ماذا تفعلي إذا قال طفلك «أنا بكرهك»؟
رغدة مرزوق
تعمل الأم بكل جهد ومحبة ليتمتع طفلها بأفضل حياة بأكبر قدر ممكن، وذلك عن طريق تغذيته بشكل سليم، مساعدته بواجباته المنزلية، تشجيعه على ممارسة النشاطات المفيدة، والسهر بجانبه ليلا عندما يمرض، وغيرها من الأمور، ولذا فآخر شيء تتوقعه الأم هو أن تسمع من طفلها كلمة «بكرهك»، ولأن الأمر يكون صعبا للغاية على الأم ولكنه مع الأسف يحدث، فعليها معرفة كيفية التعامل مع الأمر والاستجابة له بشكل مناسب.
أولا: خذي نفسا عميقا
وفقًا لموقع «Reader’s digest»، يقول الدكتور «فريدمان سكوب» وهو أحد خبراء التعامل مع القلق، فإن أول شيء يتوجب على الأم القيام به هو أخذ نفس عميق قبل إظهار أي ردة فعل، وعليها محاولة عدم أخذ الكلمة بمحمل شخصي والتركيز على اكتشاف ما يحاول الطفل أن يعبر عنه في الحقيقة.
ثانيا: تحدثي معه
بعد هدوء الأم تماما، عليها استغراق لحظات لتجميع أفكارها وعواطفها، ثم التحدث مع الطفل والاستجابة له بشكل مناسب ولكن يعتمد ذلك على عمر الطفل.
إذا كان الطفل صغير
فعلى سبيل المثال، الطفل في السادسة من عمره يقول ذلك على الأرجح دون معرفة المعنى وراء الكلمة وعادة ما يكون السبب رغبته في الحصول على المساعدة، وعلى الأم معرفة أنه في أغلب الأوقات يحتاج الطفل بشدة الشخص الذي يدفعه بعيدا عنه، ولذا عليها أن تكون صبورة.
وبشكل آخر على الأم اكتشاف ما يحاول طفلها بالفعل قوله لها وإعطائه بعض الوقت لاكتشاف مشاعره الحقيقة ويحدث ذلك عن طريق توجيه بعض الأسئلة له، ومنها:
- لماذا تشعر بالانزعاج مني؟
- هل تشعر بالضعف؟
- هل تشعر بالغضب أو الحزن؟
- كيف يمكنني مساعدتك لكيلا تشعر بذلك؟
من المهم أن تفهم الأم أن «أنا بكرهك» تعد ببساطة محاولة لطفل لا يعرف كيفية التعبير عن مشاعره، ولذا يجب عدم فهم الكلمة بأنها موجهة إليها شخصيا.
إذا كان الطفل في سن المراهقة
يكون الأمر في هذا السن أكثر تعقيدا إذا قال الطفل «أنا بكرهك» لوالدته، وذلك لأنه يستخدم تلك الكلمة وهو واعيا ومتعمدًا، لأن الطفل الأكبر سنا يعرف جيدا كيفية التعبير عن المشاعر أكثر من الطفل الأصغر سنا.
ويقول «سكوب» إن الطفل من عمر 13-18 ربما يعني الكلمة أكثر لأنه يعلم معنى الكلمة الحقيقي، وقد يكون يستخدمها لإلحاق الألم بالأم، وأضاف «سكوب» أن ذلك لا يعني أن الطفل وجد المتعة أو التسلية في جرح الأم ولكنه يعرف جيدا الآثار المترتبة على الكلمة.
وفي هذا الحالة، يُفضل ترك الأمر للهدوء قبل التحدث مع الطفل، ويُنصح بترك المكان الذي يتواجد به الطفل، والخروج للتمشي، وفي حالة التحدث في نفس اللحظة، ينصح «سكوب» بقول شيئا مثل «أريد معرفة ما يحدث، ولكن لطالما تشعر بالغضب لا أريد أن أتحدث معك، أو دعنا نأخذ هدنة ونتحدث لاحقا».
وبعد استغراق كل من الأم والطفل الوقت الكافي للهدوء، يُنصح بالتحدث معه بشكل جاد حول حدوده، وإخطاره بهدوء بأنها لن تتسامح معه عند قول تلك الكلمات الجارحة، وأن المرة المقبلة سيكون هناك عواقب على الأمر.
وبالفعل إذا حدث ذلك مرة أخرى على الأم أن تنفذ كلامها، لأن ذلك يعد ما تعنيه كلمة وضع الحدود، وأن تعرفه أن الأمر يعد غير مقبول وأن قول ذلك لا يعد طريقة للتعبير على عدم القدرة على التواصل، ولكن طريقة لإلحاق الآلم بالأم.
ولمعرفة شعور المراهق الحقيقي، يُنصح بتوجيه أسئلة له مثل:
- أنت تعرف جيدا معنى كلمة «الكره»، فلماذا تقولها؟
- ما يمكننا أن نفعل لعدم حدوث ذلك مرة أخرى؟
- ما الكلمات الممكن استخدامها للتعبير عن المشاعر؟
- ما العواقب التي تتوقعها عند قول ذلك مرة أخرى؟
- ما يمكنني أن أفعل حتى لا تشعر بذلك؟
بعض النصائح للأم
- بغض النظر عن سن الطفل، على الأم عدم الشعور بالذعر، وعدم إعطاء الطفل رد فعل صامت، وعدم قول إنها لا تحبه أيضا.
- عدم قول جُمل مثل "كيف تقول ذلك بعد كل ما أفعله لك؟" ما يُشعر الطفل بالخجل، ويزيد الأمر سوءا.
- التذكر أنها الشخص البالغ في الموضوع وعليها أن تسيطر على الأمر.
فيديو قد يعجبك: