روائح للجسد تدل على مشاكل صحية
كتبت- رغدة مرزوق
عندما يمارس الفرد رياضة شاقة لمدة طويلة أو يتناول أطعمة تحتوي على مكونات ذات روائح نفاذة كالثوم والبصل، ينتج عن ذلك بعض روائح العرق أو الفم الكريهة، وفي معظم الحالات، يقضي الاستحمام أو مزيل العرق، أو معجون الأسنان على الرائحة، ولكن في بعض الحالات قد تكون الروائح مؤشرا لصحة الفرد أو تعبيرا عن إصابته ببعض الأمراض، فوفقاً لإحدى الدراسات السويدية، تتسبب بعض الأمراض في إنتاج روائح فريدة من نوعها، وتشير الروائح التالية إلى وجود مشكلة صحية:-
النفس الذي له رائحة فاكهة من أعراض مرض السكر:
ويعود ذلك لأحد مضاعفات مرض السكر الذي يسمى بـ «الحماض الكيتوني السكري-DKA»، وينتج عندما يعمل الجسم على خفض الأنسولين، وقال الدكتور «روبرت غاباي»، رئيس الأطباء في مركز جوسلين لمرض السكر في بوسطن، إن مرضى السكر من النوع الأول أكثر عرضة لإنتاج تلك الرائحة أكثر من مرضى السكر من النوع الثاني.
وفي تلك الحالة لا يستطيع الجسم إنتاج الطاقة اللازمة لعمل وظائفه، ولذا يبدأ الجسم بكسر الأحماض الدهنية، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم المواد الكيميائية الحمضية التي تسمى بالكيتونات في الدم، ويعد الأسيتون من الأحماض الرئيسية التي تسبب رائحة الفاكهة بالنفس، وقد تؤدي إلى مشكلات مثل القيء وكثرة التبول، وبالتالي يفقد الجسم السوائل بمعدل خطير.
وتنصح مؤسسة السكر الأمريكية المريض بالتوجه للطبيب عند خروج تلك الرائحة بجانب أعراض مثل جفاف الفم، وصعوبة في التنفس، أو ألم في البطن، وبعد أن يقوم الطبيب بفحص «الكيتونات»، سيعمل على استبدال السوائل المفقودة ويعيد مستويات السكر إلى طبيعتها.
رائحة القدم الكريهة من أعراض القدم الرياضي:
وفقا للجمعية الطبية الأمريكية، إذا لاحظ الفرد وجود جفاف، واحمرار، وبثور، وقشور الجلد حول أصابع القدم، فقد يكون مصابا بالقدم الرياضي، وأكد الدكتور«كاميرون روخزار» أستاذ مشارك في الأمراض الجلدية، أن القدم تنتج الروائح النتنة بسبب نشاط البكتيريا والفطريات على الجلد والأصابع، وإذا خدش المصاب قدمه ثم لمس جزء آخر من جسده، سينشر الفطريات إلى مناطق أخرى مثل الفخذ أو الإبط، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور رائحة في تلك المناطق أيضا.
وتقترح الجمعية الطبية الأمريكية «APMA» استخدام رذاذ مضاد للفطريات مثل «Lotrimin» أو «Tinactin» إذا لاحظ الفرد أي من تلك الأعراض، وإذا استمرت المشكلة لأكثر من أسبوعين فيجب التوجه للطبيب لوصف علاجات أكثر دقة.
رائحة النفس الكريهة من أعراض «Sleep Apnea»:
إذا لاحظ الفرد رائحة نفس كريهة في الصباح على الرغم من غسل أسنانه بانتظام، فقد يكون يعاني من مرض «Sleep Apnea» وهو اضطراب توقف التنفس أثناء النوم ثم عودته، وأوضح الدكتور «راج داسغوبتا»، أستاذ مساعد في الطب السريري بجامعة جنوب كاليفورنيا، أن المرض يؤدي إلى الشخير المفرط الذي يجعل الفرد يتنفس من الفم طوال الليل، فيصبح الفم جافا ويسبب رائحة كريهة، حيث تدخل البكتيريا بسهولة وتتضاعف وتخرج غاز كبريتي يعطي النفس رائحة البيض الفاسد.
إذا استبعد الفرد أسباب رائحة الفم الكريهة الأخرى، ولا يزال يستيقظ بتلك الرائحة ويعاني من النعاس أثناء النهار والشخير أثناء النوم، فيتوجب عليه التوجه للطبيب سريعاً لأن الأمر يصبح متعلق بـ«Sleep Apnea»، والتي ترتبط عادة بمرض السكر، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب.
رائحة البول القوية من أعراض التهاب المسالك البولية:
قال الدكتور «جامين برهامبهات» طبيب المسالك البولية، إن التهاب المسالك البولية رائحة بول لاذعة وكيميائية، ويحدث ذلك نتيجة دخول البكتيريا مجرى البول وتكاثرها في المثانة، ما يسبب الالتهاب.
تصاب النساء بالتهاب المسالك البولية أكثر من الرجال، وذلك لأن قناة مجرى البول تكون أقصر عندهن، ويتوجب على الفرد التوجه للطبيب عند ملاحظة رائحة غريبة، للقيام بفحوصات البول.
رائحة البراز الكريهة من أعراض عدم تحمل اللاكتوز:
عندما لا تنتج الأمعاء الدقيقة ما يكفي من إنزيم اللاكتاز«Lactase»، لا تستطيع هضم اللاكتوز، وهو السكر الموجود في منتجات الألبان، ويقول «ريان أنغارو»، أستاذ مساعد في طب الجهاز الهضمي، إنه في هذه الحالة ترسل الأمعاء اللاكتوز إلى القولون مباشرة بدلا من مجرى الدم، حيث تستقر بكتيريا الأمعاء، وينتج عن ذلك براز لين وغازات كريهة.
ووفقاً للمؤسسة الصحة الوطنية يعاني 65% من الناس من مشكلة هضم الألبان، ولكن الآلام الناتجة عنها مثل تشنج المعدة، والغثيان، والإسهال، والتقيؤ، بالإضافة إلى غازات وبراز ذى رائحة كريهة تختلف من شخص لأخر، وسيساعد الطبيب في تحديد مقدار اللاكتوز الذي يمكن للمريض تناوله يوميا دون أن يسبب مشكلة.
فيديو قد يعجبك: