خبراء يحددون سيناريوهات كورونا في العام الثالث للوباء
وكالات
لا تزال اللقاحات فعالة بشكل جيد في إبقاء الناس على قيد الحياة وعدم دخولهم إلى المستشفى، وهناك زيادة في إمكانية الوصول إلى الفحوصات والعلاجات.
لكن إذا تعلمنا أي شيء من العيش في عصر "كوفيد-19"، فمفاده أن الفيروس يمكن أن يفاجئ حتى أذكى خبراء الصحة العامة، ومن المؤكد أن العالم لم يخرج من تحت سيطرته بعد، وفقًا لما نشره موقع "CNN عربي".
ويمكن لمتحور جديد أن يتطور بسهولة، ويتخطى حماية العلاجات واللقاحات الحالية، مما يعيدنا إلى ما كانت عليه الحياة في عام 2020.
وهذا يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث الأسبوع المقبل، ناهيك عن الشهور القليلة المقبلة، ومع ذلك، إليك ما يعتقد الخبراء أنه يمكن أن يحدث في العام المقبل للجائحة
كيف سيكون الوضع خلال فصلي الربيع والصيف؟
وفي الولايات المتحدة، تبدو الأرقام جيدة. وتعيش نسبة 2% فقط من سكان الولايات المتحدة - أي حوالي 7 ملايين شخص - في مقاطعة ذات مستوى انتقال مجتمعي "مرتفع" من "كوفيد-19"، وفقًا لبيانات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
ويعيش الآخرون في مستويات انتقال مجتمعي "منخفضة" أو "متوسطة"، وهي مناطق لا توجد فيها توصية بوضع الكمامات، أو حيث يجب على الأشخاص الذين لديهم مناعة منخفضة اتخاذ احتياطات إضافية.
وخلال الأسابيع الأربعة المقبلة، تتوقع مراكز مكافحة الأمراض انخفاضًا في حالات الاستشفاء والوفيات.
ويمكن أن يستمر هذا الاتجاه، خاصة مع تحسن الطقس وتوجه الناس إلى الخارج، حيث تقل احتمالية الإصابة بـ"كوفيد-19".
وقد تعني هذه الاتجاهات الإيجابية أن الولايات المتحدة ستشهد فصلاً عاديًا أو شبه طبيعي على الأقل لربيع وصيف 2022 (اعتمادًا على ظهور متحورات بالطبع).
لكن الوضع الطبيعي لا يعني العودة إلى الحياة قبل عام 2020، ولا تزال عبارة إصابات "أقل" تعني إصابة عشرات الآلاف من الأمريكيين.
واعتبارًا من يوم الجمعة، حتى مع وصول معدل الوفيات إلى أدنى مستوى له خلال ثلاثة أشهر، هناك ما معدله 1200 حالة وفاة ناجمة عن "كوفيد-19" كل يوم، وفقًا لجامعة جونز هوبكنز.
وإذا انتقل الوضع الوبائي إلى مرحلة متوطنة، مما يعني أن عددًا كافيًا من الناس يتمتعون بحماية مناعية من خلال العدوى الطبيعية والتطعيم، فهذا لا يعني أنه يمكنك رمي كمامتك بعد.
وبدلاً من ذلك، فهذا يعني أن انتشار "كوفيد-19" سيتباطأ وسيؤدي إلى عدد أقل من حالات الوفيات والإستشفاء.
لكن حالة التوطن هذه ليست مضمونة، إذ قالت الدكتورة أبرار كاران، زميلة الأمراض المعدية في قسم الأمراض المعدية والطب الجغرافي بجامعة ستانفورد إنه "مع تضاؤل مناعتنا وتحور الفيروس، لا يمكننا التنبؤ بحدوث موجات من الإصابات في المستقبل".
ماذا عن فصلي الخريف والشتاء؟
ومن جانبه، قال ديفيد مونتيفوري، عالم الفيروسات في المركز الطبي بجامعة ديوك، إنه مع عدم القدرة على التنبؤ بفيروس كورونا، من الصعب معرفة ما سيحدث خلال فصلي الخريف والشتاء المقبلين.
ويعتقد بعض الخبراء أن فيروس كورونا يمكن أن يصبح في نهاية المطاف موسميًا مثل الإنفلونزا، لكن مونتيفوري يرى أن الفيروس لم يصل إلى تلك المرحلة بعد، مضيفًا: "تقريبًا كل أربعة إلى ستة أشهر، يظهر لدينا متحور جديد".
وأوضح مونتيفوري: "قد نشهد طفرة أخرى في وقت لاحق من هذا العام، حتى أوائل الصيف، ولكن إذا لم تكن هناك زيادة، فهذا يعني أن المناعة التي بنيناها كسكان تقوم بعمل جيد".
وما يثير القلق، بالطبع، هو ظهور متحور يفلت من مناعة اللقاحات.
ويقول البعض إن حالات الإصابة بـ"كوفيد-19" يمكن أن ترتفع لفترة من الوقت عندما يعيد الطقس البارد الأشخاص إلى الداخل، وعندما يصبحون أقل حذرًا بشأن اتخاذ الاحتياطات.
وقال الدكتور جون شوارتزبيرج، الأستاذ الفخري في كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي: "أعتقد أن النظرة البعيدة الحقيقية هي الوصول إلى مرحلة توطن الفيروس. فالاستئصال غير ممكن".
