في اليوم العالمي له.. إليك كل ما تريد معرفته عن داء الكلب
يحتفل العالم اليوم -تحت شعار "التطعيم.. هو أساس كل جهود مكافحة داء الكلب"- باليوم العالمي الـ13 لداء الكلب، الذي يوافق 28 سبتمبر من كل عام.
ويهدف اليوم العالمي لداء الكلب -الذي يتم إطلاقه عام -2007 إلى زيادة الوعي حول تأثير داء الكلب على البشر والحيوانات، وتوفير المعلومات والمشورة حول كيفية الوقاية من المرض في المجتمعات المعرضة للخطر، ودعم الدعوة لزيادة الجهود المبذولة لمكافحته.
ويتزامن اختيار هذا اليوم مع ذكرى وفاة لويس باستور، الذي طور بالتعاون مع زملائه أول لقاح فعال ضد داء الكلب، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.
ويعد داء الكلب واحدًا من أقدم الأمراض المعروفة للإنسان وأكثرها إثارة للفزع، ينتقل للحيوانات والبشر وله أعراض دالة عليه تتشابه إلى حدٍ كبير مع أعراض نزلات الإنفلونزا، ومنها "الحمى، والصداع، والغثيان، والقيء، والقلق، والارتباك، وفرط النشاط ، وصعوبة البلع، والخوف من الماء (hydrophobia)، والهلوسة ، والأرق، وأخيرًا الشلل الجزئي".
وفي حال ظهور الأعراض السابقة على الإنسان، فهذا يعني أن احتمالات الشفاء من داء الكلب تصبح قليلة جدًا، وقد يزيد من خطر التعرض للوفاة عند الإصابة به.
وعلى الرغم من إمكانية الوقاية من هذا المرض، ولكنه يودي بحياة ما يقدر بنحو 59 ألف شخص سنويًا، معظمهم في الدول النامية، ونحو 40% من ضحايا المرض من الأطفال دون الخامسة عشرة ممن يعيشون في أسيا وإفريقيا.
وينتقل داء الكلب إلى الناس من خلال العضات والخدوش أو دخول لعاب الحيوان المصاب إلى جرح مفتوح أو الأغشية المخاطية، مثل الفم أو العينين.
اقرأ أيضا: ما الإسعافات الأولية اللازم اتباعها عند التعرض لعضة كلب؟
أما الحيوانات التي يحتمل أن تنقل داء الكلب، فهي الكلاب المسعورة على الأغلب في البلدان الفقيرة بجنوب شرقي آسيا وإفريقيا، ولكن قد تحدث الإصابة بهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق الخفافيش، والذئاب، والثعالب المصابة بالفيروس.
أما عن الوقاية من داء الكلب ، فإن أولى الإرشادات التي يجب اتباعها عند التعرض لعضة كلب يشتبه بأنه حامل للمرض، هي غسل الجرح فورًا وبعناية شديدة بالصابون والماء، لأنها خطوة يمكن أن تنقذ الأرواح، ثم التوجه إلى الفور إلى أقرب مستشفى والخطوة للحصول على اللقاح المضاد للمرض.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 15 مليون شخص حول العالم يحصلون على اللقاح ما بعد العض، ما يمنع وقوع مئات الآلاف من الوفيات سنويا.
وتوضح المنظمة أنه على الرغم من وجود لقاحات بشرية فعالة، مثل الغلوبيولين المناعي لداء الكلب، غير متاحة للمحتاجين، إذ يمكن أن يبلغ متوسط تكلفة الوقاية من التعرض لهذا المرض 40 دولار في إفريقيا، و49 دولارًا في آسيا، ما يمثل عبئًا ماليًا كارثيًا على العائلات المتضررة التي يبلغ متوسط دخلها اليومي نحو دولار واحد للشخص الواحد.
وتجمع الجهات الصحية المعنية بأن إعطاء الحيوانات، لا سيما الكلاب الشاردة، اللقاح المطلوب هو الحل الأفضل وليس قتلها للقضاء على داء الكلب.
واعتبرت أن من واجب الحكومات والسلطات المحلية أن تتابع أحوال الكلاب في الشوارع وتلقحها، وتدمغها بعلامة تشير إلى تلقيها التطعيم، إضافة إلى تعقيمها، للتخفيف من توالدها وتكاثرها في المناطق السكنية والضواحي المليئة بالنفايات والمواد الملقاة في العراء والتي تجذب تلك الحيوانات إليها.
قد يهمك: احذر خربشة القطط والكلاب.. كيف تتعامل معها؟
وأوضحت دراسة أجرتها مجلة علمية خاصة بأمراض المناطق المدارية المهملة، أن أغلبية إصابات داء الكلب تتركز في قارتي أسيا وإفريقيا، مشيرة إلى أن الهند تسجل سنويًا ما يقارب 21 ألف حالة وفاة، أي أكثر من ثلث مجموع الوفيات في العالم بهذا الداء البالغة نحو 60 ألف حالة وفاة، ما يعطيها أعلى معدلات الإصابة على مستوى العالم.
وذكرت الدراسة أن واحدًا تقريبًا من بين كل 143 شخصًا في الهند يتعرض لعضة كلب في مرحلة ما من حياته، أي نحو 693 شخصاً لكل 100 ألف نسمة من السكان، ما يجعل العدد الإجمالي التقريبي 17.4 مليون شخص.
وفي عام 2018، أنشأت منظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان (OIE)، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، والتحالف العالمي لمكافحة داء الكلب (GARC)، تعاونًا عالميًا لمكافحة داء الكلب، لوضع إستراتيجية مشتركة، هدفها الوصول إلى "صفر وفيات بداء الكلب البشري بحلول عام 2030".
وأوضحت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا الغربية وكندا والولايات المتحدة واليابان تمكنت من القضاء على داء الكلب، وأن 28 دولة في أمريكا اللاتينية من أصل 35 لم تبلغ عن أي وفيات بشرية بالداء منذ 2017، وأن خطوات كبيرة في الحد من وفيات داء الكلب حصلت في بلدان، مثل بنجلادش، والفلبين، وسريلانكا، وتنزانيا، وفيتنام، وجنوب أفريقيا.
وشددت على أن النجاح في محاربة داء الكلب لا يتوقف عند العلاج وحده، وإنما يعززه تطوير برامج تتعلق ببناء القدرات المحلية، وبث المعرفة عن المرض بين أوساط الناس والأطفال منهم، وتطوير آليات المراقبة.
واعتبرت أن القضاء على داء الكلب لن ينقذ حياة 300 ألف شخص فقط، بل سيحسن الظروف المعيشية لملايين البشر، ويساهم في تحسين الأمن الصحي العالمي. لافتة إلى أن الاستثمار في القضاء على داء الكلب عالميًا سيؤدي في نهاية المطاف إلى توفير 8.6 مليارات دولار أمريكي من الموارد الاقتصادية في كل عام.
قد يهمك أيضًا: أسطورة الـ21 حقنة.. كم جرعة تُعطى عند التعرض لعضة كلب؟
فيديو قد يعجبك: