدى حديثي الولادة.

وتشير الأبحاث إلى أن التعرض لبخار السجائر الإلكترونية أثناء الحمل يؤدي إلى ارتفاع مستويات بعض المؤشرات الالتهابية مثل إنترلوكين-6 (IL-6) وعامل نخر الورم ألفا (TNF-α)، مما قد يسبب اضطرابات في تكوين أنسجة الرئة، ويزيد من احتمالية إصابة الأطفال بأمراض مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن (COPD) في المستقبل.

علاوةً على ذلك، فإن الضرر التأكسدي الناتج عن هذه المواد قد يؤثر على إنتاج المواد الفاعلة سطحياً في الرئة (Pulmonary Surfactant)، والتي تعتمد على خلايا الرئة من النوع الثاني، وهي ضرورية لعمل الرئة بعد الولادة مباشرةً.

دور النيكوتين في اضطرابات الرئة

يرتبط التعرض للنيكوتين أثناء الحمل بالعديد من المشكلات التنفسية، حيث يؤثر على المسارات الحيوية المسؤولة عن تفرع الشعب الهوائية وتمييز الخلايا الظهارية في الرئة.

وتشير الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن الأجنة التي تعرضت للنيكوتين عانت من:

حجم رئة أصغر من الطبيعي

تأخر نضوج الحويصلات الهوائية

زيادة مقاومة المسالك الهوائية

ويُضعف النيكوتين آلية التنظيف المخاطي الهدبي، وهي أحد خطوط الدفاع الأساسية للجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى تراكم المخاط وزيادة خطر العدوى التنفسية بعد الولادة.

خطورة المذيبات والمنكهات في السجائر الإلكترونية

تحتوي سوائل السجائر الإلكترونية على البروبلين غليكول (PG) والجليسرين النباتي (VG)، وهما مذيبان يتحللان عند التسخين، مما يؤدي إلى إطلاق مواد سامة مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهايد، والتي قد تسبب تهيج الشعب الهوائية وتلف الحمض النووي في خلايا الرئة.

وتُظهر الدراسات التي أجريت على الفئران أن التعرض لهذه المذيبات أثناء الحمل يقلل من مرونة الرئة لدى الأجنة، وخاصة الإناث، مما يشير إلى احتمالية وجود تأثيرات مختلفة بين الجنسين.

أما المنكهات، والتي يُعتقد بأنها غير ضارة، فقد تكون سامة للخلايا الرئوية. فبعض النكهات، مثل القرفة والفانيليا، تحتوي على مركبات ألدهيدية تُسبب التهابات وتعيق الوظائف الطبيعية لخلايا الرئة، وتشير الأبحاث إلى أن السوائل متعددة النكهات تكون أكثر سمية مقارنة بتلك التي تحتوي على نكهة واحدة فقط.

التأثيرات طويلة المدى على صحة الجهاز التنفسي

يُعرف التدخين أثناء الحمل بأنه عامل خطر رئيسي للأمراض التنفسية لدى الأطفال، وتشير الأدلة الحديثة إلى أن السجائر الإلكترونية قد تسبب نفس المشكلات تقريبًا.

فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا للسجائر الإلكترونية أثناء الحمل يعانون من:

انخفاض وظائف الرئة

ارتفاع معدلات الصفير وضيق التنفس

زيادة احتمالية الإصابة بالربو

كما أن التعرض لبخار السجائر الإلكترونية قد يضعف الاستجابة المناعية عن طريق التأثير على بروتين CFTR، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.

استراتيجيات الوقاية ودور الصحة العامة

للحد من مخاطر السجائر الإلكترونية على الأجنة، يجب اتخاذ إجراءات متعددة تشمل:

حملات التوعية: يجب أن توضح برامج الإقلاع عن التدخين مخاطر السجائر الإلكترونية بجانب السجائر التقليدية.

تثقيف الأمهات الحوامل: يجب على الأطباء توعية الحوامل بمخاطر التدخين الإلكتروني وتقديم بدائل آمنة للإقلاع عن النيكوتين.

تشريعات صارمة: مثل منع بيع السجائر الإلكترونية للقصّر، وإلزام الشركات بوضع تحذيرات صحية واضحة على المنتجات.

الدعم الغذائي: بعض المكملات مثل فيتامين C قد تساعد في تقليل الأضرار الناتجة عن التدخين الإلكتروني، وفقًا لدراسات حديثة.

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة

صحتك النفسية والجنسية