وأكد شوارتزبيرج أن الكثير يعتمد على مدى سرعة تلقيح الكوكب، وكلما زاد عدد الأشخاص الذين تلقوا التطعيم، قلّ عدد الأشخاص الذين يعملون كمضيفين للفيروس، حيث يمكنه أن يتحور وينتج متحورات جديدة.
وقد تحتاج إلى تلقي جرعة رابعة من لقاح "كوفيد-19" هذا العام. وتوصي مراكز مكافحة الأمراض أولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بالحصول على واحد.
وأكد مسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة أنهم يراقبون بعناية شديدة ما إذا كانت هناك حاجة لتلقي جرعة رابعة أو متى قد تكون هناك حاجة لجرعة رابعة لعدد أكبر من السكان، مع وضع جدول زمني محتمل للخريف في الاعتبار.
ولا يزال يبدو أن اللقاحات تحمي من الاستشفاء والوفاة، خاصةً إذا تلقيت الجرعة المعززة، لكن الحماية قد تتضاءل بمرور الوقت، وتكون أقل فاعلية ضد متحور "أوميكرون".
والجرعات المعززة المصرح بها حاليًا مصنوعة للحماية من فيروس كورونا الأصلي اعتبارًا من أواخر عام 2019.
وقال كبير المسؤولين الطبيين في "مودرنا" الدكتور بول بيرتون يوم الأربعاء، إنه يمكن ضبط اللقاحات القادمة بشكل خاص على المتحور - أو المتحورات - المنتشرة.
وأكدت شركتا "مودرنا" و"فايزر" أنهما يختبران لقاحات تركز على متحور "أوميكرون".
وقال الرئيس التنفيذي لـ"فايزر"، ألبرت بورلا، إن شركته ستقدم قريبًا بيانات عن جرعة لقاح أخرى لمسؤولي الصحة الفيدراليين للنظر فيها.
ومن المتوقع أن تشارك شركتا "مودرنا" و"فايزر" نتائج تجاربهما التي شملت أطفالًا تقل أعمارهم عن 5 أعوام خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وتعمل "فايزر" أيضًا على تجارب جرعة ثالثة من اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عامًا.
ويمكن للأطفال الذين يبلغون من العمر 12 عامًا أو أكبر الحصول على جرعة ثالثة بالفعل، وكذلك الأطفال الذين يبلغون من العمر 5 أعوام أو أكبر والذين يعانون من نقص المناعة.
وبالنسبة للأطفال الأصغر سنًا، يعتقد العلماء أن اللقاح قد لا يُسمح به حتى أبريل المقبل.
وأعلنت "فايزر" أنها يمكن أن تنتج لقاح في وقت سابق من هذا العام، لكنها أضافت جرعة ثالثة من اللقاح إلى تجاربها لمعرفة ما إذا كان أكثر فعالية.
وخلال موجة "أوميكرون"، كانت أكبر زيادة في معدلات الاستشفاء لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 أعوام فأقل، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
وهناك 23 علاجًا مضادًا للفيروسات و63 علاجًا آخر في التجارب السريرية في مراحلها الأخيرة، وفقًا لجمعية صناعة الأدوية "Bio".
ورغم من أن لقاح "كوفيد-19" لـ"فايزر" مسموح به للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، إلا أن علاجات الأطفال لا تزال محدودة.
وقد بدأت المرحلتان الثانية والثالثة من التجربة السريرية للعلاج المضاد للفيروسات "باكسلوفيد"، للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 17 عامًا. وبهدف أن تعمل العلاجات بشكل فعال، يجب على الناس الحصول عليها بسرعة.
ووجدت الأبحاث التي أجريت في يناير كانون2021، حول استخدام الكمامات لدى البالغين، أنها قلّلت من انتقال الفيروس بشكل كبير.
وأظهرت دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة، ونُشرت يوم الخميس، أنه خلال موجة "دلتا"، كان لدى المدارس ذات توجيه الكمامات الإلزامي حالات انتقال أقل داخل المدرسة بنسبة 72% من تلك التي لديها سياسات اختيارية لوضع الكمامات.
ماذا عن العواقب طويلة المدى لـ"كوفيد-19"؟
ويواصل العلماء دراسة الأشخاص الذين يعانون من مرض "كوفيد-19" طويل الأمد لمحاولة فهم أعراض الحالة والعلاجات.
وأظهرت الدراسات أن ما يصل إلى نسبة 30% ممن ثبتت إصابتهم بالفيروس قد يعانون من أعراض طويلة الأمد مثل التعب، ومشاكل التنفس، وآلام المفاصل والصدر، ومشاكل في القلب.
وكانت الصحة النفسية تحديًا مستمرًا بالنسبة للبالغين والأطفال أثناء الجائحة، إذ أبلغ 4 من كل 10 بالغين عن أعراض القلق أو الاكتئاب أثناء الجائحة.
هل ستنتهي الجائحة يومًا ما؟
ويقول الخبراء إن الناس بحاجة إلى التحلي بالمرونة وعدم التخلي عن حذرهم في وقت مبكر.
وفيروس كورونا سيبقى معنا، لكن يمكن أن يكون الجزء المتعلق بالجائحة خلفنا، أو على الأقل الانتقال إلى مرحلة أكثر قابلية للإدارة، في حال تلقى الناس اللقاحات والجرعات المعززة.
فيديو قد يعجبك: