دراسة: وسائل منع الحمل قد تسبب نوبات قلبية

وسائل منع الحمل
كتب - محمد عماد
في اكتشاف علمي مثير للقلق، حذرت دراسة طبية حديثة من أن بعض وسائل منع الحمل الهرمونية قد تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى النساء.
وأظهرت الدراسة أن وسائل منع الحمل المركبة التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجسترون قد تضاعف هذا الخطر، إلا أن إحدى الوسائل، وهي الحلقة المهبلية، تحمل المخاطر الأعلى، وفقًأ لـ"ديلي ميل" البريطانية.
كشفت الدراسة، التي تابعت المشاركات لمدة عشر سنوات، أن النساء اللواتي استخدمن الحلقة المهبلية كن أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بمعدل مرتين ونصف، فيما زادت احتمالات تعرضهن للنوبات القلبية بمقدار 3.8 مرة مقارنة بغيرهن.
الحلقة المهبلية هي وسيلة منع حمل بلاستيكية مرنة توضع داخل المهبل وتطلق نفس الهرمونات الموجودة في حبوب منع الحمل، ولكن يبدو أن تأثيرها على القلب والأوعية الدموية أكثر خطورة من الحبوب الفموية.
اقرأ أيضًا.. كيف يمكن للحوامل إدارة الألم بدون أدوية؟
وسائل أخرى ترفع الخطر
لم تكن الحلقة المهبلية الوسيلة الوحيدة التي أظهرت زيادة في المخاطر. فقد وجدت الدراسة أيضًا أن اللاصقات الهرمونية التي توضع على الجلد، والتي تطلق هرموني الإستروجين والبروجسترون، تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار ثلاثة أضعاف.
أما بالنسبة لحبوب منع الحمل المركبة، فقد لوحظ أنها تضاعف خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية مقارنة بالنساء اللاتي لم يستخدمنها.
الحذر مطلوب
رغم هذه النتائج المقلقة، شدد الباحثون على ضرورة عدم التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل بناءً على الدراسة وحدها، فقد أوضحوا أن خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية لدى النساء السليمات منخفض جدًا في الأصل، مما يجعل الزيادة في المخاطر صغيرة عند النظر إليها من الناحية الإحصائية.
على سبيل المثال، أوضحت الدراسة أن تناول حبوب منع الحمل قد يؤدي إلى حالة سكتة دماغية إضافية واحدة فقط لكل 5000 امرأة سنويًا، وحالة نوبة قلبية واحدة لكل 10000 امرأة.
مقارنة بين مخاطر الحمل ووسائل منع الحمل
أكد خبراء مستقلون أن الحمل نفسه يحمل مخاطر أعلى للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية مقارنة بوسائل منع الحمل الهرمونية، ففي الدراسة، التي أجريت في الدنمارك، قام الباحثون بتحليل بيانات أكثر من مليوني امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا، واستمروا في متابعتهن لمدة 11 عامًا.
خلال هذه الفترة، تم تسجيل 4730 حالة سكتة دماغية و2072 حالة نوبة قلبية. وأظهرت النتائج أن الحمل يزيد أيضًا من مخاطر تجلط الدم، وهو عامل رئيسي في حدوث السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
رأي الخبراء
في تعليقها على الدراسة، حذرت الدكتورة بيكي ماوسون، المحاضرة بجامعة شيفيلد والمتخصصة في الصحة الجنسية والإنجابية، النساء من التوقف عن استخدام وسائل منع الحمل بناءً على هذه النتائج فقط، مؤكدة أن الخطر العام لا يزال منخفضًا.
وأضافت الدكتورة سونيا بابو نارايان، المديرة السريرية في مؤسسة القلب البريطانية: "لا ينبغي أن تشعر النساء بالقلق الشديد، فالمخاطر تظل ضئيلة للغاية مقارنة بالفوائد التي توفرها وسائل منع الحمل".
اللولب الهرموني.. البديل الآمن؟
أشارت الدراسة إلى أن بعض وسائل منع الحمل لا ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. فقد وجدت أن اللولب الهرموني، الذي يطلق هرمون الليفونورجيستريل، لا يرفع من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
لذلك، ينصح الخبراء النساء اللواتي يعانين من أمراض قلبية أو لديهن عوامل خطر أخرى بالتفكير في استخدام اللولب الهرموني كبديل أكثر أمانًا.
قد يهمك.. إحذرٍ منها..5 عادات خاطئة مرتبطة بالسيدات خلال الحمل
نصائح للحماية من المخاطر المحتملة
في ضوء هذه النتائج، أوصى الأطباء النساء باتباع عدة خطوات لتقليل المخاطر المحتملة عند استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية:
1. الامتناع عن التدخين، حيث يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب عند تناول وسائل منع الحمل.
2. الحفاظ على نظام غذائي صحي ومتوازن لدعم صحة القلب.
3. ممارسة الرياضة بانتظام لتعزيز صحة الأوعية الدموية وتقليل فرص تجلط الدم.
4. مراجعة الطبيب دوريًا لتقييم المخاطر الصحية واختيار الوسيلة الأنسب.
5. التفكير في بدائل أقل خطرًا، مثل اللولب الهرموني، خاصة للنساء المعرضات لمخاطر قلبية.
فيديو قد يعجبك: