أكثر الكلمات انتشاراً

لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إجبار طفلك على الاعتذار يؤذيه أم يهذبه؟

01:57 م الأربعاء 28 نوفمبر 2018

اجبار الطفل على الاعتذار

كتبت- ياسمين الصاوي

تعد كلمة "آسف" بسيطة، في حين تحوي كثير من الطاقة والمشاعر، فهل إجبار الآباء والأمهات أطفالهم على تقديم الاعتذار عن فعل خاطئ يرونه خاطئ يؤذي نفسية الصغار أم يهذبهم؟.

ليس من الغريب أن يسمع أحد الأشخاص عبارة "قل آسف" التي يوجهها أحد الآباء أو المعلمين إلى الطفل بشكل مباشر، حيث تعد هذه العبارة بمثابة طريقة سريعة بالنسبة للبالغين لإنهاء موقف يحدث بين الطفل والآخرين.

تهذيب أم إيذاء نفسي؟

تقول أسماء علي، وهي سيدة في الأربعين من عمرها، لا زلت أذكر حين أجبرتني مديرة المدرسة على الاعتذار لإحدى المدرسات بعد أن كتبت اسم ابنها على السبورة ضمن المتأخرين عن موعد الحصة، تجمع المدرسون حولي وكانت أصواتهم مرتفعة وكنت مرتعبة، أخبرتهم أكثر من مرة أني لم أخطئ وان ابنها جاء متأخرا بالفعل!.

يرى خبراء علم النفس أن إجبار الطفل على الاعتذار عن شيء لم يشعر بالأسف تجاهه يمكن أن يكون مؤذيا له، فالصغار قبل دخول المدرسة يمكنهم التفريق بين الاعتذار الصادق والإجبار على الاعتذار، وفي هذه الحالة لا يجعل الاستماع إلى هذا الأمر مشاعر الطفل أفضل، ولا يحترم المعتذر إحساس الآخرين حينها، لكنه يسعى فقط للهرب من الخلافات السلبية.

تتابع أسماء، ازداد الضغط وكنت سأفعل أي شئ لأنهي هذا الموقف واعتذرت بالفعل، ولكني لا أنسى هذا الموقف أبدا وأشعر بالذنب تجاه نفسي والغضب منها لأني اعتذرت عن أمر غير خاطئ.. تستطرد بعد دقيقة صمت: "لدي طفلان لم ولن أطلب من أيهم يوما أن يعتذر دون أن يريد فعل ذلك حقا".

ماذا نفعل؟

قال كاريغ سميث، الباحث بجامعة ميتشجان: "يجب التأكد من استيعاب الطفل سبب شعور الشخص الأخر بالاستياء، إلى جانب التأكد من استعداده حقا لقول أنا آسف، ثم النطق بها.. إجبار الطفل على الاعتذار يعطي نتائج عكسية".

يتذكر أحمد إبراهيم، وهو شاب في العشرينات يوم أجبرته والدته على الاعتذار لوالده حينما كان في السابعة تقريبا لسبب لا يذكره، ولكنه يذكر جيدا أنه لم يشعر أنه أخطأ، يتابع: "اعتذرت وأنا أبكي وساءت علاقتي بأبي كثيرا ورغم تحسنها مع الوقت إلا أنها ليست صافية تماما".

ولحل تلك المشكلة، يوضح سميث، إذا كان هناك طفل سرق لعبة الأخر، وجعله يبكي، فبدلا من إجبار الطفل على الاعتذار فورا، يمكن الجلوس معه وسؤاله عن سبب شعوره بالاحتياج إلى هذه اللعبة، وتوجيهه بلطف عن طريق وضع نفسه مكان الشخص الأخر وتخيل ما يشعر به حال سرقة أحد الأشخاص لعبته المفضلة، وبالتالي يساعد التواصل مع الطفل على تقوية العطف داخله أثناء وقت مبكر من الطفولة، ويقدم على الاعتذار الحقيقي الذي يتعدى عبارة "أنا أسف".

وأوضحت الدراسات أنه من الممكن ألا يستخدم الأطفال العبارات التي يستخدمها الكبار عند الاعتذار، فربما يذهب الطفل المخطئ ويقدم لعبته للطفل الأخر ليستخدمها، ولعله لا يقول كلمة "أسف"، لكن يوصل رسالة واضحة بالاعتذار.

يتابع أحمد: " علاقتي بأمي كانت أكثر سلاسة، فحينما كنت أخطئ وحتى الآن أذهب وأقبلها أو أحتضنها وينتهي الأمر.. ولكني لم أنسى لها إجباري على الاعتذار".

وأوضح سميث: "هناك طرق عديدة للاعتذار، وقد بينت الدراسات أن الأطفال قبل دخول المدرسة، يسعى المخطئ منهم إلى تقديم تعويض بالأفعال، وفي بعض الأحيان، يكون ذلك أكثر قوة من الكلمات".

فيديو قد يعجبك:

صحتك النفسية والجنسية