العائدون من الحجر الصحي يرون كواليس الـ14 يوم: الوصول لمصر أعاد الأمل إلينا
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب - أحمد كُريِّم:
مئات المصريين، غادروا صباح اليوم، معسكر الحجر الصحي بمدينة مرسى مطروح، الخاص بالعائدين من مدينة ووهان الصينية، ومعهم طقم الطائرة التي أقلتهم من الصين وأطقم الرعاية الطبية، بعد قضاء 14 يومًا تحت الملاحظة والفحص الطبي.
الطمأنينة تغمر الجميع، ساعات قليلة ويصلون إلى ذويهم مرة أخرى، وكان على رأسهم الدكتور أحمد نجاح السعيد، باحث في جامعة وسط الصين، ومدرس مساعد بكلية العلوم بجامعة الزقازيق، حيث كان يجلس برفقته زوجته، وطفلته ميرال التي لم تتجاوز الـ9 أشهر، لا يصدق عودته إلى الشرقية، بعد 3 سنوات ونصف من الغربة، زادتها غرابة ووحشة آخر 15 يومًا في مدينة ووهان الصينية.
يصف الباحث معاناته في ووهان بالحصار في المنزل، لأكثر من أسبوعين لا يخرج، ولا يعمل، ولا شيء سوى الجلوس مع زوجته ومداعبة طفلته، ومشاهدة التلفاز: "كنا في حالة من الرعب، وبدأنا التواصل مع السفارة المصرية هناك، للعودة سريعًا، إلى أن جاء قرار عودتنا إلى أرض الوطن من قبل الرئيس، وكان هو الأمل، إلى أن عدنا سالمين أمنين لمصر ثم لأهلنا".
اعتادت هذه الأسرة على التواصل مع أهلها في مصر، عن طريق برنامج الإيمو، والتحدث مع ذويهم أكثر من مرة على مدار اليوم، إلى أن وصلوا إلى هنا، وظل الأمر قائمًا، فكانت الزوجة إيمان أيمن حسين حريصة على ذلك كل يوم خلال فترة إقامتها بالحجر الصحي.
وتوضح إيمان أن بعد عودتها لمصر، خضعت من قبل الفريق الطبي لبعض الفحوصات، تشمل قياس درجات الحرارة، بالإضافة إلى تحاليل الدم والأشعة وغيرها، مشيرةً إلى أنهم حرصوا على تطعيم طفلتها ميرال ضد شلل الأطفال، تزامنًا مع الحملة القومية التي أطقتها وزارة الصحة والسكان.
"ينتظروا عودتنا بفارغ الصبر" تصف إيمان شعور أسرتها المنتظرة منذ اكثر من 40 يومًا لعودتهم إليها.
يحمل طفله صاحب الـ4 سنوات على كتفه أثناء إنهاء إجراءات مغادرتهم من الحجر الصحي إلى محافظته سوهاج، وبجوار محمد جمعة موسى، المدرس المساعد بهيئة الطاقة الذرية بجامعة كوزنجو الزراعية بووهان، زوجته التي تنتظر الرحيل للقاهرة ثم إلى أهلها في سوهاج.
"الأمور كانت تسير بشكل جيد في ووهان حتى يوم 19 ديسمبر الماضي، إلى أن بدأ التحذير من فيروس كورونا، حيث تم إغلاق سوق المأكولات البحرية في ووهان، وبدأت أرقام الإصابات تتصاعد، وتم إعلان الحجر الصحي في ووهان يوم 24 ديسمبر" هكذا يروي جمعة حال ووهان آنذاك.
اقرأ أيضًا: من داخل الحجر الصحي.. كيف تعامل مسعف مع العائدين من الصين؟( صور)
ويضيف: "المشرفين كانوا يتواصلوا معنا بشكل دائم بعد إغلاق المعامل في الجامعة والعزل في المنزل، فكان الموت يهددنا هناك، وحالتنا النفسية كانت سيئة للغاية، إلى أن جاء أمر الإجلاء".
كانت معاناة الباحث أكثر لوجود طفله عمر، الذي كان يصعب السيطرة عليه ومنعه من الخروج من المنزل طوال فترة الحجر في ووهان: "كان مثل الأسد، يصعب السيطرة عليه وكنا بنشيل المفاتيح منه فوق الدولاب، حتى لا يخرج ونتغلب عليه بتشغيل الألعاب وفيديوهات تعلمه اللغة العربية على الانترنت".
"وفرنا كل وسائل التعقيم، من كمامات وقفازات ومواد مطهرة، بالإضافة إلى رش ممرات المبنى الذين نقيم فيه في ووهان، إلى أن عدنا للقاهرة، ووجدنا إجراءات أكثر وقاية في الحجر الصحي" بحسب الباحث جمعة.
"القرار الصح في الوقت الصح" هكذا وصف الباحث قرار الرئيس بإعادتهم لمصر، حيث استردت مصر ثروة مصر قومية -تقدر بـ300 باحث- من الصين.
ظل الخوف يسيطر على الباحث وزوجته رغم عودتهما إلى سوهاج، فقررا أن يمكثا في المنزل لمدة 10 أيام، لا يخالطوا أحد، كإجراء وقائي:"الإجراءات الوقائية المتبعة في الحجر الصحي كافية جدًا، لكن فكرة المكوث في المنزل، كانت حماية زائدة، لمنع الإصابة بأي عدوى".
سوزان عطية مختلفة بعض الشيء، الباحثة في جامعة هايزون بوسط الصين، والمدرس بكلية العلوم، كانت تحمل جنين لها في الشهر الثامن، فزاد ذلك من قلقها، خوفُا على جنينها الذي لم يرَ الحياة حتى الآن.
"هناك وباء وفيروس منتشر في الجو، منعني من الخروج من المنزل، وترتب على ذلك، عدم قدرتي على المتابعة مع دكتور النسا الخاص بي في المستشفى، واستمر ذلك لأكثر من شهر" تعبر سوزان عن معاناتها في ووهان.
وتقول: "بعد أن وصلنا إلى مرحلة اليأس، جاء الأمل بإعادتنا للقاهرة ثانية، وكان المعاملة معنا أكثر من رائعة فور وصولنا لمصر".
"تابع معي الأطباء هنا في مطروح حالة الحمل، وقاموا باخذ عينات دم، وطمأنني طبيب النساء والتوليد على الجنين، وانتظر قدومه بعد العودة لمنزلي" بحسب سوزان.
وتوضح: "أخاف على والدتي فور العودة، لأنها كبيرة في السن، ومناعتها ضعيفة، لذلك سأصافحها بدون أن أعانقها أو أبادلها القبلات، وسأحرص على زيارتها كل يومين، للحفاظ على صحتها".
فيديو قد يعجبك: