لهذه الأسباب النساء أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية
كتبت- ندى سامي:
أمراض المناعة الذاتية هي الحالات التي يهاجم فيها الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الأنسجة والأعضاء السليمة، يعتقد أن الوراثة والمحفزات البيئية تسبب هذه الحالات، هناك أكثر من 100 نوع مختلف من أمراض المناعة الذاتية وما يصل إلى 75٪ ممن يعيشون مع هذه الظروف هم من النساء والفتيات.
"الكونسلتو" يستعرض في التقرير التالي لماذا تتعرض النساء لأمراض المناعة الذاتية أكثر من الرجال؟، وفقًا لـ "Mayo clinic"، "Very well health".
ما هي أمراض المناعة الذاتية؟
يحمي نظام المناعة الصحي الجسم من الفيروسات والبكتيريا والمواد الغريبة الأخرى، عندما يخطئ جهاز المناعة في الأنسجة السليمة بالأنسجة المريضة، يمكنه مهاجمة نفسه هذه العملية تسمى المناعة الذاتية وهي السمة الرئيسية لأمراض المناعة الذاتية.
يمكن لأمراض المناعة الذاتية أن تهاجم أي جزء من الجسم تضعف وظائف معينة في الجسم وقد تسبب مضاعفات تهدد الحياة، بعض أمراض المناعة الذاتية المعروفة هي التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمراء والتصلب المتعدد، ومرض جريفز، أمراض المناعة الذاتية غير قابلة للشفاء ومعظمها يتطلب علاجًا مدى الحياة للتحكم في الأعراض وتقليل احتمالية حدوث مشاكل تهدد الحياة.
تميل الأعراض الأولية لأمراض المناعة الذاتية إلى أن تكون غامضة، مما قد يجعل من الصعب الحصول على تشخيص في الوقت المناسب، عادة ما يتم تشخيص اضطراب المناعة الذاتية من خلال الفحص البدني والتاريخ الطبي واختبارات الدم والتصوير وغيرها من الاختبارات التشخيصية.
في حين أن هذه الحالات لا يمكن علاجها، فإن التطورات في الأدوية لعلاج اضطرابات المناعة الذاتية تعمل على تحسين التشخيص ووظيفة المريض، يمكن أن تكون تعديلات نمط الحياة، مثل الحد من التوتر واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة، مفيدة أيضًا في الحد من نوبات تفجر المناعة الذاتية.
لماذا تتأثر النساء بأمراض المناعة الذاتية أكثر من الرجال؟
هناك العديد من النظريات حول سبب إصابة النساء بأمراض المناعة الذاتية أكثر من الرجال، يتكهن الباحثون بأن الفروق بين الجنسين في المناعة، والهرمونات الجنسية، والحساسية الجينية، والمحفزات البيئية، والتوتر قد تلعب دورًا في تطوير هذه الحالات وزيادة المخاطر على النساء.
تتمتع الإناث عمومًا بجهاز مناعي أكثر استجابة وأكثر حساسية مقارنة بالذكور، بالإضافة إلى ذلك لديهم بشكل طبيعي استجابات التهابية أقوى عندما يتم تشغيل أجهزتهم المناعية، وهناك عدد من الأسباب التي جعلت النساء أكثر عرضة لأمراض المناعة الذاتية من الرجال وتتمثل فيما يلي:
-
الاستجابة الالتهابية
الاستجابة الالتهابية هي استجابة الجسم للمرض أو الإصابة، العلامة الرئيسية لهذه الاستجابة هي الالتهاب، يتميز الالتهاب بالألم والدفء والاحمرار والتورم، الاستجابات الالتهابية مسؤولة عن تطور الأعراض وتفاقمها في أمراض المناعة الذاتية، أثبتت الأبحاث أن النساء تتعرض لاستجابة التهابية بمعدل أكبر من الرجال.
في ظل الظروف العادية سيستجيب الالتهاب لمهاجمة العامل الممرض بأسرع ما يمكن وستنتهي العملية الالتهابية ومع ذلك، في أمراض المناعة الذاتية ستصبح الاستجابات الالتهابية مزمنة وتؤدي في النهاية إلى تلف كبير في الأنسجة والأعضاء والمفاصل.
-
الهرمونات الجنسية والحمل
هناك نظرية أخرى محتملة حول سبب زيادة خطر إصابة النساء بأمراض المناعة الذاتية، وهي نظرية تتعلق بالاختلافات الهرمونية، يمكن للهرمونات الجنسية عند النساء تضخيم استجابة الجهاز المناعي للعدوى، مما يؤدي في النهاية إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
تتعرض النساء والفتيات لأحداث هرمونية كبيرة طوال حياتهن، من سن البلوغ إلى الحمل وانقطاع الطمث، كل هذه الأحداث يمكن أن تزيد من استجابات الجهاز المناعي.
تظهر الأبحاث أن هرمون الاستروجين الأنثوي يمكن أن يؤثر على جهاز المناعة، ذكرت إحدى الدراسات في عام 2018 في مجلة Science Signaling أن إفراز هرمون الاستروجين يمكن أن يساهم في تطور أمراض المناعة الذاتية لدى النساء.
تظهر أدلة أخرى أن الجنين يعتمد على الجهاز المناعي للأم، مما قد يتسبب في قيام الجهاز المناعي للأم بقمع نفسه من أجل حماية الجنين، يعد الجهاز المناعي المكبوت محفزًا آخر محتملًا للإصابة بأمراض المناعة الذاتية مثل التغيرات الهرمونية في فترة ما بعد الولادة.
-
القابلية الوراثية
يعتقد بعض الباحثين أنه نظرًا لأن النساء لديهن كروموسومات X فإنهن مهيئات وراثيًا للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، إنهم يشتبهون في أن العيوب في الكروموسومات X مرتبطة بالمناعة الذاتية ولأن النساء لديهن اثنان من الكروموسومات X فإن خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية قد يكون أعلى بمرتين أو أكثر من الرجال.
-
العوامل البيئية
يولي الباحثون الكثير من الاهتمام لكيفية لعب العوامل البيئية دورًا في إثارة أمراض المناعة الذاتية، يعتقد معظمهم أن التعرض لأنواع مختلفة من السموم الخارجية، بما في ذلك الملوثات البيئية وبعض الأدوية، قد يؤدي إلى استجابات المناعة الذاتية.
-
الإجهاد
يمكن أن يؤثر الإجهاد على جهاز المناعة في الجسم، يمكن أن تتطور المناعة الذاتية عندما يغير الإجهاد قدرة الكورتيزول على تنظيم الالتهاب، كشفت دراسة نُشرت في مجلة Journal of the Medical Association في عام 2019 أن الإجهاد الناجم عن أحداث الحياة المؤلمة والمرهقة يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بأمراض المناعة الذاتية.
تتعامل النساء مع الضغوطات بشكل مختلف عن الرجال وتستجيب أجسادهن بشكل مختلف عندما يواجهن مواقف عصيبة، وجدت دراسة نشرت في عام 2017 في مجلة Neuroscience Research أنه بينما أبلغ الرجال والنساء عن مستويات مماثلة من التوتر في المواقف العصيبة، كان لدى الرجال ردود أكثر قوة بينما أظهرت النساء ردود أضعف وأقل.
إذا كان الشخص يعاني من إجهاد مزمن فإن انخفاض استجابة الكورتيزول لا يمكن أن يحمي من الالتهاب، وقد تؤدي الاستجابات الالتهابية غير الطبيعية والمزمنة في النهاية إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم استجابات أضعف للتوتر.
اقرأ أيضًا: الضغط العصبي يُمكن أن يطور مرض المناعة الذاتية
فيديو قد يعجبك: